علوان عبد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 5583 - 2017 / 7 / 17 - 23:35
المحور:
الادب والفن
بلاء المدن
علوان عبد كاظم
*
لا تلتفتُ إليك
تلك التي علّمتك الحروف،
مخاضك حقول قراها.
*
حين طاردتك السعلاة،
غزلت أُمّك من أشعةِ الشمسِ ضياءً لخطى الريح.
*
حللت ضيفاً
لاجئاً أو شريداً
تنحرُ عبابَ المساء،
صريرٌ مجنونٌ في الكبدِ يقتلعك.
*
مرَّ طيفُ الحنينِ بأضلعك،
زمنٌ يتنفّسُ من رأسه
ودوارٌ يغشى الأشرعة،
والليلُ أصمّ تتلاطمُ فيهِ البحار.
*
الهمسُ لا يطرب
والنديمُ دمعةُ الحزين،
بلاءُ المدنِ مستحكم،
أينما تلتفتْ تهدلْ حمامةٌ على كتفِ شاطئ،
أو تلامسك يدٌ
مدنٌ تقاومُ شراستها،
وترقصُ على أنغامِ معابدها ضباعُ الغابة.
*
كنهدٍ حضنَ السحاب وطرّزَ عرفَ الهدهد،
فاضَ الدفءُ عشقاً
وفاحَ الخدُّ عطراً متموّجاً مدراراً
*
مدنٌ تمنعك من الدخول،
مدنٌ لا تتجاوزُ أوهامها
تنوح ُكالحمام،
وتتركُ الصقيعَ في جيوبِ الروح.
*
أننتظرُ عودةَ الحلمِ إلى المدن؟
أيّها الدمُ الغريق الذي يهفو كذؤاباتِ العمر..
أنّى ينطقُ حكمُ السماء؟
يالله
متى ترتدي المدنُ قمصاناً
ونعودُ أطفالاً نلعبُ ونغنّي؟
الموت هو الموت
في ناصيةِ ليالينا،
الندوبُ لا تنطفىء
منذ رعشةِ الرشفةِ الأولى،
والجرحُ غائرٌ لم يبرأ،
والخوفُ يأكلُ الصدر.
#علوان_عبد_كاظم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟