أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - المثقف والسياسي من يقود من ؟














المزيد.....

المثقف والسياسي من يقود من ؟


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل النظر الى الواقع السياسي العراقي المتأزم يجب النظر الى الواقع الثقافي المتأزم لان الثقافة هي الضمير وعندما يتأزم الضمير يتأزم معه باقي البدن.ان الثقافة العراقية الحديثة وتحديدا منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن تعاني من ذلك المرض المزمن الذي يمكن تسميته ( مرض الانقطاع عن الواقع ) ؛ هناك من يعتقد بان هذا الانقطاع يعود أساسا الى ظروف القمع والدكتاتورية التي عاشها شعبنا ونخبه المثقفة ؛ ان الخوف يمنع التفكير الحر ويقتل الروح الإبداعية المبادرة والمجددة ؛ وبالتالي فان الحل هو استيراد كل ماهو جاهز من ثقافة خارجية مثلما يتم استيراد البضائع .
حيث ظهر ما سماه بعض الباحثين (عقدة الخواجة) وهي تتمثل بالشعور بالنقص أمام كل ماهو أجنبي وخارجي؛ والاعتقاد بان كل ماهو شخصي ووطني لا يستحق الاحترام والفخر .
ومن هنا نرى ان الثقافة العراقية يمكن ترميمها وإعادة الروح لها من خلال ( العودة الى الواقع ) واقع الذات المهملة وواقع الأمة المنسية ؛ ومن دون هذه العودة الى الواقع سوف لن تشفى امتنا من مرضها وسيظل شعبنا تائها حائرا بلا نخب حكيمة تمثله وتعبر عن ضميره وتقوده نحو طريق الخير والاستقرار والكرامة. وإتاحة الفرصة للمثقف ان يأخذ دوره الحقيقي في عمليات التغيير. حين نقول المثقف ، فنحن نقصد المثقف المنتج ( الكاتب والباحث الأكاديمي ) وقد يكون هذا التحديد فيه بعض التجني في احتضان مفهوم المثقف ؛ وقد يكون قد اتسع فأشتمل على كل منتج في مجال الفكر والثقافة ونريد ان نصل الى نتيجة في هذا المجال تتمحور حول فاعلية المثقف او ما يطلق عليه غرامشي ( المثقف العضوي) ؛ ونتعامل هنا مع المثقف على وفق قربه اوبعده عن الواقع .
فنحن نرى حين يكتب أي كاتب فانه يعبر عن ما يجول في ضميره من أفكار؛ وحين يكتبها ومن ثم يقوم بنشرها فانه يؤمن بما يكتب ؛ فنرى في عملية نشرها ؛ دعوة للآخرين لمشاركته إيمانه هذا( هذا اذا لم تكن الكتابة عملية ترف فكري ) او ان يقال ان لاعلاقة بين الكاتب والنص ( ان المؤلف قد مات ) وهنا يكمن الافتراق بين النص والواقع ، فلابد ان يكون للكاتب رسالة يؤديها فلايقول كما قال بيكت( احد كتاب مسرح العبث) ( لست ساعي بريد ) ، فاذا كانت اوربا ليست بحاجة الى الرسول والرسالة فان امتنا العراقية بحاجة الى (ساعي البريد هذا ) من اجل ان يشكل وعيا قادرا على تغيير الواقع ؛ نحن نفترض ان يكون الكاتب صادقا مع ضميره ؛ اما عكس هذا فانه اما ان يكون بوقا لجهة او معروض قلمه وضميره للبيع بحيث نراه كل يوم في موقف ؛ ونحن هنا لا نرفض التغير الصادق والحقيقي للقناعات ؛ لكننا نرفض اللعب على الحبال بحيث يظهر الكاتب اليوم موقفا ليتراجع عنه في اليوم الثاني ؛ او يقول كلمة ليلحسها بعد ايام .
حين تكون الكتابة عن ضمير صادق وإيمان راسخ فأنها تعبر عن ضمير الواقع ؛ ضمير الأمة اوضمير احد مكوناتها؛ ان المثقف الراسخة قدميه في ارض الواقع هو أكثر الفئات الاجتماعية قدرة في التعبير عن مشاكل الواقع وتحديد أمراضه ومعاناته ؛ وبالتالي البحث عن سبل معالجة وتغيير وإصلاح شان هذا الواقع.
ومن هنا يأتي دور السياسي الذي لابد أن يتعامل مع المثقف معتبرا إياه مرجعيته ، فيصبح السياسي تابعا للمثقف وليس العكس ؛ إلا إننا ونحن ننظر الى واقع الأمة العراقية؛ نرى ان المثقف أما ان يكون مهمشا مكمما أو تابعا ذليلا للسياسي يسبح بحمده فتضيع فرصة السياسي في الانتفاع بما يتجلى عنه فكر المثقف وتحرم الأمة من فرصتها التاريخية ومن قراءة المثقف لواقعها فتبقى سقيمة حبيسة أمراضها. تئن تحت رحمة السياسي الذي يتلفت يمينا وشمالا وشرقا وغربا باحثا عن حلول او علاج لما تعانيه الأمة؛ فيبحث عند هؤلاء وعند أولئك ؛ ولا يدري ان الحلول موجودة في ضمير الأمة عند مبدعيها ومثقفيها الذين همشهم وألغى أي دور لهم ؛ متوهما انه انه سيجد الحل او المنقذ من خارج ضمير الأمة ؛ ولا يدري ان( كودو ) لاياتي من خلف الحدود ؛ وكم كودو جربناه حين استوردناه من الخارج ؛ فلم يكن منقذا و دواء لما تعانيه الأمة.الا ان السياسي لدينا بقى ينظر للمثقف على انه المرآة التي تعكس عجزه وخطله وبالتالي فهو يعمل دائما على طمس معالم هذه المرآة وتشويهها حتى لا يرى نفسه من خلالها .
ان الحلول ليس في نظرية ( الفوضى الخلاقة) ولا في نظرية ( الليبرالية المتوحشة ) بل ان الحل عند النخب المثقفة الصادقة مع ضمائرها التي لا تنظر الى الواقع من خلال بروج عاجية بل ان أرجلها وأرواحها وعقولها ملامسة للواقع ومن كان على هذه الصورة لابد ان يكون خطابه واقعيا واضحا وليس استعلائيا غامضا ؛ وهكذا خطاب لا يحتاج الى عساكر ودبابات لفرضه على الواقع.
ولننظر الى الأمم كيف تتعامل مع مثقفيها ومفكريها ؛ والا ماذا نسمي ان يجتمع وزير الدفاع الأمريكي ومعاونيه او وزير الخارجية ومعاونيه مع برنارد لويس عشية الهجوم على العراق ليأخذ رأيه في ما يمكن ان تكون عليه ردود الشارع العربي اتجاه عمل كهذا ؟ نحن لسنا في معرض تصديق هذه الحكاية او تكذيبها بل في معرض ان نرى كيف تتعامل الأمم مع مثقفيها. ولننظر كم مركز بحوث يسند السياسة الخارجية الامريكية؛ وكم مركز بحوث تستشيره لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس قبل اتخاذ أي قرار .
ان السياسي لدينا يريد من المثقف ان يحمل صوره او يلتقط معه الصور ليقول لنا انه راعي الثقافة والمثقفين ؛ او يستقبل حشد من المثقفين كنوع من الدعاية ليس الا .
فلكي يستطيع السياسي ان يتخلص من تخبطه عليه ان يجعل من المثقف دليلا وهاديا ؛ فلماذا يبقى المثقف تابعا وذليلا او بوقا ومسبحا بحمد السياسي؟ ؛ وهذا هو الخراب في حياة الأمة حاضرا ومستقبلا.
فهل يستطيع السياسي ان يتعامل مع المثقف كما يتعامل رامسفيلد وكولن باول مع برنارد لويس؟
وكم برنارد لويس رمينا على ضفة النسيان ؟
من هنا نقول ان لامستقبل للأمة العراقية بدون نخبها ومثقفيها الذين هم ضميرها الحي الحاملين آلامها وآمالها ومشروعها الحضاري الإنساني.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسم الصغير ، وليد المسعودي .........سلاما ايها المبدعون
- الطرح الايديولوجي وحاجات الأمة العراقية
- المشروع الليبرالي في العراق بين استراتيجية الفوضى الخلاقة وح ...
- الديمقراطية والهوية الوطنية للامة العراقية
- نجادي الذي داس على ذيل التنين
- فساد الحكم وآثاره الاجتماعية والاقتصادية
- المشهد السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق
- طوبى للعائدين الى ارض الوطن
- الشاعر الخباز الذي رتل
- مثقفو القبائل والطوائف ومسؤلية المثقف العراقي
- دولة القانون .............دولة المليشيات
- الجندر : علم النوع الاجتماعي؛ هل نحتاج هذا العلم؟ ، وماذا يت ...
- المعوقات التي تواجه الكتاب العراقي ؛ البحث عن حل
- التحديات أمام الهوية العراقية ؛تذويت ألهويات الفرعية
- استشهاد عثمان علي درس في الإخاء والتضامن وصفعة للطائفيين
- ثقافة الاستبداد وصناعة الرمز
- عثرات الحكومة من يقيلها ؟
- واقعة جسر الأئمة
- المواطنة وتجاذبات المكونات الفئوية و تأثيرها على كتابة الدست ...
- من ينام على سرير بروكست (قراءة في مرجعية العنف في العراق


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - المثقف والسياسي من يقود من ؟