أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - أحاديث المقهى الثقافي ..(!)














المزيد.....

أحاديث المقهى الثقافي ..(!)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 01:44
المحور: الادب والفن
    


أفكارٌ على هامش الربيع العربي ..
عُرِفَ الأسْتاذ مَحمود مُنقذ الهاشمي في العالم العربي من خلال ترجماته الفكرية والأدبية المتميزة، التي أثْرَتْ بحق المكتبة العربية بترجماتٍ قيَّمَة.. كان أبرزها ترجماته المَرْموقة لمُعظم أعمال عالم النفس الإجتماعي إريك فروم ، بالإضافة إلى المئات من المقالات والأبحاث في الأدب والنقد الأدبي .. وقد أدرك كثير من المهتمين بالشان الثقافي والمعرفي قيمة إبداع هذا المُفكر الحُرّ ، الذي كان يُرفق مُعظم ترْجمَاته بمُقدمات عميقة وهوامشٍ هامة جداً ، بل وفي أحيان كثيرة أتَتْ مُقدماته أهم من موضوع الكتاب المُتَرْجم نفسه ..
من بعض ما عَلَّمنا إياه ، من خلال منجزاته الفكرية المتميزة وجلساته المعرفية الثرَّة ، أن الطبيعة بما تذخر به من أحداثٍ عرضية، لا تكفي لتقديم معرفة كليّة عميقة ، إذ لابد للعقول الحرة أن ترتقي فوق تلك الاحداث، وتفكر بصورة انتقادية ، في موقفها من تلك الأحداث، وفي القوى التي تؤثر فيها، أو تدفعها لاتخاذ هذا الموقف أو ذاك.. مُنبهاً إيّانا من خطورة فساد الموقف والحكم المعرفي، بسبب داء التفكير الرغائبي المُهيمن على كثير من المفكرين والمثقفين العرب..
وأذكر عنه أنه كان يُرددُ على أسماعنا ، منذ بدء ما يُسمى بالربيع العربي ، أنَّ ثورة الحرية الفكرية أو السياسية ..الخ يجب أن تبدأ في العقل أولاً ، وهي لا تتحقق ولا تفتح أبوابها، دون التأمل أو التفكير النقدي ..
وكثيراً ما كان يدعونا بإلحاحٍ ، المرة تلو الأخرى بعدم التسرّع في الحكم على الأشياء أو الأحداث.. وأذكر مرة في معرض رده على تسرع أحدنا في سؤاله : ما الحل ..؟!
ولهذا كان يدعو الجميع إلى محاولة صادقة مع الذات والواقع ، في فهم ما يجري أولاً، قبل أن نسأل عن الحل ، أونتسرع بإصدار الأحكام المسبقة أو تكرار ما يُرّوِّجه الآخرون.. موضحاً أن الفهم الصحيح للحرية يَسْتعصي على أولئك الذين يتسرعون في طلب الحلول، وبالتالي هم - بالقطع - ليسوا أحراراً، بل هم عبيد الوصفات والحلول الواحدية الجاهزة ، التي يساهم الإعلام في حشو أذهانهم بها .. وهم في الحقيقة ليسوا سوى أناس هاربون من حريتهم إلى أفكار وعقائد عتيقة ، أو حلول جاهزة، يتشاكلون على سوء فهمها ، ليمنحوها إكسير الحياة، و ينزهوها عن الخطأ ، حتى ولو أثبت الماضي زيفها المرة تلو الأخرى.. وهذه الطريقة في التفكير ، لا يُمكن أن تقوم بها ثورة تبتغي الأصلح والأفضل ، ولا يُمكن أن تأتي أيضاً بالتقدم أو الإضافة لأية فكرة ذات أهمية، بل هي غالباً ما تذهب بالأوطان وتدمَر الإنسان ، وتجلب على الجميع الويلات، وربما تزيد من بؤس وألم ومآسي الأحداث الحالية ..
ولا شك أن خطوبُ التاريخ تُخبرنا أن الواقع السياسي هو الذي يَفرضُ قِيَمَهُ الخاصة، وليست القيم هي التي تصوغ هذا الواقع أو تشكلهُ، مَهما كانت نبيلة أو إمتلكت من حقٍ مُبين .. وكثيرة هي الوقائع التي تؤكد، أنه لا يكفي أن تكون على حق حتى تكونَ مُؤهلاً لتحصيله، أو أن تضمن نهاية اللعبة السياسية إلى جانبك ..
وكما لابُدَّ من شَرْط العقل للتَّمَلّك ، أيضاً لا بدَّ من العقل كي تكونَ أهلاً لذاك حَق، ولِتعيَّ تماماً كيفَ تُطالبُ به .. وهناك من الحكماء من يقول : أن الحق رديف العالم العاقل ، وأما الحمقى الطيبون فلا صديق لهم سوى الباطل ..
وفي النهاية ، لا ينسى الإستاذ الهاشمي أن يحذرنا بشدة ، من أولئك المَوتورين أصحاب الحلّ الأوحد، الذين إذا ما فشلوا ، هربوا مرة أخرى إلى استراحة فكرة المؤامرة ، كي يتيحوا لجهلهم إلتقاط أنفاسه، في إنتظار جولة أخرى من الباطل ،
وهكذا يَسْتمر العمى الفكري ويتوالد الجهل .....
كل فوضى وأنتم بخير
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الإسلامي في إنتظار خلاص الحداثة..
- ثورة العُلَماءْ لا ثورة العُدَمَاء ..
- أفكار حولَ مَفهوم التسّْوِية
- هلوسات فكرية ..(!)
- ملاحظات أولية حولَ التعصّب الديني
- القتل الحلال ..
- لا سياسة في شرق العبيد
- هل العقلاء جبناء حقاً ..؟!!
- أسئلة مُقلقة حول الإسلام الكوردي
- خواطر في العبودية
- الإنفعال مقتلةٌ للعقل ..
- خرافة الإعتدال في الإسلام..
- داعش منا ونحن منها ..
- انتظروا القيامة ..
- من هو عدو المرأة ..؟ّ
- الإنهيار المدوّي للعقد الإجتماعي السوري
- فيينا (1) بداية النهاية
- أفكار في الحب
- أسافل القوم..
- أفواه مريضة .. تكشف عن أن للجهل أكثر من عنوان


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - أحاديث المقهى الثقافي ..(!)