أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - العراق: تشاؤم أم تفاؤل؟














المزيد.....

العراق: تشاؤم أم تفاؤل؟


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سيبقى مصير العراق ومستقبله السياسي والاقتصادي مرهوناً بالإدارة الأمريكية وحساباتها الخاصة ومصالحها الحيوية ورهاناتها الكثيرة ؟ فالرئيس بوش في أدنى مستوى وصلت إليه شعبيته منذ إعادة إنتخابه في نوفمبر2004 وهو يحاول مراراً وتكراراً إعادة التوازن لإدارته وإستعادة مصداقيته لدى الرأي العام الأمريكي والعالمي، وكانت آخر محاولاته اليائسة بمناسبة خطابه التقليدي قبل أيام عن حالة الاتحاد وهو مايزال سجين وضعين حرجين يعاني منهما على نحو مزمن وهما: العجز الهائل في الميزانية الذي يحد من مجال مناورته ، وضغط المرشحين الجمهوريين وهم في خضم حملتهم للانتخابات التشريعية القادمة، مما يتوجب عليه أن يبدي الكثير من الليونة والنوايا الحسنة والوعود القابلة للتحقيق تجاه الناخبين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى خطأ حساباته وتعثر سياسته ، التي دخلت في ما يشبه المأزق، في العراق، بعد فشله في إحداث نقلة نوعية في إدارته لملف أرض الرافدين المحتلة من قبل قواته منذ إطاحة نظام الطاغية صدام حسين في نيسان 2003.
فكل مايحدث في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ينعكس، سلباً أو إيجاباً، على أوضاع العراق شئنا أم أبينا ذلك. إلى جانب استمرار التحديات الخطيرة التي تواجهها أمريكا كاستمرار المواجهة المسلحة مع تنظيم القاعدة واستمرار تهديدات زعيمها أسامة بن لادن وذراعه اليمين أيمن الظواهري عبر رسائلهما المتلفزة، ومنغصات الملف النووي الإيراني، والملف النووي الكوري الشمالي، وتطورات المسألة اللبنانيةـ السورية.
يحاول الرئيس الأمريكي أن يعطي انطباعاً بأنه ما يزال قوياً ولن يغير أولوياته سيما استراتيجيته حيال العراق، أي ضرورة إنجاح التجربة الديموقراطية الوليدة في هذا البلد المنكوب مهما كان الثمن، والتمكن فعلياً من استئصال الإرهاب الدولي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل واحتمال وقوعها بيد الإرهابيين. بيد أن المشكلة الحقيقية تكمن في جهل الرئيس الأمريكي لحقيقة ما يجري في العراق وهو لايعرف بدقة وفطنة مجريات وحيثيات وتعقيدات المشهد السياسي العراقي وخطورته وإمكانية إنزلاقه نحو الكارثة والتقسيم والحرب الأهلية. فبعد خمسة وثلاثون عاماً من الحكم الديكتاتوري الأكثر بشاعة واستبداداً،نشأت مفاهيم مجتمعية جديدة وأخلاق اجتماعية وسياسية مختلفة عما كان سائداً قبل حكم البعث البائد. فتضاءلت ثقافة ونزعة الولاء للوطن أولاً، لصالح الولاء للحزب أو العرق أو الدين أو المذهب. فالناخب العراقي يصوت اليوم لهوية مفترضة أو مفقودة يريد استعادتها ولم يصوت للوطن ومصلحته العليا. فنتائج التصويت في الانتخابات الأخيرة،سواء على الدستور، أو الانتخابات التشريعية في 15 ديسمبر الماضي، كشفت عن أن المواطن العراقي يبحث عن إثبات وجود هوياتي ذو مسحة طائفية،يفتقد له ويعتقد أنه يحتاج إليه لحماية نفسه أكثر من حاجته لوطن علماني ديموقراطي موحد يدار وفق الأسس العصرية الحديثة في الإدارة المتبعة في الدول المتقدمة. لقد دفع التيار الوطني الديموقراطي العلماني ، الذي يضم الشيوعيين والقوميين والليبراليين، ثمناً باهضاً لهذا الاستقطاب الاجتماعي المذهبي ـ القومي، الذي جاء لصالح التيار الديني ، بشقيه السني والشيعي، ولصالح تبلور وتنامي النزعة القومية ، شبه الانفصاليه، لدى الشعب الكردي، رغم تصرف الزعامات الكردية من منطلق الشريك الأساسي والجوهري في توازنات اللعبة السياسية في عراق اليوم.
الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، رغم شرعيتها ومشروعيتها، لايمكنها أن تحل الإشكال القائم والمتمثل بالتوجس وإنعدام الثقة بالآخر المنتشر بين مختلف الأطراف المتواجهة والمتنافسة على الحكم . فكل يغني على ليلاه، بينما الشعب، بكافة فئاته وتنوعاته، يتفرج على هذه المسرحية السياسية لاحول له ولاقوة،إزاء هذا الإهمال واللامبالاة الذي يلمسه من جانب المسؤولين في السلطة، قبل السقوط وبعده، في مجال الأمن والخدمات والعمل وآفاق مستقبل أفضل. فالحياة اليومية في العراق لاتطاق، وهي محفوفة بالمخاطر والمتاعب والمعاناة، والمستوى المعيشي في تدهورمستمر والقدرة الشرائية تتقهقر يوماً بعد يوم، ولاضوء في نهاية النفق. وبالرغم من ذلك يتابع الشعب العراقي بشغف تداعيات العملية الانتخابية والمناورات السياسية التي انطوت عليها تلك العملية الجدية عليه في تاريخه الحديث، بغية تشكيل حكومة تنال ثقته وتكون مقبولة من قبل الجميع لكي تبدأ بالفعل لا بالقول بعملية إعادة البناء والإعمار وإنجاز الإصلاحات الجوهرية المنشودة من أجل تحقيق قفزات نوعية حقيقية ملموسة في كافة المجالات، فهل سيحث ذلك؟ وهل ستسمح الإدارة الأمريكية الحالية لهذه التجربة أن تنجح مستقلة عنها، وهل سيسمح القادة الأمريكيون، مدنيون وعسكريون، أن تفلت التطورات في العراق ، السياسة والعسكرية والاقتصادية، من بين أيديهم وتخرج عن سطوتهم وتوجيهاتهم وتدخلاتهم؟
أشارت إستطلاعات الرأي العشوائية غير المنظمة التي تقوم بها أطراف متعددة بصفة غير رسمية، تشير إلى أن اليأس هو الطاغي على أغلبية السكان إلا أنهم مازالوا متمسكين ببصيص أمل بتحسن الظروف والأحوال ولو على نحو تدريجي. فهل سيحقق رئيس الحكومة العراقية القادم آمال الشعب وينال ثقتهم به ؟ ترتبط الإجابة على هذا السؤال بشخصية رئيس الوزراء القادم سيما إذا كان هذا الشخص من طراز ووزن وكفاءة وإخلاص الدكتور عادل عبد المهدي كما عهدناه طوال سنوات النضال الطويلة ضد الدكتاتورية ولخبرته الواسعة بالاقتصاد والسياسة الدوليين وعلاقاته الواسعة وكونه الشخص المقبول من كافة الأطراف تقريباً، والأهم من ذلك معرفته الدقيقة بدقائق السياسة الأمريكية وكيفية التعامل مع الزعماء الأمريكيين لما فيه خير العراق والحفاظ على مستقبله واستقلاله وللحديث بقية.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وأمريكا: إنعطافة تاريخية؟
- حكومة وحدة وطنية أم حكومة إستحقاقات انتخابية رسالة إلى رئيس ...
- من سيحكم العراق؟
- إلى أين يسير العراق... نحو الهاوية أم باتجاه نهاية النفق؟
- التهميش الاجتماعي أبعاد الظاهرة ودلالالتها
- العراق: تحديات الأيام المقبلة الدستور،المحاكمة،الانتخابات، و ...
- قراءة في كتاب: المذبحة تحت المجهر «الهولوكوست
- جورج دبليو بوش رئيس مسكون بلعنة العراق
- أمريكا ومعضلة دول محور الشر
- الاستقطابات المميتة في العراق
- المعلن والمخفي في السياسة العراقية
- كتاب العراق وأمريكا وحافة الهاوية
- آفاق الحرب العالمية لمكافحة الإرهاب
- المفارقة العراقية
- دروس في الإخراج السينمائي
- العراق بين الآمال والقلق
- نشاط اللوبي الصدامي ـ الفرنسي في باريس ودمشق
- الإسلام والغرب وفن صناعة العدو
- مقابلة مع د. جواد بشارة
- إيران وسورية في مرمى الإصابة الأمريكية


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - العراق: تشاؤم أم تفاؤل؟