أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - قلم باركر !














المزيد.....

قلم باركر !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


قلم باركر !

سليم نزال

اتذكر الوقت الذى كانت هدية قلم باركر من الهدايا التى يعتز بها المرء.و كان هناك نوعين واحد سائل و الاخر ناشف .كان ذلك عصر الاقلام و الدفاتر و الكتابة ياليد.

و عندما بدات اكتب اطروحة الماجستير كنت لم ازل اكتب باليد ثم اعود لاكتبه على الكمبوتر الذى استبدلته بالة الكتابة التى لم ازل احتفظ بها حتى الان للذكرى. ثم جاء صديق كاتب قصص اطفال و قال لى هذا الشغل لا ينفع و لا بد لك ان تتعلم ان تكتب مباشرة على الكمبيوتر.قلت له انى لا استطيع ان افكر ان كتبت على الكمبيوتر مباشرةفقال لى انت تقول هذا و المسالة مسالة مران لا اكثر.

فالكتابة على الورق لها طقوسها .و رائحة الورق كل ذلك يجعل من الكتابة على الورق نكهة مختلفه عن طباعة الكلمات . الكتابة باليد تمنح الشعور بالابداع ربما اكثر من الطباعة.ربما يشبه الفارق بين الطعام الذى تجهزه بيدك و الطعام الجاهز.
و بالفعل بدات اكتب و اكتب و انا اعانى من الامر و صرت اتحسر على الكتابة بالقلم التى بدات مع الوقت افقدها شيئا فشيئا .
و فى اخر زيارة لى الى بيروت قابلت زميلة اعرفها من ايام دراسة الادب الانكليزى فى الجامعة اللبنانية .ثم قدمت لى قلم باركر هديه . شكرتها على الهدية و قلت لها مازحا انت تجمدىن التاريخ .لقد مضى زمن قلم اباركر بل مضى زمن اقلام الحبر و صار استعمال تعبير مثل بقلم الكاتب الفلانى تعبير رمزى لا اكثر .

و ذات الامر يبدو انه يسير مع العملة اى الفلوس .فقد قال لى صديق انه من كثرة استعماله للكارت فى الدفع نسى شكل العملة الورقيه .و كان ان اخرجت ورقه جديدة من فئة المائتى كرون و لم يكن صديقى يعرفها .
فقد كنا نقول فى السابق العالم يركض ركضا و لكن الامر صار لهاثا يقطع الانفاس .

و عندما ارى صورا من الشرق الاوسط لاشخاص يجلسون بهدوء يدخنون النارجيلة فاقول فى نفسى كم هم مرتاحين من اللهاث و الركض .انهم يملكون مفهوما اخر للوقت عن المفهوم الغربى الذى ياخذ طابع معركة مع الزمن اكثر منها العيش ضمن الزمن .
و عودة الى قلم الباركر و انا لا استغرب ان ياتى الوقت ينسى الناس فيه كيف يكتبون كما هو الامر مثلا مع جدول الضرب الذى كنا نحفظه عن ظهر قلب او بصم كما هو التعبير السائد لكن الا ن صرنا نضطر لاستعمال الة حاسبة لعمليات ضرب بسيطه .
لا اعرف ان كان يوجد حتى الان من يشترى اقلام باركر او يستعملها للكتابة .

فزمن كتابة الرسائل الورقيه على وشك التلاشى .انتهى عالم الرسائل الغرامية التى قرناها من غسان كنغانى و انسى الحاج التى ارسلت لغادة السمان او رسائل نابليون الغرامية .و لم اكن اظن ان قائدا عسكريا يمكن ان يكتب هذه الرسائل ..
و قد كتب نابليون ذات مرة لجوزفين زوجته التى تركها فى باريس و توجه لاحدى حروبه .ساحطمك بين ذراعى و اقبلك ملايين القبلات الحارة لتشعرى انك على خط الاستواء!

و ذات مرة كنا جالسين فى سهرة جميلة مع صديقتين فنانتين نرويجيتين و صديق اسكتلندى عندما شكت احداهما انها تحن لايام الرسائل الورقيه .و كان ان ارسلت لها فى اليوم التالى رسالة اعجاب مكتوبة على الورق .و كنت قد اخبرت الاخرين بذلك.فلما التقينا الاسبوع الذى يليه و كان اللقاء اسبوعيا قالت فرحه انها تلقت رسالة ورق .انفجرنا كلنا ضاحكين وسط استغرابها .و عندما فهمت الامر انفجرت ضاحكة !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكن الليل !
- العالم يزداد توحشا و من واجبنا المقاومة
- قصقص ورق ساويهم ناس!
- لوين بدنا نفل.رسالة فيروز للمتقاتلين العرب!
- لا مكان لخطاب الكراهية فى المنتديات الدولية !
- ثمن التطور!
- المجتمع المتصالح مع الذات!
- حول اشكالية تقدم ام عدم تقدم المجتمعات , محاولة للفهم
- هموم اسيوية!
- يا على نحن اهل الجنوب!
- الصراع فى المنطقة الان هو فى الجوهر هو صراع حضارى بين المشرق ...
- حول المجموعة الشعرية (فلسطين فى القلب )
- بين الانثروبولوجيا و الايديولوجيا
- معركة تغيير العقول معركة طويلة لا تنتهى بجيل واحد
- لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى
- القاتل الحقيقى! انى اتهم
- اشخاص يبدعون افكارا فى عالم متصارع!
- • عن لامارتين و العصر الرومانسى!
- عن الثقافة و صناعة العقل !
- اخر حدائق القرنفل


المزيد.....




- محمد صلاح الحربي: -محتاج لحظة سلام- بين الفصحى واللهجة
- سياسات ترامب تلقي بظلالها على جوائز نوبل مع مخاوف على الحرية ...
- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - قلم باركر !