الداعشية فكر في الدرجة الاولى ( 3 )

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 23:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

" أما آن لهذا الفارس أنْ يَترَجّل "
قيلت هذه الكلمات الحزينة ، المُضمّخة بالشجن والحسرة ، في عصر فيه قتال كبير، حيث لم يكن يتمّ فيه توثيق الجرائم والحروب أوالغزو بالتصوير الفوتوغرافي ولا الاخراج السينمائي ..
وقليل من الناس فقط ، من يعلم ان هذه العبارة المشهورة، قد صدرت عن قلب أمٍ مكلومٍ ومفجوعٍ برؤية جسد ابنها المُدلّى على جزع تنهشه الوحوش جيئاً وروحاً ..
بدأت القصة في .. ( عام 72 هـ حين ارسل خليفة المسلمين في دمشق (عبد الملك بن مروان) جيشاً بقيادة الحجاج الثقفي لقتال خليفة المسلمين في مكة (عبد الله بن الزبير) ، فحاصره سبعة أشهر وضرب الكعبة المُشرّفة بالمنجنيق ، وبعد ان تفرّق أصحاب ابن الزبير ، بين هارب وقتيل ، دخل الحجاج مكة هو وجيشه ، وتم قتل ابن الزبير في عام 73 هـ ، وارسل الحجاج رأسه بالاضافة الى رأسين من اصحاب ابن الزبير الى عبد الملك في الشام! وصلب الحجاج جثة ابن الزبير، ووضع حرساً عليها ! فطلبت ام عبد الله بن الزبير (اسماء بنت ابي بكر) من الحجاج دفن ابنها، قائلة له راجية باكية : أما آن لهذا الفارس أن يترجل .!؟
فرفض الحجاج وابقاه مصلوباً.)
المصدر: الكامل في التاريخ لابن الاثير (الجزء الثالث)
-------------------------------------------------
" الدّينُ المُعَامَلة " ..
منطقياً ، انّ التمييز بين صفات الشيء والشيء في ذاته تمييز أجوف ، فإذا عرفنا كل صفات شيء ما عرفنا الشيء ذاته ..فلا يوجد فكرة - مثلاً - تسير لوحدها هكذا في حواري المجتمع الإنساني ، وتفعل فيه ما تريد من أثر طيب أو خبيث ..
الفكرة تحتاج - بالضرورة - في وجودها الى عقل إنسان يُدركها ويُؤمن بها ، ومن ثم يُساهم في تجسيدها في فعل معين، أو على شكل سلوك ما ، وكل المحاولات التي تحاول تخليص الأفكار من آثام السلوك المشين، أو تنزيه الفكرة عن الشخص الفاعل المؤمن بها ، هي محاولات منافقة ، ولا تخلو من التعصب والانغلاق العقلي ..
سيكون من الهراء مثلاً لو سمعت من بوذي – ولا اظن هذا يُمكن أن يحصلَ يوماً – يقول :
البوذية دينٌ كامل ، والبوذي انسان ناقص ، إذا وجدت نقصاناً في سلوكي فلا تلم البوذية انما لمني أنا ..
عزيزي المؤمن :
مهما أنكرت هذا السوء الديني ، ستبقى أنت وسلوكك إحدى التجليات الرئيسية لأفكار معتقدك ..
وللحديث بقية..

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات