من أجل سوريتي.. !!

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في إحدى ساحات مدينة دينهاق ( لاهاي ) الرئيسة الهولندية، لفتَ نظري لافتة تشي عن ان هذا المكتب الأرضي هو لمنظمة العفو الدولية .. فدخلت على عجلٍ وعرّفت على نفسي، وهذا شيء أقل من عادي في دولة مثل هولنده ..
وقلت للموظف الأنيق الذي يجلس وراء المكتب :
عزيزي أنا مواطن سوري من مدينة حلب ، وأرجو ان تُسجلَ لي إعتراضي على التقرير الأخير لمنظمتكم بأن هناك طرد لأهالي الأحياء الشرقية من بيوتهم وأن هناك ممارسات تغيير ديمغرافية، واستيلاء على البيوت السنية لصالح الطائفة الشيعية ..
وان هذا الأمر برمته عار عن الصحة ، وأظنه كذلك عارٌ على مصداقية نقلكم للحقيقة حول ما يجري في وطني المكلوم سوريا .. وأنا هنا أود أن أقول لكم هذا على مسؤوليتي ، رغم أني لا أنتمي لأي فصيل أو جهة أو حزب أو طائفة أو أثنية ، سوى أني مواطن سوري ومن حلب القديمة بالذات ، وبيتي في حي كانت تسيطر عليه القاعدة (جبهة النصرة) ..
قال لي هامزا لامزاً : وما أدراني أنك تواري الحقيقة لغاية سياسية في نفس يعقوب قلت : يا سيدي أهلي هناك قاسوا ويلات المسلحين من فصائل الاسلام السياسي .. وقد عادوا الان بسلام إلى بيوتهم التي خرجوا منها ..
ثم أني أقسم لك بكل معاني الإنسانية والصدق ، أني أمرؤ غير مرضي عليه من أحد، لا في الداخل ولا في الخارج ، وما يدفعني لأن أقول لكم هذا ،
هو أولاً أني أحرص على الحقيقة ، وأربأ بكم أن تحرّفوها بهذا الشكل المريع، وأؤكد لك أنها تماماً غير ما تدعون ..
وثانياً لإعتقادي أن زيف وإفتراء تقريركم هذا يساهم في تفتيت عقول الكثير من أبناء وطني الهشة أصلا .. ويؤذي وطنا أودعت فيه أهلي و كل تاريخي وأجدادي ولا أظنه يستحق أيُ أذى ..
قال : ومن تمثل أنت حتى تقول هذا عن تقريرنا .. قلت : أنا هنا سورية الموجوعة كلها.
قال هل أنت شيعي أم علوي. قلت أنا سوري يا سيدي . قال : هل أنت مسلم سني. قلت أنا سوري ياسيدي. قال: اذا انت مسيحي. قلت : أنا سوري يا سيدي . قال: لا تقل لي انك يهودي قلت : أنا سوري يا سيدي .
قال : نعم سمعت أنك سوري، ولكن هل أنت عربي أم أرمني أم كردي أم درزي أم تركماني أم شركسي أم ماذا ؟ قلت أنا سوري يا سيدي .. قال يبدو أنك لم تفهم سؤالي ولغتي .. قلت : بل أنت الذي لا تفهم حالي وسوريتي ..
ثم تركته مذهولا في جهل صمته وخرجت ..

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل