أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكريا كردي - رسالة من رجل شرقي ..














المزيد.....

رسالة من رجل شرقي ..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 00:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ستخسرين .. يا حبيبتي ..
ستخسرين.. لأنك قرَّرت أن تخوضي وَحْدكِ غِمارَ بحر الذكورة الشرقي المهيب والمقدس..
ستخسرين.. لأنهم لنْ يَسمحوا لحُريتك انْ تتكاثر.. ستخسرين.. لأن مآذن السماء كلها ترتّلُ معهم، وأنتِ لا أحد معك، سوى غراب حلم ساذج ، وبضع شذرات من أوهام، لا طعم لها ولا لون ولا رائحة ..
ستخسرين.. لأن راياتك ليست سوى حزمة من تخرّصات مقدّسة، دسّوها في وعيك اللاّهي كي يَحكموا وجودك الغض ..ويمنعوك من أن تكوني الإمام .. أو بين المصلين ..
ستخسرين.. لأن الرجال في شرقنا أنبياء، وهم يرون للمرأة نصف رأي أخرس ، وهي لا تزيد عن كونها انثى فقط ، أومتاع مدفوع الثمن إلى حين .. انثى ناقصة العقل والمُلكية والدِيّة .. ليست ضمن حساباتهم الانسانية ولا القيمية ولا يحق لها أن تخطوا في صحن الموازين ..
ستخسرين.. لأنهم أخذوا كل كنوز الجنة لهم ، واقتسموا القصور وشربوا الكوثر فيما بينهم ، وطردوك خارجاً من محراب حور العين .. وفي الاستراحة قصّوا عليك عذاب القبر وحذروك من النمص والتنمّص ومن السلام والابتسام والعطر.. ثم جعلوك تُسعدين للحظات بأنك التابع المُحصّن والأمين .. وانك الحلوى المصونة وستطفقين فرحاً بذلك .. لكن في النهاية، ستكتشفين، أنك قد أدمنت عبودية ناعمة، متسربلة بنسيج قميء، يلفُ ما مات من أحلامك ، ويُغيّر ملامح انسانيتك ..عبوديةً خاطوها تماماً على مقاس أبعاد الجسد لديك..
وستعلمين أن كل رنين الأساور الذي كنت تسمعين صداحها، ليست سوى أغلال سُكتْ من آياتٍ بيناتٍ، ومرويات صفراء قاحلة، جعلتك يوماً ما ، تخرّين ساجدة لهم خاشعة منهم، خائقة من طلاق رضاهم البائن وأنت ترتجفين..
ستخسرين .. لأن المجتمع الذكوري في شرق شهريار يا حبيبتي، لايقرأ سوى ما تخطه المرأة على عينيها .. وهو مجتمع يستحي من الحب ويجاهر بالكراهية .. ولا يفقه من إعراب النساء سوى تاء التأنيث الساكنة في حي المساكين ..
ستخسرين لأنك تعيشين بين أناس لا جوهر لهم، ولايهمهم منك سوى المظهر، والمرأة المفضلة عندهم هي الحمقاء المستكينة، وليست الذكية أو العاقلة أو التي تقبض على حريتها أو الفطينة .
ستخسرين لأن العمر الافتراضي للأنثى في مجتمع الفحولة قصير جداً، و لأن الذكور في بلادي يتعاملون مع المرأة مثل هواة جمع الطوابع .. الثمين منها يحظى بالرضاب ..
ويوماً ما ، ستجلسين وحيدة تتحسَّرين على ما مضى من أيام العمر، وستكون كل غلالك كدراً، دلواً من ذكريات الماء والطين، وستقعدين بين الصغيرات ترشين عليهن أقاصيص التندر والتحسّر .. وكيفية غسل ذنوب الزنازين ..
وستكذبين على نفسك وعلىهن بأنك سعيدة .. لكن في النهاية ، ورغم كل هذا ..
ستخسرين لأنك ستكتشفين بعد رحيل العمر والشباب ،في هذا الشرق اللعين، ان تجاربك لم تكن قط ، مع رجولة أو رجال، بل كانتْ مع غرائز ذكور ووحوش مجانين ..ستخسرين..!



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجم الجهل أولى .. أفلا تفكرون..!
- البراغماتية فلسفة العصر (الفلسفة المنتصرة)
- (الفوقية) ومأزق النقد الحديث
- فن القصة عند العرب
- المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..
- في العنف كتاب (حنّه آرندت) - فهم ومراجعة
- قناصو الوهم ..!
- التملق مركب الحقيقة الأفضل
- يعيشون بين ظهرانينا..!
- المسلمون يواجهون ...أزمة نص لا أزمة شخص..


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكريا كردي - رسالة من رجل شرقي ..