أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - المشهد السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق















المزيد.....

المشهد السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 12:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إذا كان النظام السابق قد حارب ضمن من حاربهم جماعات الإسلام السياسي ؛ فانه في الوقت الذي حاربهم فيه بيد فانه في اليد الأخرى قدم لهم دعما كبيرا من حيث لا يعلم من خلال ما اسماه في حينه الحملة الإيمانية ؛ وبناء الكثير من الجوامع الكبيرة والمدارس الدينية وتشجيع الدراسات الإسلامية وقرر ان على جميع كوادر الحزب والدولة ان يدخلوا معاهد فتحت خصيصا الدراسات الإسلامية؛ وأصدر تعليماته الى مسئولي السجون بان لا يخرج اي سجين من السجن قبل ان يحفظ بعض أجزاء القران؛ كذلك تأكيده على درس القران والتربية الإسلامية في المدارس منذ الابتدائية حتى التخرج من الإعدادية؛ وفتح دورات خاصة لمعلمي ومدرسي مادة التربية الإسلامية والقران وذلك ضمن حلقة من حلقات تقمصاته الأيديولوجية واعتباره قائدا للصف المؤمن فانه قاد وبشكل واسع موجه من التفكير والتثقيف الديني الذي امتدت تأثيراته في المجتمع وكثيرا ما كان يستقبل رئيسة الاتحاد النسائي وهي تلبس الحجاب ؛ وحتى زوجته التي قلما تظهر من على شاشات التلفزيون فإنها ان ظهرت فأنها تظهر محجبة ؛ وبذلك فانه أوجد قاعدة ثقافية وفكرية كانت مهيأة لجماعات الإسلام السياسي الذين قطفوا ثمارها بعد سقوط النظام حيث تسيد الإسلاميون الشارع السياسي وبشكل واضح ؛ مستغلين الفراغ الذي تركه النظام الذي افرغ العراق من كل ما من شانه ان يشكل خطرا عليه .
إضافة الى ان الفترة الممتدة منذ سقوط الصنم في 9| 4|2003والى الآن لم ترتقي الأحزاب الديمقراطية واليسارية الى مستوى الفعل السياسي الجماهيري بل بقيت حبيسة مقراتها التي ازدادت أفقيا بدون اية اثر في الاتجاه العمودي؛لان الفضاء الاجتماعي كانت قد ملأته الحركات الإسلامية؛ وسادت القيم الطائفية والقبلية؛ مضافا إليه أعمال العنف والإرهاب؛ التي يمارسها بقايا النظام السابق وعمقهم العربي والإسلامي .
في الوقت الذي تزيد فيه الأحزاب الدينية من رصيدها الجماهيري من خلال التجهيل وتسطيح الوعي وممارسة التضليل ؛ نتيجة لما تملكه من قنوات اتصال تتمثل بالجوامع والمناسبات والطقوس الدينية التي استثمرت بشكل كبير في التعبئة ؛ هذا إضافة الى ما تقدمه المؤسسة الدينية التي تجلس على تلال من الدولارات وما تملكه من تأثير في تشكيل الاتجاهات والمواقف .وفي الوقت الذي نرى فيه الكثير من الليبراليين يستظلون بعباءات المؤسسة الدينية او ينفخون الغبار من على العمائم؛ فإن الشتائم تنهال على القيم الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان .
في الوقت الذي يصرخ فيه الإسلاميون ان العلمانية تعني الكفر ومحاربة الدين ؛ فلم نر من العلمانيين إلا الصمت او التواري خلف شعارات هزيلة تلفيقية توفيقية او الاندراج في الصف الطائفي او القبلي ؛ ولم يعلنو ا برنامجا واضحا في مجال العمل الديمقراطي .
في نفس هذا الوقت وفي ظل هذه الظروف نرى فيه رجل دين علماني ( أياد جمال الدين ) يعلن علمانيته ويدافع عنها وبشجاعة ويعلن من خلال هذا برنامجه بكل وضوح ؛ولابد لكل من يريد ان يذكر المواقف الوطنية ؛ ان يذكر المواقف التي رفضت مبدأ المحاصصة الطاثفية ولم تنضوي تحت الراية الطائفية بل بقت متمسكة بالهوية الوطنية ؛ كموقف هاشم الشبلي( القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي) الذي رفض حقيبة وزارة حقوق الإنسان في وزارة الجعفري لأنه لم يتم اختياره لهذه الوزارة لكفاءته او لمواقفه الوطنية بل تم اختياره لأسباب طائفية كونه ينتمي للطائفة السنية لا انه رفض لأنه لا يريد أن يسيء لتاريخه الوطني بانضوائه تحت المظلة الطائفية ؛ كذلك لابد ان نذكر موقف سالم عبيد النعمان ؛( من الرعيل الشيوعي الأول) رفض الانضمام الى الهيئة الدستورية لان اختياره جاء على أساس طائفي؛ حيث قال ان تاريخه السياسي الوطني لا يسمح له ان يرتدي لباس اية طائفة ؛ مع احترامه لكل مكونات الشعب العراقي ؛ ( عرفت وطنيا عراقيا ولن استبدل هذه الصفة ) هذا درس بليغ في الوطنية والديمقراطية والمجتمع المدني ؛ فمن يريد ان يؤسس لحياة ديمقراطية عليه ان ينظر لمواطنيه نظرة متساوية ؛ حيث يتساوى في ظل المجتمع المدني المواطنون في الحقوق والواجبات ؛ ويتساوون في حق المشاركة السياسية بغض النظر عن عرقهم او دينهم او طائفتهم ؛وفي عملية بناء حكم وطني ديمقراطي لابد للقائمين عليه من الفاعلين السياسيين ان يتخلوا عن المحاصصة؛ ان الذين يؤمنون بالديمقراطية سيصفقون لأية حكومة وطنية بدون ان يسالوا عن هويتها الفئوية؛ شرطها الأساسي الكفاءة ؛ اما ألهويات الارثية فعلينا احترامها والاعتزاز بها ؛ ولكن ليست هي الفيصل في تحديد المشاركة السياسية .
ان السير قدما في المحاصصة الطائفية والعرقية قادتنا الى تثبيتها في الدستور وهذا بدوره يقودنا نحو الهاوية؛ في الوقت الذي طان على الفاعلين السياسيين ان يضعوا المصالح الحزبية والفئوية ( القبلية والطائفية والعرقية ) جانبا ليصبح العراق هما وطنيا وهوية يجب الاعتزاز بالانتماء اليها لان الانقسامات الطائفية والعشائرية ضد التصرف العقلاني للمواطن؛ وتحرمه من ممارسة حريته الفردية ؛ وتقف عقبه في وجه نمو القيم والمثل الديمقراطية لان تعدد الو لاءات والقيم يجعل الفرد والجماعة في أزمة ؛ حيث أصبحت مداخل تجزئة وحروب أهلية لا مداخل توحيد وتوازن.وفي السياق العراقي ؛ في الوقت الذي نرى فيه الكثير من الذين يهربون مهرولين الى الخنادق الطائفية او العرقية او القبلية حتى يسهل عليهم ممارسة خداع الجماهير ؛ ومغازلتها من خلال اللعب بالورقة الطائفية او العرقية ؛ ونرى كيف أبرزت لنا تجربة الانتخابات التي جرت في 3012005؛ ان الكثير من الحركات المحسوبة على الصف الديمقراطي العلماني هربت من هذا الصف ؛ فاصطفت في الصف الطائفي ؛ للحصول على دعم المؤسسة الدينية؛ وحركات الإسلام السياسي ؛ مثل ( حركة المؤتمر الوطني بقيادة الدكتور احمد الجلبي ) على الرغم من رفعها لشعارات العلمانية والديمقراطية . كذلك نرى كيف تحالفت حركة أخرى علمانية ديمقراطية ( حركة الوفاق الوطني بقيادة الدكتور أياد علاوي ) مع بعض الرموز العشائرية او بعض الإقطاعيين القدماء .
ان هذا التشظي الذي أصاب التيار الديمقراطي في الصميم وضيع عليه الكثير من الفرص ؛إضافة الى انه لم ينزل الى الشارع بشعارات وبرامج سياسية واضحة فكانت هزيمته الكبرى في 30|1|2005 أمام حركات الإسلام السياسي المدعومة من قبل المؤسسة الدينية وما تعنيه المؤسسة الدينية من ثقل اقتصادي أسطوري وتأثير رمزي في الأوساط الجماهيرية التي لم تجد صوتا ليبراليا واضحا . حيث أوصلت المؤسسة الدينية الأوساط الشعبية الى قناعة ان انتخاب قائمة ما يعتبر تكليفا شرعيا وواجبا دينيا يحرم التقصير في أدائه ؛ فكانت الفتاوى والخطب الدينية التي وصل أقصاها الى اعتبار انتخاب قائمة ما كأنه قتال مع الحسين في واقعة الطف .
ان التحالفات القائمة في الوقت الحاضر وقدمت اسمائها الى المفوضية المشرفة على الانتخابات بقت تحاصرها الرابطة الطائفية كما نرى في التحالفين السني والشيعي؛ فعلى الرغم من ان الاحزاب والحركات السنية زايدت كثيرا على المواطنة والوطنية وسمت نفسها عدة تسميات احداها( اهل العراق) الا انها بقيت محاصرة ومحصورة بالعقدة الطائفية ؛ التي افلت منها اخيرا المؤتمر الوطني بقيادة الدكتور احمد الجلبي؛وبقى التحالف الكردي محصورا بالهم القومي ولم يستطع ان يفتح جناحيه نحو النسيج الوطني العراقي؛ والنتغير المهم على ساحة الحراك السياسي قبيل الانتخابات هو الجهد الكبير الذي قامت به القائمة العراقية بقيادة الدكتو علاوي ؛ حيث جمعت طيفا واسعا يعبر عن المشهد السياسي العراقي الاصيل بدون اللجوء للبنى التقليدية وبالتالي لم الشمل العراقي ؛ بغض النظر عن المكاسب الحزبية الضيقة .



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوبى للعائدين الى ارض الوطن
- الشاعر الخباز الذي رتل
- مثقفو القبائل والطوائف ومسؤلية المثقف العراقي
- دولة القانون .............دولة المليشيات
- الجندر : علم النوع الاجتماعي؛ هل نحتاج هذا العلم؟ ، وماذا يت ...
- المعوقات التي تواجه الكتاب العراقي ؛ البحث عن حل
- التحديات أمام الهوية العراقية ؛تذويت ألهويات الفرعية
- استشهاد عثمان علي درس في الإخاء والتضامن وصفعة للطائفيين
- ثقافة الاستبداد وصناعة الرمز
- عثرات الحكومة من يقيلها ؟
- واقعة جسر الأئمة
- المواطنة وتجاذبات المكونات الفئوية و تأثيرها على كتابة الدست ...
- من ينام على سرير بروكست (قراءة في مرجعية العنف في العراق
- الحراك السياسي في العراق حضور القبيلة والطائفة _غياب المواطن ...
- أزمة المواطنة والهويات الفرعية
- الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر
- في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - المشهد السياسي ومستقبل الديمقراطية في العراق