أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شمخي جبر - في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من يحكم الدولة















المزيد.....

في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من يحكم الدولة


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 12:00
المحور: المجتمع المدني
    


أن انضواء الفرد والتفافه حول البنى التقليدية في المجتمع والتي تتمثل ب(القبيلة ,الطائفة ,الأسرة )تشكل عبئا على المواطنة ,لأنها تحاول أن تكون بديلا عنها ,وتقوى حينما تضعف المؤسسات الحديثة ,فيستعين الفرد بها (القبيلة أو الطائفة ) كي تحقق له الحماية واسترجاع حقوقه ,وتحقيق الحماية الذاتية من خلالها أو كما يقول الدكتور فالح عبد الجبار (أصبحت شبكات التضامن الدينية والعشائرية والمحلية بكل أشكالها تقوم اليوم مقام مجتمع مدني مغيب ) (العراق والمنطقة بعد الحرب 2004 ص57)، لان التنظيمات القرابية والعشائرية والأنماط السلوكية الغالبة فيها ريفية بدوية وحسب ما يقول الدكتور محمد عابد الجابري فان (الوعي الذي يحرك الصراع بين الفئات والجماعات لم يكن الوعي الطبقي بل(( الوعي الفئوي )):العصبية القبلية,التعصب الطائفي ....ومن هنا فالناس داخل جماعات من هذا النوع يكونون مشدودين لا إلى مصالحهم الاقتصادية المباشرة ,بل المرحلة سابقة من "تاريخ " الجماعة , المرحلة التي ترتبط بها الامتيازات والأمجاد أو التضحيات التي تشغل مخيال هذه الجماعة والتي بها تحدد هويتها) (العقل السياسي ص29)ويؤكد الجابري (أن الايدولوجيا في المجتمعات المتخلفة لا ترتبط دوما بالواقع الاقتصادي الاجتماعي الذي تعيشه الجماعة في حاضرها بل ترتبط في الأعم الغالب بواقع أخر مضى ,ممكن أن يكون مختلفا تماما .......... وكثيرا ما يكون أساسها الاجتماعي الذي انبثقت منة يقع في الماضي وليس في الحاضر) (العقل السياسي ص30)
والمشكلة التي تواجهنا في مجتمعنا أنه محكوم بهذة العقلية ,التي يطغى عليها وبشكل حاد النسق القرابي ,الذي امتد داخل المجتمع حتى طغى على كل شي , وصولا إلى الدولة .
لو وضعنا جانبا كل تجاربنا في الماضي لبناء دولة ,فان الدولة كمنظومة حديثة نقلت ألينا من الغرب الاستعماري ,فهي تركته التي بقينا على الضد منها في كل مواقفنا لأننا لم نؤسس ارتباط لنا بها ولم تتواشج علائقنا معها لاننا بقينا محبوسين في منظومة "القبيلة" والبدوي حسب ارنولد تونبي شديد المحافظة بطبعة يغير منزلة habitat لكي لا يغير عاداته habits (محمد جواد رضا أزمة الحقيقة والحرية ص38) فبقى الفرد ريفيا (قبليا )على الرغم من انتقاله إلى المدينة ,لأنه بانتقاله إليها نقل معه الريف بكل منظوماته وعلائقه ,بما فيها (مؤسسة القبيلة )، حيث أن سكان المدن العراقية بما فيها بغداد على الرغم من مظاهر التحضر ما زالوا (أشباه حضر ) فهم يمارسون علاقات ريفية عشائرية ويتصرفون تصرفات اقرب في مضمونها ومحتواها الى العلاقات والتصرفات الريفية، فالبناء الاجتماعي والثقافي الحضري في المدن العراقية عامة بناء عشائري محلي يقوم على روابط الدم وعلاقات الجوار المكانية فسميت الأحياء في المدن بأسماء القبائل التي تسكنها , كما نرى في إحياء ومحلات بغداد القديمة.
إن الحياة الحضرية وخصائصها التي وضعت وفق لنظرية المتصل الشعبي –الحضري (ريدفيلد ,هنري مين ,فرنا ند شوشيز ,أميل دوركايم ) أو غيرها من النظريات التي تناولت خصائص الحياة في المدن لا تنطبق على مدينة بغداد او غيرها من المدن العراقية (فالتحضر والحياة الحضرية أسلوب للحياة يتميز بمواقف واتجاهات ومناشط وعلاقات واشباعات وأفكار وجزاءات وقيم خاصة هي قريبة في مضمونها بدرجة او بأخرى من الأنماط والعلاقات الريفية وبهذا يمكن ان نقول كما قال ارثر بار ( تستطيع ان تنتزع رجل من الريف ولكنك لا تستطيع أن تنتزع الريف من عقلية الرجل ) (علاء الدين جاسم البياتي.. علم الاجتماع بين النظرية والتطبيق ص110) ، وهكذا نرى أن انتقال الفرد من الريف يعني انتقال للقبيلة وهي مرحلة جديدة في حياتها ,ونستطيع أن نسمي هذا الانتقال من الريف إلى المدينة هو السفر الثاني في رحلة القبيلة إذا ما اعتبرنا إن السفر الأول في رحلتها هو التنقل والترحال وعدم الاستقرار وحياة الصحراء وما يرافق هذة الحياة من ممارسات وفعاليات إلى الاستقرار .
أن حياة الاستقرار والإقامة في الريف بالنسبة إلى القبيلة يعتبر تنازل لهذا (العقل المتعالي ) على أي عمل يدوي فأصبح يمتهن الزراعة ,بعد ان كان يحتقر حياة الاستقرار، فسمى من استقروا ب(الشاوية ) إلا أن هذا البدوي / الريفي وان سماه أبناء عمومتة ب(الشاوي ) إلا انه بقى محتفظا بعدة الغزو والنهب في عقله ويده وذاكرته ومخيلته لا يستطيع لها فراقا لأنة يعتقد دائما (أن البدوي يعيش من غزو الغرباء ,فان أعوزه الغرباء فالأخوة لا عاصم لهم من الغزو ) (محمد جواد رضا ص36 ) وفي السفر الثاني من رحلتة نحو المدينة وان اختفت من يده (مرغما ) عدة الغزو الا انها لم تفارق مخيلته وعقلة ,فهو في المحلة او الحي الذي يسكنه في المدينة يعتبر هذة الحي او هذة المحلة مضارب عشيرته او (حماها ) حيث ينظر الى ابناء محلته نظرة تختلف عن ابناء المحلات الأخرى ,فبقى مقيد يحمل في رقبتة ومخيلتة (العقل القرابي او ما يسمى الحمية ) (حمية الجاهلية الأولى ) والحمية هنا العصبية ,فإذا كان لدى المسلمين أن الرابطة هي رابطة الإيمان والتقوى (أكرمكم عند الله اتقاكم ) ففي المجتمع القرابي أفضل الناس من كانت تر بطة رابط العرق او الدم أو الرابط المكانية ,لان المجتمع لا يحتكم في اغلب الاحيان الى تشريع أو قانون ولا يقيم الفرد على أساس المواصفات الوطنية أو النزاهة أو الجدارة في تحمل المسؤولية وإنما يعتمد على مدى صلت الرحم أو أي قرابة أخرى ؛ ففقد الإنسان حقوقة المشتقة من انسانيتة حين لا يكون له أي قوة اجتماعية او قبيلة .
أن العقل القرابي حمل معة هذة العدة العقلية في رحلتة على مطية الحراك الاجتماعي والسياسي الذي رفعه إلى مستويات عليا في النخب السياسية والاجتماعية ,فعمل ومن خلال هذا الموقع على تكوين كتلا قرابية يشعر وهو في أحضانها بالدفءْ والأمان والاطمئنان لأنه وكما يعتقد يرتبط معها براطبة الدم المقدسة لدية ,ولهذا نجد أن العراق لم يحكم من قبل دولة بل من قبل كتل قرابية عشائرية او مدينية على مراحل طويلة من تاريخه (انظر حنا بطاطو وغيرة )وخصوصا في الفترة المتأخرة من تاريخة ,حيث نرى ان نخبة السياسية والاجتماعية وا لثقافية من مدن معروفة . كل هذا قدم دعما وتأيد ا وتبريرا لتضخيم النمط القرابي وتاكيدة في العقل العراقي مما جعل من القبيلة (تشكل للمجتمع عدة تحديات فهي لا تدعم قيما تقليدية فقط انما تتنافس مع السلطة المركزية على مسائل الهوية والولاء وممارسة السلطة السياسية وهي في- السياق العراقي - مسالة مثيرة للانشغال) (العراق والمنطقة بعد الحرب ص115 ) في خضم التساؤل من يكون اولا وفي أوج ما نتعرض له من تحديات لا نجد إلا أن يكون الوطن أولا لأننا في واقع يجمع طيف واسع من المكونات والألوان الثقافية ,نقول إن الوطن لا يسكن الطائفة أو القبيلة بل هما اللتان تسكنان الوطن فالأولى ان يحكم الوطن القبيلة والطائفة ولا نعني بهذا الذوبان في الماهية الواحدة بل من خلال احترام الاختلاف الديموغرافي ولاثني والحضاري أن الطائفة والقبيلة هي أم الاستبداد وأبيه لأنها تمتلك أفضل مفقس له من خلال توفير الظروف الملائمة لولادتة ونشوءه من خلال ما يولد لديها من (كاريزمات )يفسح المجال لها داخل هذة الوحدات الاجتماعية فتبرز على شكل زعامات تقليدية تستغل ما تنطوي علية هذة البني من ولاءات ونعرات تحركها في سبيل أطماعها ومصالحها ,اما احتفاظا بزعامات موروثة او تحصيلا لمراكز وامتيازات جديدة فتصبح هذة البنى مطية مطامع ومكاسب وبؤر ضغائن وأحقاد تسطو على الرابطة الوطنية فتوهنها وعلى النسيج الوطني فتمزقة ,ولانها تعتمد الخطاب الابوي القسري الاكراهي في علاقاتها التي تتسم بالطابع العمودي فمن اهم ميزاتها اضطهادها للمرآة وحرمانها من حقوقها الانسانية لانه المجتمع هنا مجتمع ذكوري لا مجال للمراة فية , ومما يحتضنة هذا المجتمع في مجال احتقار المراة واضطهادها يحتضن ظاهرة تعدد الزوجات وانتشار زواج المتعة وزواج المسيار والزواج العرفي ويوفر لهما التبريرات النظرية لانها تشبع رغبات وحاجات المجتمع الذكوري كما انة يمارس عمليات قمع للاقليات وفرز للفئات المختلفة عرقيا ودينينا كما انة غالبا ما يقاوم عمليات التحديث والتغير الاجتماعي ليحافظ على القيم والعادات والتقاليد التي وجد أباءة عليها فترفض التعدد وتدافع عن الواحدية في الفكر ونظرة سريعة الى النخب السياسية السائدة تبين وبوضوح أنهم من طبقه الزعماء التقليدين الذين بلغوا ما بلغوة عن طريق الطائفة او القبيلة او الثروة الا في استثناءات قليلة.
والقيم القبيلة والطائفية بنى ثقافية تعمل العولمة على احياؤها وتضخيمها وإبرازها من اجل إن تكون بديلا عن الدولة أو الانتماء الوطني فتتحول الى هوية بديلة عن الهوية الوطنية من اجل ان تلعب هذة البنى دورا مستقبليا تخدم أهداف العولمة ,لأنها (العولمة ) ترفض الدولة أو الحدود الوطنية وتعمل على وجود أسواق يسهل اختراقها ,بل هي مخترقة أمام ما تملكة العولمة من امكانات الاختراق الاقتصادي والثقافي لمجتمع يتالف من خليط متضارب من علاقات وقيم وبنى اجتماعية تقليدية تعود في تراكيبها ومصدرها الى أقدم مراحل المجتمع (البطريكي )في علاقاتة وقيمة القبلية والعائلية والطائفية والدينية المستمدة من روابط الدم والمعتقد وهو مجتمع تابع ينقصة الاستقلال.
شمخي جبر



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شمخي جبر - في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من يحكم الدولة