أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمخي جبر - الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر















المزيد.....

الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 06:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ فترة ما يسمى باليقظة العربية أو الصحوة او النهوض خلال القرن التاسع عشر وتحديدا بعد دخول نابليون إلى مصر التي تعتبر لحظة اكتشاف الأمة لنفسها مواجهتها لواقعها ماذا يجد النائمون بعد صحوتهم 0وحين يتناول د 0محمد عابد الجابري مفهوم درج على تكراره بعض الباحثين العرب وهو مفهوم ( الصحوة )فيقول أن النائم الذي ينام ليلته ليصحو في الغد يستطيع أن يتابع مسيرة حياته كالمعتاد أما أهل الكهف أو من هم في معناهم فلا تكفيهم ( الصحوة) لمتابعة مسيرة الحياة بل يحتاجون الى تجديد عقولهم أولا حتى يستطيعوا أن يروا الحياة الجديدة على حقيقتها 0 نعم أنها فترة حرجة في حياة الأمة باعتبارها اللحظة ألا ولى التي اكتشفت بها مأزقها التاريخي حيث وصلت أمم العالم المتقدم إلى ما وصلت إليه بينما بقت الأمة تجتر أمجادا كانت فتساءل أبناء الأمة نعم هكذا كنا هذا ما كان فعلينا إن نلتفت آلية نهرب نحوه فكانت أنظار الأمة متجهة نحو الماضي بينما الأمم لأخرى تنظر الى المستقبل وهكذا طرح سؤال لماذا نحن متخلفون ؟ ماهو السبيل الى التقدم ؟ ماهي معوقات نهضتنا ؟ كيف ندخل التاريخ كفاعلين وليس كتابعين 0 ان معضلتنا تتمثل في البحث عن ألذات المأزومة في مجتمع كوني تتلاطم فية أمواج الثقافات وتتصارع إنها اللحظة الأولى لاكتشاف الأخر الاصطدام به 0 وكيف تطاول البارود على السيف الأحدب ؟ ومن ثم اكتشاف الهوة التي تفصلنا عن الأخر والتي تتمثل بتخلفنا وتقدمة؛ والتساؤل الذي مازال قائما وسيبقى قائما مادامت هذه ألهوه التي تتسع يوما بعد آخر مادمنا نحمل هذا العبء الهائل الذي يرهق كواهلنا بغثة وسمينه وكل هذه الإكسسوارات الفكرية التي ضاق الزمان والمكان منها ذرعا ؛ فلنضعها في متاحف تستحقها للاستذكار والالتفات لا ان نحملها على ظهورنا أنى سرنا ان فكرنا يتغذى من النزعة التعظيميه للذات التي شيدت الحضارة في زمن ما ولكنة بإزاء التمدن الغربي الجارف تتقوى لديه الروح الاحتقارية للانا وهو اذ ينظر الى الغرب نظرة الإعجاب والانبهار بعقلانيته وتحرره وحداثته وتقدمة العلمي سرعان ما تتضخم لدية صورة الغرب المتسلط الاستعماري النازع الى تهميش الثقافات الأخرى وتفكيك لبنياتها التقليدية وخصوصيتها الثقافية كيف يكون موقفنا اتجاه الأخر واتجاه واقعنا فكرنا محاصر من جانب انه غير واقعي ومن جانب لا يستطيع أن يجري حوارا مع الأخر هل هي عدم ثقة بالفكر؛ ام الخوف على الفكر من أن يهزم ؛ هل هي هشاشة الفكر ومن ثم عدم الثقة بالنفس علينا أن نعلم ان الحداثة الغربية تمت في سياق القطيعة مع أنماط الفكر الأسطوري والتفسير اللاهوتي للظواهر والثورة على البنى الاجتماعية التقليدية من خلال نضالات البرجوازية ضد الثقافة الاقطاعيه بكل منظوماتها الدينية والعقلية وبكل حمولاتها الايديولوجيه ورأسمالها الرمزي والحداثة الغربية إذن هي حصيلة موقف روحي خاص اتجاه العالم والإنسان سماته الرئيسية العقلانية والوضعية والعلمانية والدنيوية. لكن هل يتم هذا في ظل تبعية مطلقه بل من خلال مسح الذاكرة من كل خر بشات الماضين ؛ لكن لايعني هذا الدعوة لقتل الأب بل دعوه للانفلات للتمرد على السلطة أية سلطه تهمش العقل الانفلات من سلطة الأب (التراث) لكن لانعني بهذا ركل الأب ورميه في زاوية من زوايا المكان والزمان بل إعطائه فرصه ان يثبت صلاحيته ؛ يثبت انه مازال يمتلك فعلا ايجابيا يستطيع أن يخطو إلى الأمام 0 لكن ان نتخلى عنه نهائيا ؛ فنرميه جانبا ؛ يعني تسليم أنفسنا لسلطه أخرى ؛ وبهذا نكون قد خسرنا كل شيء 0(الحاضر المشوه ) والمستقبل المجهول لذا نقول إننا لا نستطيع ان نتخلص من متوفانا بانتهاء مراسيم الجنازة ؛كلا لا يمكن الخلاص منه لأنه مازال يمسك بتلابيبنا؛ ولاننالانستطيع ان نعيد الحياة لميت فلكل كائن عمر محدود لا نملك لةالا الاحترام ولنكن له صدقة جارية من خلال ترحم الآخرين علية لحسن أفعالنا التي كان للميت دورا كبيرا في أن نقوم بها باعتبارة مربيا وملهما .اما ان ندير الظهر لواقعنا؛ لحاضرنا عاكفين على متوفانا فهذا ما يضيع علينا مستقبلنا ويجعلنا غرباء في حاضرنا فنحن محاصرون بواقعنا وبكل تحدياتة شئنا ام أبينا .
واذا كان قد قيل اذكروا محاسن موتاكم فنحن نقول ان القصائد العصماء وغير العصماء لا تحي ميتا لأننا نعلم ان الميت ينقطع عملة بموتة إلا مايتركة مما يحي ذكره من خلف صالح مثلا فلا التمجيد يحي ميتا ولا الهجاء يميت حيا فان مات أبانا فإننا لا يجب ان نقضي العمر عويلا وبكاء أمام ضريحة بل الأولى بنا ان ننظر ماذا ترك لنا وان لم يترك سوانا فكفاه فهو ليس بميت لأنة حي فينا لان العرب اتفقوا على أن من يترك خلفا ليس بميت وما تركة تراثنا فينا ولنا أكثر مما تركة آباؤنا الذين رحلوا لأنة ترك فينا عقلا وفكرا وسلوكا بل هوية تميزنا عن غيرنا لكن كيف نتعامل مع ما ترك لنا وفينا هل نتخندق داخلة فنتقوقع عازلين أنفسنا عن الآخر ولا نلتفت إلا الى الوراء الماضي أم نتفاعل مع حاضرنا من اجل بناء مستقبلنا هل ننزع هذة الهوية ونرمي بها جانبا أو نركلها حنقا وسخرية كيف نعيش الحاضر ونبني المستقبل بدون ان نتخلى عن هويتنا أنة مأزقنا التاريخي الذي نعيشة؛لقد وقع فكرنا في مأزق الرؤية الماضوية لمسالة التراث والهوية ؛ في الوقت الذي اكتسح فيه الغرب حياتنا المعاصرة على جميع الصعد ؛ وظهرت أمامنا صورتان للغرب الأولى ذات الوجه اللبرالي والعقلاني والثانية الاستعمار والقمع وإسناد الأنظمة الاستبدادية؛وكان فعل الصورة الثانية أكثر حضورا ؛ من هنا نقول ان الندب والصراخ ورجم الآخر بالكفر والانحلال لن يغير من حقيقة أن الغرب استولى على المعرفة والاقتصاد وبالتالي فهو قد استولى على العالم 0 وان مقارعته لا تتم بالهرب للماضي القريب منة أو البعيد كما أنها لا تتم بالدعوة للخروج من التاريخ وإنما مواجهتة 0 كل ذلك يتم بالقبول بالتحدي والقبول بحتمية التغيير الذي أصاب غيرنا وهو في ذلك مصيب لنا بقدر ما نكون نحن لا بقدر ما يكون الآخرين كما يقول مالك ابن نبي0 ان القبول بحقيقة حتمية التغيير والاستعداد له أفضل بكثير من الجري فيما بعد وراء مصالحة مصاحباته واقتراح المعالجات الترقيعيه هنا أو هناك 0من خلال قراءة سريعة للنتاج الفكري العربي الذي يطرح نفسه كمشروع نهضوي 0 أنة في الكثير منة ينظر الى الإسلام على أنة بنية تبقى كما هي منذ إنتاجها او نشأتها نصوص تبقى كما هي دون أن تمس اعتقادا بان مسها سيكون بمنزلة تشكيك بمصدريتها التي هي هنا مصدرية إلهية 0 هناك تيار نصي يرى أن النص فوق الواقع وان الواقع إذا وجد نفسة في علاقة غير متسقة بينة وبين النص فعلى الواقع أن يعاد النظر فية هؤلاء يسهمون في تصعيد الماء زق الفكري الإسلامي إرغام الواقع للتكيف مع النص فيما نرى أن الواقع معرفيا وأيديولوجيا هو الذي يملي علينا كيفية قراءة الإسلام ؛؛ان مفهوم القراءة هو مفهوم منطلق من الواقع ؛من احتمالاته ؛الواقع المشخص هو الذي يملي نفسه على أنماط القراءة الإسلامية لذلك نجد قراءات متعددة تعدد المستويات المعرفية والاحتمالات الاديولوجية ؛ وبذا فان كل واقع يستنبط نصه الخاص 0 ان تجاهل الواقع ؛ هو المأزق الحقيقي الذي تضع نفسها فيه اية أيديولوجيا تحاول إصلاح هذا الواقع حيث ترى هذه الايدولوجيا حسب د ؛ فالح عبد الجبار ( ان الجهل هو المعرفة الوحيدة الممكنة والمسموحه وان الالتفات الى الماضي هو أحسن الطرق لرؤية الحاضر ؛ )وبهذا يجعلون من التراث يشكل ثنائيه مع التخلف (التراث التخلف ) وحين يجعل السلفيون التراث عبء على الواقع تعطي المبرر لمن يقول ؛ اذا كان لابد من تطور وتغير فان هذا التطور والتغيير لا يتم إلا بانتزاع هذا التراث من عقل الامة ورميه جانبا باعتباره العبء الذي يثقل كاهل ألامه ويمنع تقدمها وتطورها ؛ وهو الذي يسحبها الى الخلف ؛ ومادام معلقا في رقبتها فهي لا تستطيع النهوض ومادامت (السلفية الراهنة هي إحدى الصور الساطعة اللاعقلانية في العالم العربي إنها سكونية ملتفتة الى الماضي ؛ ترى إليه وفيه عالما قابلا للتكرار ؛ جاعله بذلك المستقبل ماثلا في الماضي )0)
ااذا كان كارل ماركس قد قال الميت يمسك بتلابيب الحي فان هناك من يقول
ان الحي يمسك بتلابيب الميت.





#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل سيطرت القبلية والطائفية؛ ومواطنة ومجتمع مدني مغيبين من ...


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شمخي جبر - الميت يمسك بتلابيب الحي ثنائيات الفكرالواقع؛الماضي الحاضر