أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - لو تجلى الله وصار انسانا















المزيد.....

لو تجلى الله وصار انسانا


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 18:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء الاول
الله قادر على كل شئ ولايعجزه شئ. وهذا ما تقره كل الديانات ويؤمن به كل المؤمنين ومن كل الاديان .
تعلِمنا الكتب السماوية ان الله تجلى لموسى على جبل حوريب بسيناء ، و ظهر للنبي موسى بهئية نار مشتعلة بعليقة في شجرة تشتعل و لاتحترق . فكان تجليا عظيما .
فالله سبحانه تجلى لموسى بالحجر فوق الجبل ، وتجلى بالشجر ليكلم موسى ، فهل يعجزه و هو القادر على كل شئ ان يتجلى على هيئة بشر ليوصل رسالته الينا مباشرة وهو القادر على كل شئ ؟
كتب البشير يوحنا: في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله . كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان ) انجيل يوحنا 1:1
عقيدة المسيحية تقر ان المسيح كلمة الله وروحه القدوس ، تجسد بملئ الزمان و نزل من السماء و صار انسانا و عاش بيننا ثلاثة وثلاثين سنة كابن الله بالروح وأبن الانسان بالجسد والروح ايضا .
فما هي صفات الله المتجسد على الارض ان تجلى وصار انسانا ؟
هذا ما سنبحثه في هذا المقال .
لو شاءت ارادة الله ان يتجلى و يصير انسانا لايصال رسالته السماوية الى بني البشر مباشرة و يعلمهم ما يريد بصوته البشري وينقل لهم رسالته بصورة مباشرة فكيف ستكون صفات هذا الاله الانسان ، من المؤكد ستكون الكمال بعينه . باعماله وبأقواله وتعاليمه وسيرة حياته على الارض وسيمثل الله في قدسيته ومثاليته.
اننا نتوقع ان تتصف حياته وسيرته بالصفات التالية :
1- انه يدخل الى عالم البشر بطريقة غير عادية .
2- يكون انسانا بلا خطيئة ، قديسا ، نزيها كامل الاوصاف .
3- يجري معجزات خارقة حتى يعرفه البشر انه مرسل من الله .
4- يكون مختلفا عن غيره بالسلوك ، يحمل السلام والمحبة لكل البشر ، لا يعادي احدأ ، لا يصدر عنه شر او اذية لغيره ولا يدعو للعنف .
5- يقول كلاما لا يمكن لغيره من البشر ان يقوله .
6- ان يكون له تاثير شامل على كثير من الناس .
7- يشبع الجوع الروحي للناس بسمو تعاليمه .
8- يكون له سلطان على المرض و الموت الذي لا سلطان لبشر عليهما قط ، وله صفات الله في اعماله و قدرته الخارقة على الارض وبين الناس .
سنتكلم بالتفصيل عن هذه الاوصاف بنقاط .
اولا - لو صار الله انسانا - سيدخل الى عالم البشرية بطريقة غير عادية .
حسب العقيدة المسيحية ، المسيح كلمة الله الذي تجسد وبشر به الملاك جبرائيل الفتاة العذراء مريم بنت يواقيم ، حُبلَ به باتحاد روح الله القدوس ، وولد بمعجزة خارقة غير عادية لفتاة عذراء من غير زرع رجل ، لم تحدث بين جميع البشر بناء على بشارة من السماء حيث قال الملاك جبرائيل لمريم :
" اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." انجيل لوقا 35:1
انه طفل من غير اب ولا زرع بشر ، انه القدوس ، ابن الله بالروح . ويدعى ابن الله مجازا . وليس بولادة جنسية جسدانية كما يسئ فهمها لدى البعض . وليس زواج الله من صاحبة كما يشاع زورا . تحققت بولادته المعجزية نبؤءة الانبياء السابقين حيث تنبأ النبي اشعيا قائلا : " هالعذراء ستحبل و تلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اي( الله معنا ) . وهكذا كان ، حيث ولد كلمة الله يسوع المسيح وعاش روح الله متجسدا معنا .
وكما قال الرسول يوحنا : (في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله . به كان كل شئ و بغيره لم يكن شيئ مما كان .) انجيل يوحنا 1:1
والكلمة صار جسدا وحل بيننا . اي ان يسوع كلمة الله الازلي كان موجودا عند الله الآب منذ الازل قبل تجسده في احشاء العذراء مريم بهيئة كلمة او عقل الله الناطق او نطق الله العاقل .
القرآن يؤيد هذا حيث يدعو المسيح عيسى بن مريم ، ولم ينسبه الى اب بشري .
ثانيا - لو صار الله انسانا - سيكون بلا خطيئة .
لكي يكون يسوع المسيح هو المخلص و الفادي للبشرية ، ويموت عن خطايانا ، يجب ان يكون هذا الفادي بلا خطيئة اصلية متوارثة من آدم ، ويسوع المسيح لم يأت من نسل آدم من جهة الآب . لأنه ابن الله بالروح ، وابن مريم بالجسد فهو بلا خطيئة متوارثة من آدم .
الله منح النبي ابراهيم كبشا ليذبحه فداء عن التضحية بأبنه اسحق ، وكان هذا الذبح العظيم رمزا لفداء و تضحية السيد المسيح لنسل البشرية . وليس الكبش كان عظيما انما هو الرمز للمضحي الحقيقي العظيم القادم في ملئ الزمان.
القرآن يؤيد الولادة العذراوية للسيد المسيح ، بقول مريم للملاك المبشر :
( انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا ؟ قال الملاك كذلك قال ربك ، هو علي هين و لنجعله آية للناس و رحمة منا ) . سورة مريم 20
- المسيح ولد وعاش بلا خطيئة ، وسأل يسوع الناسَ يوما متحديا من منكم يبكتي على خطيئة ؟ لم يجروء اي واحد من اعداءه اليهود المتربصين به ان يرد عليه ، او يمسك عليه خطيئة واحدة . ولو كان خاطئا كبقية البشر لما سأل الناس هذا السؤال وتحداهم .
- يسوع المسيح الانسان البار قريب من الله دائما ، وقال : "اني في كل حين افعل ما يرضيه " انجيل يوحنا 29:8
وهذا ما ينزه المسيح عن كل خطيئة وحياته كلها بلا شائبة . لأنه الله المتجسد الذي لا يخطئ .
المسيح الانسان علمنا ان نغفر نسامح للاخرين ونقول عندما نصلي الى الله ألآب: "اغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن اخطا الينا ".
المسيح لم يطلب من احد ان يغفر له لأنه كامل وبلا خطيئة. وكما قال النبي اشعيا:
" وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِه غِشٌّ." اشعيا 9:53
شهد الكتاب المقدس عن اخطاء ارتكبها موسى النبي بقتله رجلا مصريا ، وكذلك النبي /الملك داؤود وغيرهم ، الا انه لم يسجل على المسيح من تلاميذه انه ارتكب خطيئة واحدة في حياته . يقول بطرس في رسالته الثانية عدد 22: " الذي لم يفعل خطيئة ولا يوجد في فمه مكر" .
يشهد الرسول يوحنا في 5:3 " وتعلمون ان ذاك اظهر (المسيح) لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطيئة " .
حتى يهوذا الخائن تلميذ المسيح شهد ببراءة سيده اذ قال : " قد اخطأتُ اذا سلمتُ دما بريئا " . متى 3:37
اللص المصلوب عن يمين المسيح شهد لكمال يسوع ، بيلاطس الحاكم الروماني شهد له بالبراءه .و اليهود لم يجدوا فيه علة يمسكونه بها فقالوا انه يجدف معادلا نفسه بالله . وكانت هي الحقيقية التي لم يفهموها .
القرآن وصف المسيح بالغلام الزكي ، " انما انا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" مريم 19 . و الزكي هو الطاهر الذي لا عيب فيه .
كان المسيح هو الكمال المطلق الذي يرفع شخصيته الى ما فوق البشر . و كل هذه الادلة تثبت الوهيته وانه الله الظاهر بالجسد ، وهذه صفات لم تتحقق في اي انسان عبر التاريخ .



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد تهجير مسيحيي العراق جاء دور اقباط مصر
- الاديان الاخرى بنظر الاسلام
- اهداف نبوة محمد - من التراث الاسلامي
- الالحاد مرض العصر الحديث
- اسباب انتشار الالحاد
- يسوع المسيح شخصية لا مثيل لها بالتاريخ
- المسيح في القرآن
- نقاش العلماء بين الخلق و التطور
- نعم الارهاب له دين
- يسبون امريكا ويلهثون لدخولها
- القران كتاب لحل مشاكل محمد الخاصة
- لماذا حرم القرآن لحم الخنزير ؟
- اخطاء القرآن
- معارك الاسلام السياسي في الشرق الاوسط
- الاناجيل المنحولة كانت مصادر معلومات القرآن
- الاسلام الداعشي بشريعة همجية
- سياسة دونالد ترامب المعلنة
- قصة الطوفان العظيم
- الجهاد المسلح في الاسلام وشروط الغزو
- ثقافة الموت وقتل الحياة في التطرف الاسلامي


المزيد.....




- ليبيا.. -التجمع الوطني للأحزاب الليبية- يدين اعتقال رئيس فري ...
- فرنسا تطرد -إماما جزائريا- بسبب التحريض على -كراهية اليهود- ...
- بالفيديو.. فيضانات تغمر كنيسة الروح القدس في كورغان الروسية ...
- السيد الحوثي: عداء اليهود الشديد للمسلمين يأتي للسيطرة على ا ...
- فرنسا: ترحيل إمام جزائري مدان قضائيا بـ-التحريض على الكراهية ...
- الحكومة المصرية تصدر قرارا يتعلق بالكنائس
- فرنسا ترحل إماما جزائريا بحجة -التحريض على كراهية اليهود-
- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - لو تجلى الله وصار انسانا