أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - المُشكلة أنّهم لا شيئ ..














المزيد.....

المُشكلة أنّهم لا شيئ ..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم, يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ
" المتنبي "
بعد أن هدأ قليلاً الحديث عن رسائل الدكتوراة ذات المواضيع العجيبة والغريبة (كأحكام الضراط – وسلوك الحائض – ومضاجعة النفيس – وعلم نفس عذاب القبر- العالم في أثر بخار فم الصائم ..و ..و.. الخ . . والتي ينالها الطلبة بمراتب شرف في بعض جامعات الرمال من بلاد الحجاز ( المسماة حالياً بالسعودية ) وغيرها ، حيث يتخرج هؤلاء بدرجة " الدكتوراة " ومن ثم يُسمّى الطالب بعدها : بالدكتور أوالعلامة أوالشيخ الكبير .. بل ومنهم من يُصبح من كبار الوعاظ والدعوة، فقط لأنه أثبت مثلاً: أن عمر السيدة عائشة ليس ست أو تسع سنين حين وُطئت بل أكثر ..ومن هؤلاء البهلوان "عدنان إبراهيم " أو "كبهلول النجار" الذي ما انفك يُثبت لنا المرة تلو الأخرى، ( مؤخراً في المغرب ) أن شُرْبَ بول البعير يُشفي المرض العضال، تارةً من البهاق و البرص وتارة من الحمى وفقر الدم والسرطان ، معززاً أقواله وبراهينه المُتهافتة بعبارات بلهاء جوفاء دائمة ، آسرة لعقول الدهماء والعامة مثل :
ثبُتَ علمياً ..أو قال الغرب .. أو اكدت مراكز الأبحاث.. الخ.
حدث مؤخراً أن ضجّت وسائل الاعلام العربية ، بالطالبة الجهولة في احدى بلدان شمال أفريقيا ، والتي تقدّمت برسالة لنيل درجة "الدكتوراة "، تثبت فيها ان الأرض ليست كروية ، بل هي مسطحة، إعتماداً منها على بعض آيات الذكر الحكيم .. والأنكى حدث حين استفزت الأوساط العلمية وساءلت عن الأمر ، أراد "الدكتور" المُشرف عليها ، أن يُوضح الأمر للجمهور، ( وليته مافعل ) فقال أن هذا ليس صحيحاً أبداً ، وأن طالبته الذكية جداً ، تريد فقط ان تُثبتَ أنّ الأرض لا تدور حول الشمس بل العكس تماماً ، كما تعلمت من كتب كبااااااار العلماء الوهابيين والسلفيين (ابن باز وابن عثيمين وغيرهم ) وتؤكد بالدليل العلمي القاطع أن هناك شروق للشمس وغروب لها في عين حمئة ..
المضحك المُبكي في الأمر ، أنه وبالرغم من مرور مئات السنين على وعي البشرية جمعاء ، بأن الأرض ليست مركز الكون ، وأن هذا الكائن الكربوهيدراتي المُسمّى " الإنسان " ، لم يعد محور هذا الوجود الذي ندركه ، كما هدانا إلى ذلك بالطبع " العظيم كوبرنيكوس " .. ومن بعده أولياء العلم الصالحين ..
نجد أنّه - ومع كل أسف - مازالت بعض الأديان الإشكالية تُصرُّ على مناصرة " بطليموس " وإقناع المُؤمنين السُذج بها ، بأن يتصرفوا بإستعلاء وصلف ، وكأنّهم الكائنات الأعظم أهمية بين كل كائنات كوكب الأرض ..
والأدهى أنّهم ما انفكوا يتدافعون لأن يثبتوا بدوغمائياتهم البالية ومسالكهم الرّثّة ، أن الوجود برمّته مُسّخرٌ لهم ، وأنّ الحقَّ المُبين كلهُ محصور فيما سُطّرّ لهم وحدهم دون العالمين ، وأن ما قيل تنزيلاً عليهم هو عين الصواب ، وأن ما يتناقلوه تواتراً هو ما يجب على جميع الناس أن يفعلوه أو يؤمنوا به ...
وربما المُحزن في الأمر- في ظني - انهم ليسوا في انهم يقفون في آخر الصف من خصوم الحداثة والتنوير والعلم وحسب ، بل لبُّ المشكلة معهم ، يقع في كونهم ليسوا حتى أهلاً لأية خصومة علمية أو حضارية أو حتى ثقافية ، مع أي من الأقوام الأخرى ، ولا هم حتى بأندادٍ لأبسط الأفهام التي من حولهم في هذا العالم المعاصر ، والذي بدأ يتأفف من عبئ وجودهم الفعلي على الحضارة الإنسانية ككل..
وبات كثير من شعوب الأرض يرونهم ليس غباراً يزكم الأنوف وحسب ، بل ويعون وببساطة : أنّ المشكلة مع هؤلاء أنّهم لا شيء ..
وللحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة تحكي وعاقل يسمع
- هوامش هيغلية (1)
- إنطباعات هولندية (3)
- الداعشية فكر بالدرجة الأولى (2)
- الداعشية فكر في الدرجة الأولى
- ومن البيان لسحرا...
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (3)
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (2)
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (1)
- أحاديث المقهى الثقافي.. (2)
- تهويمات حول الحرية..(1)
- وقفة صدق مع الذات السورية..
- العلمانية بداية الحل ..
- من أجل سوريتي.. !!
- أعز الأماني السورية 2017
- لا تُصَدّقوهم ..
- هو النَصيحُ العَاقلْ وأنا الشبّيحُ الغافلْ
- صراع الكراهية
- التعليمُ السَيّء مَهْلَكةُ الأمَمْ ..
- مُجرَّد تجربة..( نصٌ نثري)


المزيد.....




- لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية ...
- TOROUR EL-JANAH KIDES TV.. تردد قناة طيور الجنة على القمر ال ...
- متاحة الآن مجانًا .. أحدث تردد قناة طيور الجنة الجديد على نا ...
- ترمب مازحا: أود أن أصبح بابا الفاتيكان الجديد
- السجن 20 عاما لـ 4 متهمين في قضية الإخوان بالأردن
- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...
- أحكام بالسجن على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في ...
- الفاتيكان: لن يتم اتباع الأصل الجغرافي للبابا الجديد
- أحلى قنوات الأطفال .. أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على جمي ...
- استقبلها بجودة ممتازة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - المُشكلة أنّهم لا شيئ ..