أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زكريا كردي - أفكار حول حرية الرأي والتعبير (1)














المزيد.....

أفكار حول حرية الرأي والتعبير (1)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 03:28
المحور: حقوق الانسان
    


إن سئل أهل هذه الدعوى عن الدليل على صحة دعواهم استطاروا غضباً ، وهدروا دم من يطالبهم بذلك ، ونهوا عن النظر ، وحرضوا على قتل مخالفيهم . وهكذا اندفن الحق أشد اندفان ، وانكتم أشد انكتام .
"أبو بكر الرازي"

تعتبر حرية التعبير عن الرأي من الحريات الأساسية للإنسان ، وهي لا ترتبط بالضرورة بخطأ المقول أو صوابه ، بل تعتبر - بإعتقادي - المقياس الحقيقي لوجود قيمة كرامة الانسان واحترامه بين أفراد المجتمع ، كما أنها الركن الأساسي في إصلاح أي دين أو فكر أو عقيدة ..
واعتبر كثير من المفكرين أن حرية التعبير للإنسان من أخطر الأهوال التي يمكن أن تزلزل تُرهات أية سلطة إستبدادية ( دينية أم سياسية..الخ )، ولهذا يخشاها الفكر الشمولي الدوغمائي بكل صنوفه ..
ورأى آخرون، أن حرية التعبير والرأي هي الوحيدة التي يُمكنها أن تكشفَ الغطاء عن الثوابت العقائدية المُضللة، وتُفسد على رجالات الدين والسياسة لعبة السماء الفاسدة أو القائد المُلهم ، وهي التي تعطلُ المصالح المُروّجُ لها تحت مُسمى المُقدس أو الصالح الاجتماعي العام ، وقد تُنقذ كثير من العقول المُؤمنة بالدغمائيات والأنساق الفكرية المغلقة، من جمود رهيب يُدفع بها إلى إرتكاب الفظائع بنفسها وبالآخرين ، تحت طائلة لذة الإيمان ونيل الرضى..
وليس مستغرباً أن يجد المرء، أن أكثر أعداء حرية التعبير صلفاً هم المؤمنون من أصحاب العقائد التسلطية والشمولية، ( مثل بعض الأديان ) التي تتدخل في كل شؤون الإنسان ، من نسكه إلى محياهُ وحتى مماته، و تسعى بشكل مستمرٍ، لأن تتحكَّم في أدقِّ تفاصيل معاشه ، وترغب في رسم مصيره ومسيره ..
وربما بسبب هذا نجد أن تلك المعتقدات الشمولية تعتبر محاربة حرية التعبير والرأي والسؤال والنقد الفكري .. من أهم أولوياتها.. ونراها تحذر من مغبة إكثار التساؤل حول الأمور الذي قد تُبدي للناس سوآتهم (على حد التعبير الديني)، ونجد أن دعاتها كثيراً ما يُشدّدون على قتلِ الدهشة الفردية الآتية من الذات أو من صنائع الآخرين وآرائهم الجديدة .. على مبدأ ( مَهٍ فإن الكافرَ لا عَقلَ له ) مهما أبدع ذاك الكافر(أديسون) أو ابتكر (ستيف جوبز) أو جاء بالحق (إينيشتاين)..
وبالتالي هي عقائد تخاف حقاُ من السؤال على نفسها، بل وقد تنهي عنه لأنه قد يكشف عما يسوء ( والسوء هنا يعني الكشف عن أباطيلهم ومعرفة الحق والصواب عند الآخر ) ، ممَّا قد يُعزّز الزيغَ ويفتحُ باب البدعة، أويُشجع على إغواء الضلالة، أو يُخرجُ من الدّينِ والمِلَّة .. حسب منطوقهم الضال ..
ما أحوجنا إلى حرية الرأي والتعبير .. ليس لأنها الإعلان الإنساني للتجرؤ على الجهل المقدس وكسر تابوهات الخوف فحسب، بل لأن المعرفة القدسية التي تقوم على مفاهيم ثابتة بالمطلق، ولا تقبل بحرية النقد والتعبير ، تقتل عقول معتنقيها اسرع مما يفعل الجهل .. ولأن الثبات الصحيح على المبادئ – برأي – لا يجب أن يقوم على تقديسها، بل على ثبات الاعتقاد بتغييرها وتصويبها ، وعلى قدسية الشك الدائم بها، والقدرة على تمحيصها، وبالتالي القدرة على مداورة أبسط الافكار المخالفة لها ، مهما كانت مُهملة ..
أخيراً : ربما الإيمان الأعمى يجعلنا نتيقّن فرحين أنَّ الفرجار يُمكنه رسم دائرة.. تماماً كما يجعلنا نضحكُ على جهل مُبجلٍ نحمله في عقولنا ويسكن فينا دون أن ندري..
فقط أطلقوا العنان لحرية الشك والسؤال و التعبير والنقد لأن الشك المنهجي هو عتبة البصيرة الحقة فعلاً لأي فهم إنساني قويم ..

وللحديث بقية..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على هامش الثورة ..
- السوريون حتى إشعارٍ آخر
- أفكار في الحب ..(3)
- أفكار في الحب (2)
- قناة الجزيرة .. (3)
- قناة الجزيرة ..(2)
- قناة الجزيرة .. (1)
- حكاية ثورة الخائفين ..
- أحاديث المقهى الثقافي ..(!)
- العالم الإسلامي في إنتظار خلاص الحداثة..
- ثورة العُلَماءْ لا ثورة العُدَمَاء ..
- أفكار حولَ مَفهوم التسّْوِية
- هلوسات فكرية ..(!)
- ملاحظات أولية حولَ التعصّب الديني
- القتل الحلال ..
- لا سياسة في شرق العبيد
- هل العقلاء جبناء حقاً ..؟!!
- أسئلة مُقلقة حول الإسلام الكوردي
- خواطر في العبودية
- الإنفعال مقتلةٌ للعقل ..


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زكريا كردي - أفكار حول حرية الرأي والتعبير (1)