أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - الإنهيار المدوّي للعقد الإجتماعي السوري














المزيد.....

الإنهيار المدوّي للعقد الإجتماعي السوري


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سورية واللحظة التاريخية الحاسمة
في الحادي من نوفمبر 2015، وفي مداخلة هامة له ضمن أشغال الندوة الدولية حول موضوع "المجتمع، السلطة والدين في مطلع القرن 21 مغربا ومشرقا"،
قال أستاذي الدكتور الطيب تيزيني : أن سورية الان أصبحت على الأرض ،لأول مرة منذ 7000 الاف سنة ، لقد استطاعت الوحشية التي تسكن أولئك الذين اقتربوا من ممارسة السلطة ان يفصحوا عما في ضمائرهم من بدائية ووحشية .." وبدموع وغصات إنسانية فياضة عرَّجَ الطيب السوري على بعض النقاط والمنعطفات الهامة التي مرّتَ بتاريخ سورية الحديث ، مذكراً بالمواقف المشرقة لبعض الشخصيات الوطنية أمام الأجنبي، كأمثال فارس الخوري و معيداً للذاكرة الألم الكبير الذي تسبب فيه وأد الحلم بالوحدة العربية يوماً ما بين مصر وسوريا ، فاتحاً بحديثه الشيق الباب على الكثير من الاشكاليات والأسئلة الملحة ، والتي قد تؤول في معظمها إلى السؤال الرئيس في ذهن المثقفين السوريين خاصة والمثقفين العرب بعامة. لماذا وكيف حدث انهيار الوطن السوري .. ؟
ولكن انهيار الوطن - برأي - حدث في اللحظة التاريخية القصوى لاصطدام الإسلام النصي السياسي بالفعل العنيف للنظام الشمولي والتوليتاري المُصر والمُتمسك بالدفاع عن وجوده .. والذي تمكن من إنجاز التماهي مع وجود الوطن المادي والجيوسياسي من خلال إطناب الفساد وتصدير الخطابات المرحلية المناسبة من قومية واشتراكية ووطنية زائفة .. لقد ضاعت سورية القديمة لكونها وقعت في مركز الصراع بينهما ..ولكونها أصبحت مركزا لتصفية الحساب مع الفكر الوهابي الظلامي بالنيابة عن كل شعوب المنطقة..
وأعتقد أن انصراف د.الطيب تيزيني عن تبيان دور الاسلام السياسي المريع وعدم تحميله النصيب الاكبر من دمار الوطن والمجتمع يعود باعتقادي – إلى سياق الدهشة التي يعبر عنها أبناء جيله من المثقفين من الواقع السوري الجديد والمفجع ، وإلى الصدمة من حجم القدرة الهدامة لهذا الفكرالديني الذي استطاع بحق أن يضيع وطناً عريقاً في هضم ثقافات متنوعة موغلة في القدم .. وربما هو الإرباك الذي أصاب المثقفين العرب عموماً نتيجة سبق الواقع في تغييراته لكل ما يعرفونه من علم وإجتهاد ، أو لعدم القدرة على تصديق واستيعاب ما انكشف الحال عليه، من هشاشة في الجانب الأخلاقي والوطني في المجتمع السوري ككل، ذو الثمانية عشر طائفة ومذهب، وصاحب التاريخ العريق في التعايش والمسالمة.. .
ديالكتيكياً، ما يحدث في سوريا – مع الاسف - أنها أضحت مركزاً لصراع رئيسي ومخاض حقيقي، بين أطروحة الاستبداد المؤذي القائم على حماية غول الدولة الأمنية ، الذي أفرغ المجتمع من معظم مكوناته الفكرية الليبرالية المفيدة وقواه المعرفية الحقيقية من جهة، وبين الطباق العنيف من الإسلام النصي السلفي المدعوم من بدو الجنوب وجلافة الغزاة الأوائل ، والذي يقوم على فكر القرون الوسطى من جهة أخرى.. ومن المؤكد لدي ، ان التركيب الجديد والمأمول، الذي ينتظره السوريون هو نوع جديد من حلقات التسلسل التاريخي نحو التطور، ولكن كل ظني أنه - أي الحال الجديد - لن يكون نوعاً من المجتمعات المثالية التي تسكن خيال السوريين أو يطمحون إليها، ولن تقارب دولتهم القادمة – إن بقيت سورية موحدة – حتى أنموذج الدولة الحديثة في الغرب والشرق حالياً.. وسيبقى التركيب الوليد حديثاً - أياً كان - مجرّد حلقة متقدمة في مسار الوعي للعقل السوري الكلّي نحو الحرية، والذي قد يتمكن من وضع القطار السوري على سكة التعددية الحقيقية من جديد ، وهي الوجهة الوحيدة التي يقبلها الوجود السوري بكل مكوناته، إنْ قيّضَ لها أن تبقى معاً .. في دولة سورية المستقبل ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيينا (1) بداية النهاية
- أفكار في الحب
- أسافل القوم..
- أفواه مريضة .. تكشف عن أن للجهل أكثر من عنوان
- رسالة من رجل شرقي ..
- رجم الجهل أولى .. أفلا تفكرون..!
- البراغماتية فلسفة العصر (الفلسفة المنتصرة)
- (الفوقية) ومأزق النقد الحديث
- فن القصة عند العرب
- المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..
- في العنف كتاب (حنّه آرندت) - فهم ومراجعة
- قناصو الوهم ..!
- التملق مركب الحقيقة الأفضل
- يعيشون بين ظهرانينا..!
- المسلمون يواجهون ...أزمة نص لا أزمة شخص..


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - الإنهيار المدوّي للعقد الإجتماعي السوري