أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - رجل الحلم-8-( الجزء الثالث من الرواية)















المزيد.....

رجل الحلم-8-( الجزء الثالث من الرواية)


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


-8-
تاجُ المرأة الكبرياء.
هشام خدش كبريائي بإخفائه عنّي حقيقة بطاقته الزوجيّة.
مضيتُ عنه أجرجرُ ظلّي ورائي.
مضيتُ لا أنظر خلفي خوفًا من أن تنفجرَ عبوةُ الذِّكريات في وجهي فترديني شَهيدةَ العشق!
مضيتُ وأنا لا أدركُ كيف سأتعامل مع حنيني إلى هشام!
مضيتُ وعششّت في رأسي فكرة أنّ الحنينَ فخُّ الفِراق.
عُدتُ إلى الكتابة.. رفيقة روحي.. أستمدّ من حُروفها قوّة بقائي وسِلواني:

كيفَ أُشفى
مِن رَجُلٍ
باغتني بعشقٍ
ك مَطَرِ نيسان ..!
آهٍ .. سأشقَى
بحُبِّ رَجُلٍ عَصِيٍّ
على النِّسيان!
...
..
.
على ذات المقعد
حيثُ
همستَ قبلَ سنةٍ
في أُذُني:
" أُحُبُّكِ ..
كُونِي لي"..
على ذات المقعد
الآن.. الآن..
جُندي وبُندُقِيّة.
...
..
.
انتهَتْ قصتُنا القصيرة كما ابتدأتْ:
بطلانِ مُندفعانِ إنّما دُونَما حَبْكة.
...
..
.
خلعتُ صليبي
ومضيتُ
بإتجاهِ الحدائِقِ
والحُقولِ..
لألتقطَ سَنابِلَ الفَرَحِ..
لأعْجِنَ مِنْ قَمْحِهَا
قُوتًا..
للعِجافِ القادمة.
مَنْ قالَ:
.
.
" إنَّ الحُبَّ مُزمِنٌ
وإنَّ الحُزْنَ قَاتِلْ؟".
...
..
.
أرتَشِفُ خَلَّ غِيابِكَ
وبالصَّبْرِ أَتَجَمَّل.
مَا عَادَ قلبي
ثَلجَ
الفِرَاقِ يَتَحَمَّلْ!".
...
..
.
أيُّها الحُبّ..!
تموتُ
ولا أثر يَدُلّ عليك..
سِوَى:
بعض رمادٍ
في منفضة.
وبمنتهى السَّذاجة..
يُبَرْعِمُ
حُبٌّ هنا..
وآخرَ هُناك.!".
...
..
.
في المأتم:
لا أحد سواي.
أنا و..جُثَّة حُبّ.
...
..
.
ما أنا في غيابِكَ إلاَّ
نايٌ .. بثُقوبٍ كثيرَة.
...
..
.
قهرني الحُبُّ:
مَثنًى.. وثلاثا.ز ورُبَاع.
وفي كُلِّ مَرَّة
كنتُ كالعَنقاءِ
مِنْ بين رُكامِ الرَّمادِ
أقومُ..
لكن..
كَقاربٍ دونما شِراع.
...
..
.
كُلُّ الطُّيورِ في غِيابِكَ .. غُربَان.
كُلُّ البُحورِ في حُضورِكَ..فَيَضَان.
...
..
.
سأظلُّ يَمَامَة
تبحثُ
للحياةِ عَنْ مَعْنًى
وسط الطّوفان.
تبحثُ
عَنْ رَجُلِ الحُلْمِ
لتَأتيهِ
بقَصْفَةِ ريحان.
...
..
.
في غَمْرَةِ انبهاري بِكَ
نَفَذَتْ.. صَلاحِيَةُ الحُلُم..!
...
..
.
أنا وأنتَ
كالإبهامِ والخِنْصَر.
لن نلتقي إلاَّ
إنْ انْحَنَيْنا.
...
..
.
قَدَرُكَ أن تكونَ.. مُبْتَدَأً.
قَدَري أن أكونَ لكَ.. خَبَرًا.
قَدَرُنا.. ألاَّ نكونَ يَوْمًا
في جُمْلَةٍ مُفيدَة.
...
..
.
نِصفُ القلبِ
صَامِتٌ..
والنِّصفُ الآخَر
يَضِجُّ
بألفٍ وألفِ سُؤَال:
تُرَاكَ سَلَوْتَ
أَمْ أنَّ
ميزانَ الحُبِّ
مَال؟
...
..
.
وَعَدْتَني بالبَرْقِ..
وقَبْلَ الرَّعْدِ.. رَحَلْتَ..!
...
..
.
لِمَ
لَمْ نلتقِ
على ما يُمكِنُ أن
يُحَوِّلَ الدّودَ
إلى
فَرَاشَاتِ حُقول!
...
..
.
كانَ عُمْرُ حِكَايَتِنَا
أقصر ..
مِن ساقِ الجُوريَّة
التي أهديتني
في عيدِ الحُبّ.
...
..
.
واهية هي
خُيوطُ عَنْكَبُوتِ
الفِراق.
قَدْ تَعصِفُ بِهَا
أيُّ هَبَّة مِنْ
ريحِ الحَنين!.
...
..
.
إيَّاكَ أَنْ تُغَادرَ
قَبْلَ أنْ
تَسْرِقَ الكُحْلَ
مِنْ عَيْنَيّ.
...
..
.
الطُّرُقَاتُ المَهجورة
مُفَخَّخَة
بذكْرَيَاتِ مَنْ عَبَرُوهَا.
...
..
.
في توقيت الحنين
عادت الفَرَاشاتُ
إلى الحُقول..
الزَّقْزَقَاتُ
إلى الأَعْشَاشِ
الأَمْواجُ
إلى القَصيدَة..
طنينُ النَّحْلِ
إلى رَأسي..
حبيبي
لرحمِ الحُلم.
...
..
.
انتهتْ العطلة الصيفيّة واقتربَ موعدُ عودتي لمزاولةِ التدريس في الجامعة.
اقتربَ موعدُ لقائي ب هشام بعد فِراق أيام .. بل شهور!
مشاعر متناقضة بدأتْ تنهشني:
أحبّه ولا أحتملُ غيابَهُ.
أكْرَه غدرَهُ وأسعى لغيابه.
...
..
.
في توقيتِ الحنينِ عادَ هشام.
قرعَ بابَ بيتي ودخلَ.
= ريتا.
من فضلكِ أعطيني مجال أحكي.
أخذني الشَّوقُ إليهِ.
لم أستطع أن أرفض.
كلماته العذبة جعلت صخور صَدِّي تلين.
- اتفضل.
جلسنا..
لا يعزلني عنه سوى بعضُ البنفسجِ في مزهريةٍ على المنضدة.
= أنا وايفا انفصلنا. انفصلنا ك صديقين. ايفا عادت إلى انجلترا. نسمة بقيت معي.
ريتا..
أنا اخطئت في كوني أخفيتُ عنكِ حقيقةَ كوني رجل متزوّج لكنني كنتُ مرتعبًا من احتمالِ الفِرَاق.
معكِ حقّ حبيبتي!
كانَ المفروض أخلاقيّا أن أخبرَكِ الحقيقة منذُ البداية.
سامحيني ريتا.
أنتِ الحنونة.
أنتِ كتلة من المشاعر.
أنتِ نبيّة العِشْقِ.
أنتِ فيضٌ مِنَ الإنسانيّة.
سامحيني ريتاي!
...
..
.
ودارِتْ الأيام..
ومَرِّتْ الأيامْ.
ما بين بِعَادْ وخِصَامْ.
وقابلتُه.
نسيتْ إنّي خاصِمْتُه.
ونسيتْ الليل اللي سهِرْتُه.
وسَامِحتِ عذاب قلبي..
قلبي وحيرتُه.

= ريتاااااااي..لم أعشق يومًا إلاَّكِ.
كلّهُنَ نسخٌ مُشَوَّهة عنكِ.
أنتِ قَدَري.
فلا تحرميني مِنْ قَدَري الجميل.
...
..
.
مَقْدَرْشِ على بُعْدِ حبيبي.
أنا لِيَ مين.. مين.. مين إلاَّ حبيبي!
...
..
.
كانَ يتحدَّثُ إليَّ وأنا أهيمُ في بساتينِ العِشْقِ كما ليلى التي أتاها قيسُها.
أحسستُ أنَّ فَرَاشةً مَا تنبثقُ مِنَ الخَرَابِ فيصيرُ قلبي وردة.
= ريتاااااي. أعِدُك حبيبتي:
لن يكون في مُعْجمنا العِشقي جَمْعُ كلمَتَيّ: رَجُل وامرَأة. سيكون فقط: أنا أنتِ والبحر.
...
..
.
قابلني .. والأشواق في عينيه.
سَلِّم.. وخد ايدي في ايديه.
وهمس لي قلبي: الحَقِّ عليه.
نسيتْ ساعتها بِعِدنا ليه.
فين دموعي اللي ما نامت ليالي؟
بابتسامة من عيونُه نَسَّهالي.
.
.
ما اقدرتش أصبر يوم على بُعْدُه!
ده الصّبر عايز صبر لوحدُه

..
.



أحسَسْتُ أنَّ الحُلمَ بدأَ ينبضُ كما يشتهي القلب وأنَّ عشقنا قصيدة إيقاعُها مُؤَسَسٌ على التَّناغُمِ بينَ المُفْرَدَات. أحسَسْتُ أنَّ هشام يرفعُني على رَاحَتَيْهِ ليُجلِسَني مكان الشَّمس.
همستُ وهو يضمُّني إليهِ كما يضمُّ شاعرٌ عجزَ بيتٍ إلى صدرهِ:
- هشام..أنا لم أُحبّكَ بقرار كي أنْسَاكَ بقرار.





#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل الحلم-7-( الجزء الثالث من الرواية)
- رجل الحلم-6-( الجزء الثالث من الرواية)
- رَجُل الحُلم-5-(الجزء الثالث من الرواية)
- رَجُل الحُلم-4-(الجزء الثالث من الرواية)
- رَجُل الحُلم-3-(الجزء الثالث من الرواية)
- رَجُل الحُلم-2-(الجزء الثالث من الرواية)
- رَجُل الحُلم-1-(الجزء الثالث من الرواية)
- تجليات الجنون(رواية)-12-
- تجليات الجنون(رواية) -9-10-11
- تجليات الجنون(رواية) -8-
- تجليات الجنون(رواية) -5-6-7
- تجليات الجنون(رواية) -4-
- تجليات الجنون(رواية) -3-
- تجليات الجنون(رواية)-2-
- تجلياتُ الجُنون -1-
- القصيدة المتوحشة - من الفصل 26-29 من الرواية(انتهت)
- القصيدة المتوحشة - الفصل ال 25 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 23 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 24 من الرواية
- القصيدة المتوحشة - الفصل 22 من الرواية


المزيد.....




- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - رجل الحلم-8-( الجزء الثالث من الرواية)