شهر رمضان وحمى الاكل

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 16:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الصيام حالة فرضت على الانسان لكبت جماح غريزته المنفلتة ، و السيطرة على شهواته و منها البدنية مثل الطعام والجنس .
والصيام ليس فرضا وشرطا جازما، انما من استطاع اليه سبيلا . ففي الاسلام هناك بعض استثناءات لضروف الصيام على الصغار و المرضى واثناء السفر الشاق والسماح بتأجيله لعد أيام أخر ريثما تتحسن الضروف. اي توجد فيه بعض المرونة
الصوم نوع من العبادة التي تختص بين الانسان و ربه فقط كالصلاة تماما . ولا دخل للدولة او الحكومة او المؤسسات بوضع تشريعات تفرض الصيام على الناس بالاكراه ، او منع الافطار العلني ، وغلق المطاعم و المقاهي وسواها ، بحجة مراعاة مشاعر الصائمين . من يصوم فلنفسه ومن يفطر فلذاته ، و لا يجوز ان يعتبر شهر الصيام شهرا متميزا تنشغل به محطات التلفزة بتحضير و بث انواع المسلسلات المثيرة ، و الفوازير الرمضانية ، و برامج تحضير انواع الاكلات الشهية ، والاسواق تزدحم بالمتبضعين لآنواع الطعام وكان العالم سيدخل في شهر مجاعة قاتلة .
من يدرس حالة الناس في شهر رمضان ، سيجد هوسا غريبا ، انه ليس شهر الصيام بل شهر الانشغال بالأكل . وانشغال ربات البيوت طول النهار في الاسواق وفي المطابخ لتهيئة الفطور و السحور وكاننا سندخل حربا تغلق فيها الاسواق و ينقطع عرض الطعام في المدينة، ولابد ان تخزن كل عائلة انواع الماكولات في بيوتها . يا سادة انه شهر الصيام والامتناع عن الاكلات الغير ضرورية ، وليس شهر المبارزة من يأكل اكثر وقت الافطار. زوروا المستشفيات بعد الافطار وستجدون غرف الطوارئ فيها تعج بالمتخومين من الاكل .
السيد المسيح قال : وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ،
كَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ (ربك) الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
الصوم ليس مظاهر امام الناس يا سادة انه لله عبادة .

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل