أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكريا كردي - عقول جلدية مُعارضة ..!














المزيد.....

عقول جلدية مُعارضة ..!


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 07:00
المحور: كتابات ساخرة
    


العودة عن الخطأ فضيلة ، وتغيير المرء لرأيه إن ثبت له بطلانه - في اعتقادي - إنما هو حالة صحية عقلية ومطلوبة ، مع التأكيد على أن تغيير الرأي وتطوره يختلف طبعاً عن التقلّب فيه حسب الهوى أو الحاجة أو التقليد الأرْعَنْ ..
وقد نُقلَ مرةً عن المُبدع همنغواي أنه قال :
إن الموتى والأغبياء هم الوحيدون الذين لا يُغيّرون آراءهم ، ولا يقرؤون الواقع أو يفهمون مُجرياته الجديدة المتجددة ..
للحق ، يدهشني إصرار بعض المعارضين السوريين على عدم التراجع عن الأفكار الثورية الخاطئة التي اعتنقوها منذ بداية ما يسمى بربيع الذقون ، و تفاجئني استمرارية مقابلاتهم الإعلامية وكتاباتهم ، و رغبتهم الشديدة في العضّ بالنواجذ على ترهات قديمة متهالكة ، باتت مُتهافتة بوضوح أمام القاصي والداني من أغرار السياسة ، خاصة في ظل هذا التدمير الواضح و الشامل للدولة والمجتمع ..
وللأمانة ، لقد ذكرني عنادهم للواقع وعدم رغبتهم في توسيع العقل وفهم ما يجري من حولهم من أطماع ومكائد ، بعادة اجتماعية جمالية كانت دارجة في الصين القديمة ، حيث كانت الفتيات يُجبرن وهن صغيرات على إرتداء احذية معدنية او خشبية كي يُحافظن على رشاقة ارجلهن وحجم الصغير للقدم ..
من هنا أتساءل في حيرة بالغة .. تُرى أية أحذية أجنبية متينة ارتدتها عقول مُعارضاتنا " الوطنية مجازاً " لتمنعها من ألا تتوسّع هكذا ، وتسير إلى فهم ما جرى ويجرى في سوريا والعالم ..!؟ وأية أحذية أمسكت رشاقة أفهامها إلى الأرض بثبات ، وجعلتها خسيسة ترحب بضرب اميركا لجيش الوطن ، وتهلل بسعادة صفيقة للغزو التركي ، وتصفق ببلاهة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي الدولة السورية ..!؟
بالطبع كنت أتمنى لو كان لدي الإجابات على تلك التساؤلات ولكن بكلمات أخرى : اذا كانت حقاً العقول تقاس بمقدار تقبلها للحقيقة، على حد تعبير "نيتشة" فأقول : كان الله في عون عقول معارضاتنا السورية ..التي لا تريد أنْ تصدّق حال الهزيمة الذي آلت إليه ، ولا تريد أن تقبل الحقائق القديمة الجديدة في خسارتها المُستمرة لمعركة التخريب التي قادتها بجهالة ومازالت ضد وطنها وشعبها ..
كان الله في عون معارضات بلا أدنى حس بالمسؤولية الأخلاقية تجاه أبناء جلدتها وحضارة بلدها ، معارضات جهلاء بأبجديات السياسة، أجيرة لا تهتم بما حلّ وما سيحل بالدولة ، التي تدّعي هي زوراً أنها تنتمي اليها، والى وجودها الشكلي الآمن على الاقل ..
كان الله في عون معارضات تحكمها شهوة السلطة ، دمرت وطنها ومجتمعها ، وكل همّها الوصول الى سدّة الحكم أياً كان الثمن ، تنفيذاً لرغبة أعداء الخارج ومصالح الآخرين وضغائن الأنفس المريضة ..
وأغلب الظنّ إن معارضات على هذه الشاكلة هي أولا وأخيراً مجرّد مُعارضات جهولة رخيصة ، إلى درجة أن أي قبو مالي خارجي قميء ، لا يعرف نظافة العدالة ولا سمو الأخلاق ، يستطيع اقتنائها بسهولة ، تماماً كما تفعل وسائل الإعلام ، لأنها أصلاً بلا قيمة أو موقف أو حتى ثمن ..
أخيراً ربما يصحُّ فيها القول أنها مُعارضة غبار سياسي أو وسخ تاريخي لا مكان له في المجتمع السوري القادم بكل تأكيد ..
وهاهي أصوات حلم النصر القريب في كل أرجاء الوطن تهتف عالياً :
سوريا المدنية العلمانية ستنتصر بكل طوائفها وقومياتها ومذاهبها على الإرهاب الإسلامي الداعشي بكل صنوفه عاجلاً وليس آجلاً ..
سوريا بخير إن شاء الله ..
وللحديث بقية..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلى ، نحن مختلفون ..
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة ..(5)
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة ..(4)
- هلوسات فكرية..(2)
- - أدونيس - الثائر السوري الحقيقي
- أزمَةُ أفهَام لا أزمَة حُكّام ..
- لعنة الماضي ..
- ملاحظات على هامش كتاب - الدّين في حدود مُجرّد العقل - (3)
- ملاحظات على هامش كتاب - الدّين في حدود مُجرّد العقل- (2)
- ملاحظات على هامش كتاب - الدّين في حدود مُجرّد العقل (1)
- التَقَيّةُ الفلسفية عند كانط ..
- الإنسانية ودينُ المُسْتقبل
- المُشكلة أنّهم لا شيئ ..
- معارضة تحكي وعاقل يسمع
- هوامش هيغلية (1)
- إنطباعات هولندية (3)
- الداعشية فكر بالدرجة الأولى (2)
- الداعشية فكر في الدرجة الأولى
- ومن البيان لسحرا...
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (3)


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكريا كردي - عقول جلدية مُعارضة ..!