أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - فن القصة عند العرب














المزيد.....

فن القصة عند العرب


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


هل حقاً عرف العرب فن القصة في تاريخهم أم أنها جنس أدبي جديد كلية كالرواية
يذهب الباحثون حيال وجود القصة في الموروث الأدبي العربي إلى مناحٍ ثلاث، أولها : الاعتقاد بأن هذا التراث عرَف فن القصة كما عرَف فن الشعر . وثانيها : الإكتفاء بالقول أن هذا الموروث عرف نوادر وحكايا وأحدوثات فقط ، ولم يعرف تماماً شكلاً قصصياً فنياً . وآخرها : أن تراث العرب عرف شكلاً ما من أشكال الأدب يمكن أن نسميه بحق ، فن القصة. وفي مقاربة عجولة متفحصة لهذه الآراء لتبيان مدى دنوها أو نأيها عن الحقيقة . يمكن القول : إن لكل أدب قديم تراثه القصصي ، وأن القص الحكائي والسرد يأتي على شكل ميلٍ جلي في جبلة الإنسان وطبيعته .ويلاحظ القارئ المنصف أنه بالفعل يوجد في الأدب العربي نماذج كثيرة ، واضحة وزاهية ، مثلت شكلاً ما من أشكال القص الحكائي ، بل وحتى السرد الطويل منه. تجلّى الأنموذج الأول في فن المقامات الذي ارتبط منذ نشأته بالحكاية التي تحمل بعض عناصر القصة أوالأحدوثة. وقد بلغ أي فن المقامات أوجه عند بديع الزمان الهمذاني.. فالحدث الموجود والشخصيات الحاضرة والقالب البياني، كلها أمور تومئ إلى وجود حكاية متماسكة البنيان ( كالمقامة البغدادية) فهناك المقدمة – والوسط - والخاتمة.
وللحق يمكن القول أن المقامة عند بديع الزمان بالذات يمكن أن تكون حالة بدئية لفن القصة أو ما يشبه فن أدب القصة بالمعنى الحديث ، لكن ضمن السياق والظرف التاريخي لها. بيد أنها لم تتطور بوصفها فناً قصصياً مع مرور الزمن .. وإنما تطورت بوصفها شكلاً لغوياً قُصد به الصنعة وحسب.
وكذلك الأمر ذاته في الانموذج الثاني وهو فن السيرة الأدبية ، وقد مثل شكلاً من أشكال السرد الحكائي الطويل منذ نشأته ، معتمداً على الحكاية والقص الدائر غالباً على شخصية محورية (الزير سالم – سيرة بني هلال – عنترة ..الخ ) وهي كلها سيرٌ شعبية تروي وتحكي وتقص وهي ورغم شيوعها وتأثيرها البالغ على المخيال الشعبي، إلا أنها ظلت ذات تأثير لا يذكر في نشأة الرواية أو فن القصة .
وحتى عندما تبدت بوضوح ملامح قواعد القصة الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر ما انفك كثير من الناس يعودون إلى الموروث الشعبي ،وإلى الآلية السرد القديم ، وبقى الاعتقاد أن هذا الموروث الشعبي قد عرف حقاً شكلاً من أشكال القصة والرواية . ولكن لا يمكن الزعم أن القصة العربية كان لها الشكل الواضح والمتطور حينذاك . كما لايمكن الزعم أيضاً أن الموروث العربي لايوجد فيه بذور جنينية لفن القصة بالمعنى الكاديمي الحديث، لكن يمكن القول أن موروث الأدب العربي عرف شكلاً من أشكال القصة ولكن هذا الشكل لم يؤثر البتة في تطور هذا الفن الأدبي أو نشأته . والذي يعود به الغربيون أنفسهم إلى القرون الثلاثة الأخيرة ولاسيما القرن التاسع عشر.
بكلمات أخرى : ما يصطلح عليه القصة العربية لم يكن وليد التراث .. بل حتى أن كتب التراث لم تذكر مصطلحاً لغوياً جلياً بهذا المعنى. إذ لم يكن معلوماً ما هي القصة أو فنها بالمعنى المتميز والواضح ، أو ما هي خصائصها ، وما هي سماتها.. وكل كل ماوردنا من كتب التراث يندرج ضمن حكايا وأخبار ونوادر، تناقلتها بعض القبائل الرحل وتجار القوافل ، ليس لها أي قالب فني واضح . لكن بالمقابل لايمكن اعتبار الرأي مقياساً منتهياً على أن أدب الغرب ذو فكر أرفع من الفكر العربي وأدبه ، فلكل مجتمع واقعه وظروفه .. ويبقى الأدب هو المحضن الأهم للتواصل الانساني والاجتماعي والفكري بين الشعوب كافة وبالتالي ضرورة حيوية كي يتم بناء الانسان ككل .



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والنداء الحداثي الأخير ..
- في العنف كتاب (حنّه آرندت) - فهم ومراجعة
- قناصو الوهم ..!
- التملق مركب الحقيقة الأفضل
- يعيشون بين ظهرانينا..!
- المسلمون يواجهون ...أزمة نص لا أزمة شخص..


المزيد.....




- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - فن القصة عند العرب