من التراث المندائي القديم الشاعر حلحل صنكور

سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 5554 - 2017 / 6 / 17 - 11:26
المحور: الادب والفن
    

حَلحَل إبن صنكَــــور

هو حلحل ابن صنكَور إبن إنعيمه إبن جبر إبن صنّاع إبن عيدان إبـن زهرون الصغير إبن عزيز إبن دبّون إبن معن . إمتهن ألنجارة كأحــــد أفراد ألطائفة ألذين عاشوا في الاهوار وعلى حافات الانهار ، وكـــــان
شاعراً ظريفاً خفيف الظل ، تحاور مع الشعراء المحيطين به ، وقــــال شعراً في مناسبات كثيرة ، ولكن أغلب شعره لا يصلح للنشر ، ولقـــــد
أسقطت له ولغيره كثيراً من الشعر الفاحش . تصدّى حلحل للشاعــــــر
شيخ صالح والذي كان إسمه عنبر إبن إرخيّص قبل إسلامه ، حيث قال
هذه ألقصيدة ذائعة ألصيت :
ذاك جيري وذاك أنا والعيش ما كلته بهَنـــــا
وطعن بالصابئة ببيته :
العيش ما كلته بستر كل يوم لَنّي مشتهــــــــر
طلعيت من ذوله الكفر وصرْت بعزّه ومومنه
أجابه حلحل مذكِراً إياه إن ألصابئة أُناس مؤمنون موحدون :
مَحنه كُفر مَحنه كُفر يالزيّنتها إعلى كُبــــــــر
كَصّاب بس عوزك طُبر موش فَيدك مومَنـــه
فأجابه الشيخ صالح مُذّكراً إياه ببعض أقاربه الذين أسلموا أيضاً فــــــي سبعة أيام وهو قد أخذته الغيرة ولذلك فقد غار منهم وتبعهم وسلك اثرهم
عمامك بيت أبو زهيره شفتهم وأخذتني إلغيِره
إبوك كَريعته إحميره وعمّك بالبصرة كَـــــزر
وعندما ذكر شيخ صالح في قصيدته بيتاً آخراً يذكر به الفقر وصعوبـــــة العيش ذاكراً حادثة معيّنة حيث قام بعض اللصوص بسرقته وسرقة جاره
( ألسيّد ) ، حيث قال :
إلعيش ما كلته هِني كل يوم لنّي مختزي
إدركني منهم يا علي باكَوأ السيّد ونـــــا
أجابه حلحل :
عساك ما كلته بهني ومالك بِنيّه التِنبنـي
إبجاه ربي وكل نبي الفوح ما تشبع مِنه
فأجابه شيخ صالح قائلاً بأن الفقر ليس فيه شماته :
حليحل لا تعيّرني بهذنّـــــــــــــي يا بزر حيضه يجنّــي
مرّة عمّك شيعي صاير مرّه سنّي وإنردح ردح الميجنه
ومن شعره على عبيد بن معيجل عندما عشق إحدى المندائيات قــــــــــال مُتهكّماً :
راح عِشكَـ عبيـــــــــــد راح ما قبض بس الصيـــــــــــاح
راح عِشكَـ عبيد غــــــــاوي ما قبض بس اللّغـــــــــــاوي
من بعد صارت شِجــــــاوي جابوا الشايب طحــــــــــــاح
إشوهَّكَـه بهاي إلصِريمــــــه وراحت فلوسه هضيمــــــــه
صارت ( إعزَيزَه ) خِصيمه واللّغاوي بكل صبـــــــــــاح
كَام أبو إعمَيمه وخِتَــــــــــل جَفَّل الصَيده وبِتــــــــــــــــل
ريت جلده إصخونه تــــــــل مثل (أبو الغمي) المــــــلاح
حَلحَل مع هاتو خريبط :-
يُقال إن هاتو خريبط بن عكَله الزهيري رأى زورقاً متجهاً نحوه في
المشرّح ( ألحلفاية ) وهو يحمل شخصاً مندائياً ، فأدخلَ هاتو ابنــــه
( جبار ) وكان صغيراً في بيته وأغلق الباب هرباً من الضيف فشاع
هذا الخبر في ناحية ألمشرّح فقال حلحل:
إبن خريبط يمطيَّـــــــــر هِـزه إلخطّار إتكـمَّــــــــر
شارد شردة ســـــــوادي (منيوه ) وين ملبـــــــادي
ولك جبار وِلْ غــــــادي شفت مشحوف لينه إفتــر
شِفِت مشحوف لِينـــه دار إنوِخَذ عكَلي عِشانه إكفار
كَـِلْ لِمَّكْ ولك جبــــــــار إبوي إنشدَه وتحيَّــــــــــر
*إتكمَّر: إخْتِل / سوادي: إسم شرطي / منيوه : زوجة هاتو
حياة حلحل في ألحُب :-
أحبَ حلحل في شبابه إمرأة إسمها ( غالية ) وطمع في الزواج منها ولكن
دون جدوى لأن أعمامها ألمندوية حالوا دون زواجها من هذا الشخــــص
الزهيري حيث قال :
إنكسر صندوكَـ كَلبي وإنعمل بيّـه وكلمن شافها إنمردن جلاويّــــــه
يحكَلي بالولايه وأبني سبع إحجر من شوكَج يَفَلوه راس كَلبي إنطر
إمسودن بالجماعة وانكَز بمــوزر مثل مجنون ليلى الخطف جنيّـــه
مثل مجنون ليلى بخَطف جنّيتــــه يهورف بالطرف والناس واليتــه
العريضي يَفَلوه ينهجم بيتــــــــــه لا نفّاخ ناره ولاله ذريّــــــــــــــه
لا نفّاخ ناره ولَحّد بــــــــــــــداره وعِّد كل الطوايف شاعت أخباره
بس إنتي يَفَلوه بهاي العمــــــــاره ومَبكَه هالنِسه كِدَّش وهتليّــــــــه
ومَبكَه هالنِسه كِدَّش ونص اخشاب يِمْ طول العَدل جا والجسد نِشّاب
من أصدِّكَـ بالمحاجي وموش أنا الجَذّاب
روس خدودها بلون إللّعَـيبـيّــــــــــــــــه
ولهذا السبب فإن حلحل حين تزوّج زوجته الأولى ( موزه ) وأنجب منها بنت أسماها ( غاليه ) وإبنه ( غالي ) على إسم حبيبته ( غاليـــه ) .

#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل