أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - في أزمة الإسلام التي نأكل جميعاً حصرمها...














المزيد.....

في أزمة الإسلام التي نأكل جميعاً حصرمها...


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهروب من الاعتراف أن هناك أزمة عميقة متعددة الوجوه في الإسلام، يكرس استمرار هذه الأزمة وغربة المسلم عن العالم، نعم يعيش غالبية المسلمين في غربة عن العالم، ويتحمل غالبية مثقفي الإسلام أو المثقفين المسلمين مسؤولية كبيرة عن ذلك، انتصروا على داعش فيزيائياً، لكن ماذا تفعل بالفكرة التي تطالبك بملاحقة الهنود الحمر ومقاتلتهم حتى يقولوا "لا إله إلا الله محمد رسول الله، أو يدفعوا الجزية أو السيف بينكم"؟ ما يجي شاطر يقول أين تجد مسلماً يلحق هندي أحمر بالسيف؟ أنا أقول ماذا تفعل بتلك النظرية التبشيرية الدموية؟ يعني لو امتلكت حضرتك القوة للحقت الهنود الحمر أيضاً، صحيح أن في كل الأديان السماوية جبال من الخزعبلات الطفولية، لكن أين تجد رجل دين يقوم بالتبشير العنفي الإقصائي العنصري الاستعلائي اليوم؟ كمان ما يجي شاطر يحكيلنا عن قتل ملك هولاندا وبلجيكا ملايين من الأفارقة تحت راية الصليب أو إبادة ملايين الهنود الحمر تحت نفس الراية، لأن ذلك مضى وانتهى، وعندما تعترف أن تلك الممارسات هي جرائم إبادة، لذا لا يجوز أن تكون أمثلة لك للتخفيف من حجم الكارثة الأخلاقية الفقهية التي يسوقها شيوخ الإسلام على مرأى من العالم وصمت مثقفيه ومؤمنيه.. لو امتلك هؤلاء الشيوخ القنبلة النووية لأفنوا الحياة من أجل عصاب وهوس جنسي ووعود طفولية وهمية.. الإنسان الذي يقوم بتغليف بيضه بكرتونة أو قطرميز عسله ويكتب عليه "حلال"، ويجد من يشتريه لأنه حلال، مثل هكذا تاجر مبروك عليه أن يبيع حتى بول الخنزير على أنه بول بعير حلال، وحلال عليه وألف مبروك بكل قرش يأخذه، وهيك حلال بدها هيك جماهير حلال.. التمترس حول نظرية المؤامرة يريح الكثير من الجماجم عن عناء البحث عن أسباب ذاتية حقيقية يستطيعون تغييرها، قد لا يستطيع المسلمين من تغيير مزاج غالبية شعوب العالم، وأكرر أن غالبية شعوب الأرض تنظر بحذر لكل مسلم وحجاب وأي "رسالة" إسلامية، ولا تصدقوا كثيراً المتضامنين مع هذه أو تلك من المظلوميات الإسلامية في الغرب، ولا تصدقوا فكرة التسامح إلا بمقدار ما تستطيع التعايش معه (أي مع الغرب)، قد لا تستطيعون تغيير سياسة الغرب تجاه الإسلام، لكنكم تستطيعون تغيير نظرتكم تجاه الغرب، وعندها يتغير مزاج الشارع في الغرب.. قد يكون هناك دوراً رئيسياً للمؤسسات الإعلامية في توجيه مزاج الشارع، لكن الخطاب الإسلامي يستطيع نسف ذلك الدور المشبوه للإعلام هناك أو إعطائه الدعم والعمق والإثباتات..

نفس المقاربة يمكن تناولها في العلاقة مع الشأن الداخلي، وأن الهروب من مواجهة أمراض الواقع الإسلامي المؤلم، لا يساعد على تجاوز آلامه، ولا يؤسس لحياة أفضل لأحفاد المسلمين وأحفادنا.. لماذا لم يطلب حافظ الأسد من أحد "أرجل الكراسي" من الأقليات الدينية للتوقيع على إعدامات الإسلاميين؟.. لماذا البعض يهرب من ظله، ولا يريد أن يفهم أنه "مضحوك" عليه كأغلبية/سنية قبل أن يضحك على الآلهات الصغيرة؟.. هل وُجد بين رجال الدين المسيحي أو الدرزي من تملّق لعائلة الأسد مثل القرضاوي والبوطي وكل خطباء الجوامع؟.. ليست مصادفة كل تلك النفايات الطائفية التي جرّ الجميع إلى معالفها، وكل حسب حجمه، وكل حسب حجمه خدم الأسد ووطّد سلطته وسطوته.. فيه مثل "عرج الجمل من شفّته".. من كان يوقع على إعدامات آلاف الإسلاميين هو السني مصطفى طلاس، ومن كان يصدر قرارات السجن بحق الإسلاميين هو رئيس محكمة أمن الدولة القاضي السني فايز النوري، وحتى العميد الطيار المجاهد المعارض أسعد الزعبي خدم نظام الأسد عشرات السنين، وهنا لم نتحدث عن وجه صحارة المعارضة الرسمية رياض نعسان آغا وحرامية دولة الإغاثة وبؤساء ماكينة إعلام الثورة المخنوقة، ويمكن الاسترسال طويلاً بالأدلة.. تأثير الأقليات على المجتمع بشكل عام، وعلى الأكثرية/يعني على السنة، لا يمكن مقارنته بتأثير الغالبية/أي السنة على المجتمع بشكل عام وعلى الأقليات أيضاً، وطبعاً على جمهور السنة.. كلما كان الإسلام صحياً معافى، كلما كان المسلمين وغير المسلمين أصحاء أيضاً..

يعتبر غالبية المسلمين، وبحق، أن نهضة أوربا استندت على فكر المفكرين العرب والمسلمين/وأنا هنا لست بوارد الحديث أن كل هؤلاء تم تكفيرهم وحبسهم أو قتلهم وحرق كتبهم، بل أقول أن نهضة أوربا بدأت في عهد الخلافة الإسلامية صاحبة "حقوق الملكية الفكرية" لهؤلاء المفكرين، يعني كيف سمحنا للغير أن يستفيد من ثروتنا الفكرية ونحن لا؟ طيب لننسى الماضي، ونعود ونأخذ بمنهج هؤلاء المفكرين أمثال ابن رشد وابن خلدون والمعري وغيرهم، ونبني عليه، ونترك فكر الذين كانوا سبب هذا التخلف! كل شيء متوفر عندنا، فقط نحتاج القرار.. أما موضوع المؤامرة، فهي أن كل الدول ومن قبل تشكيلها كدول، أي منذ آلاف السنين وهي تتآمر وتسعى كل واحدة أو جماعة الكسب على حساب الأخرى، وهكذا ستظل قروناً طويلة..

أعتقد أنه أهم ميزة لتقييم دين أو إيديولجيا في هذا العصر، ليس حجم خزعبلاتها بقدر ما تحمله من تحريض وتبرير على العنف بحجة أوامر الدين أو الله أو "المعتقد" الإيديولوجي!.. لا يهمني إن كان دينك مليئ بكل غثّ الدنيا طالما يبقى تحريضه وعدائيته نظرية، أي أنه لا يعطي أتباعه مبررات دينية عنفية لتنفيذ أفكاره العدائية تجاه الغير!..

الثقافة التي كانت سائدة يوم كانت مرسيدس قريش الجمل، العلوم التي كانت سائدة يوم كان طب قريش بول الناقة/أو البعير، ربما كانت تلك الثقافة وتلك العلوم كافية ومنسجمة مع تلك البيئة وذلك الزمن، لكنها اليوم لا.. ثقافة متخلفة عن الواقع تخلق شيزوفرينيا وغربة ذاتية تدمر صاحبها وغير صاحبها...
فاضل الخطيب، شيكاغو 2 /7/ 2017..



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البحث عن كبش فداء!..
- التخلف قتل ثورة الحرية...
- في العتمة كل اللحى مثل بعضها؟!..
- تلك الصلوات لا يكفيها هذا الوضوء من أجل بقايا الثورة السورية ...
- في ظلال الطائفية!...
- حول الفراغ الدرزي:..
- يوسف زعين، أحد القلائل الشرفاء من بعثيي سورية:..
- حول -الهوية الدرزية-...
- محاولة إعادة إنتاج أو -تدوير- منظمة القاعدة وتسويق جبهة النص ...
- تنقيرات كافر يدفع ثمن خطيئة الله:...
- كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها..
- دائرة مُفرَغة، أم ممتلئة؟!...
- ردّي على ردّهم.. ومازالت مستمرة -خيانة الدخيل، وسقوط غالبية ...
- مازالت صحيحة، أو مازلت هكذا أعتقدها...
- في خيانة الدخيل، وسقوط الجبل....
- لماذا يجب قتل السوريين للسوريين؟ ولماذا يحاول بعضنا خلط الحا ...
- بين -عزيزة- حمزة الخطيب ومقص العرعور، ثورة...
- شبيحة الأسد يصعدون إلى الجبل، ليُنزلوه إلى عندهم....
- انتفاخ وتوّرم الأعراض الجانبية للربيع السوري...
- بين المازوت والجلّي في عصر ثيران و-ثورات التصحيح-...


المزيد.....




- ترامب يهاجم تاكر كارلسون ويصفه بـ-المجنون- بسبب تصريحاته حول ...
- السفارة الصينية في تل أبيب تنشر تحذيرا يدعو مواطني الصين لمغ ...
- انفجارات تهز تل أبيب ومحيطها
- ستارمر: قادة مجموعة السبع يتفقون على معارضة البرنامج النووي ...
- محاولات في الكونغرس الأمريكي لتقييد ترامب في استخدام القوة ا ...
- قبل أيام من الضربة الإسرائيلية.. ترامب تلقى إحاطة حاسمة وأعط ...
- وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاغون بنشر قدرات إضافية في الش ...
- الجيش الإسرائيلي مخاطبا الإسرائيليين: دفاعتنا في مواجهة الصو ...
- ?? مباشر: ترامب يدعو الجميع إلى -إخلاء طهران فورا- وإيران تت ...
- عاجل | ماكرون: الرغبة في تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - في أزمة الإسلام التي نأكل جميعاً حصرمها...