جاك جوزيف أوسي
الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 21:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو من تطورات الأحداث التي تجري في مصر أن الإخوان المسلمين قد قرروا مجابهة الجيش وملايين المعارضين بحجة الدفاع عن الشرعية الانتخابية! الأمر الذي سيفتح الأبواب على مصراعيها أمام الخيار الجزائري الذي برز في أوائل التسعينيات من القرن المنصّرم، والذي فجّر حرباً أهلية دموية في الجزائر دامت أكثر من عشر سنوات. وقد حدثت هذه الحرب حين ردّت التيارات الإسلامية المتطرِّفة على تحرّك الجيش لوقف العملية الانتخابية التي أدت إلى وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم بتفجير أعمال العنف، وجرّت معها إلى المعمعة التيارات الإسلامية المعتدلة، وكانت حصيلتها النهائية مئات آلاف القتلى والجرحى، وعدم تمكُّن الجزائر حتى الآن من إرساء صيغة مستقرة للحكم تحظى بالإجماع الوطني.
هذا الخيار الجزائري سيبرز إذا ما بادر الجهاديون المصريون إلى تنفيذ تهديداتهم باستخدام (الحديد والنار) لحماية شرعية مرسي. إذ حينذاك لن يُفرِّق الجيش المصري ولا أكثرية الشعب، الذي يلوذ الآن بشعار (تمرد)، بين الجهاديين والإخوان، وستكون المسألة مسألة وقت قبل أن تعود مصر إلى عهد سلطوي - عسكري - أمني جديد أشد وطأة من نظام مبارك.
قد يقال هنا إن الحديث عن حرب أهلية في مصر ليس وارداً، لأن بنية الدولة قد استقرت في هذا البلد منذ سبعة آلاف سنة وأن مجتمعه متناسق ومتناغم، مع ملاحظة بوادر فتنة طائفية بين الأقباط والمسلمين تطل رأسها عندما تأزمت الأوضاع السياسية في مصر. لكن يجب أن لا ننسى أن التاريخ يعلمنا أن هناك دائماً (مرة أولى) تحدث فيها الأمور.
#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟