أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - النظام الأمريكي بعد الحرب الباردة














المزيد.....

النظام الأمريكي بعد الحرب الباردة


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 5517 - 2017 / 5 / 11 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أغلب الأمبرطوريات عبر التاريخ قامت على تعبئة الموارد البشرية لأهداف عسكرية وتوسعية بالرغم من بطء حركة المواصلات والبريد والتواصل, بيد أنهم أوجدوا أنظمة بيروقراطية تستطيع الاتكاء عليها في إبقاء هذه القوة ذات فاعلية وتماسك وتفاعل وديمومة.
في مقالنا هذا نستطيع أن نكتب عن عصرنا ومآلاته, نتيجة تطور الوسائل القتالية والمواصلات وسرعة إيصال المعلومة والتواجد السريع في مواقع الأحداث الساخنة في العالم مهما كانت المسافات بعيدة, وتبوء دولة أمبرطورية عظمى, الولايات المتحدة, ذات القدرات الهائلة على إدارة العالم بوسائل سريعة وحيوية, نتيجة حيوية هذا النظام وسرعة استجابته للتغييرات التي تحدث في المنظومة الدولية من أجل تبقى قوة مهيمنة على الصعيد الدولي لها باع طويل في ترتيب شؤون العالم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بما يتناسب وبقاء مكانتها في السلم الأول عالمياً.
لهذا تسعى الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض على وضع هذه الدولة فوق جميع دول العالم وتتصرف وفق نظام هيمني متميز متعدد الأبعاد يتحرك وفق مقتضيات الحاجة والتعامل مع كل دولة وفق قدرة كل واحدة على حدة.
لدى الولايات المتحدة مراكز أبحاث ودراسات لكل بقعة في هذا العالم ولديها قواعد واساطيل بحرية وبرية قريبة من مواقع الحدث أو في حال وقوعه أو قبل وقوعه, ولديها خبراء ومستشارين سياسيين وعسكريين وعدة قتالية ولوجستية متوضعة بالقرب أو داخل كل دولة. فطابعها المتعدد وقدراتها الاقتصادية ونظامها السياسي ولدوا ليكونوا لأهداف امبرطورية عسكرية مثل أية دولة تاريخية قوية عبر التاريخ, مهيأة لأخذ المبادرة والتحرك وإرغام المنافسين والخصوم للامتثال لأوامر القوة والخضوع.
التوليفة التي يتسم بها النظام الأمريكي مختلفة تماما عن بقية الأمبرطوريات السابقة عليها, فهذا النظام غير معبأ بالرموز والشحنات الايديولوجية المتوارثة من القديم كالقومية والدين والسيادة والحدود الوطنية والإرث الحضاري والأمجاد الخلبية. إن نزع هذه الصفات والشحنات الماضوية السلبية والثقيلة عن هذا النظام المتمرس في تحقيق التفوق أعطاه حرية الحركة والتحرك السريع دون إي احساس بالواجب اتجاه الأخرين. فالبراغماتية السياسية تعتمد على الحركة اللوجستية السياسية وخلوها من العواطف والواجبات واحترام الحياة والوجود والحياة الإنسانية والطبيعة, بمعنى أن الممارسة البربرية السياسية التي تتصف بها هذه الدول “فوق العالمية” منحتها القوة، وتتصرف بمنتهى القسوة والهمجية دون أي إحساس بضرورة احترام الوجود والطبيعة وحياة وبقاء الأخر، إنه نظام يخلو من القيم السياسية التاريخية. والقيم الذي تتبجح بها هو شكلية, للمراوغة من أجل الهيمنة.
من المخيف أن يعيش العالم والبشر تحت سطوة نظام غير متمسك بأي قيم, نخبه تبحث عن الهيمنة والسيطرة وإبقاء الجميع في قبضتها بأي وسيلة، بما فيها التدخل العسكري إذا احتاج الأمر كما حدث للعراق وأفغانستان وسورية من وراء الستار وبطريقة خبيثة جدا.
القوة المتعددة الأغراض والمرامي جاهزة في أغلب البقع الإقليمية المتعددة على مستوى العالم. ويبدو غير وارد في عقل رعاة هذا النظام إدخال اصلاحات عليه أو محاولة مشاركة بقية دول العالم في هذا النهج بعد التغييرات الهائلة التي طرأت على العالم في مجال التكنولوجيا والانترنت والهواتف الذكية والأجهزة المتطورة جدا التي تحتاج إلى نظام عالمي فاعل ويواكب التغييرات على الأرض. إن النظام الأمريكي يقع عليه مهمة القيام باصلاحات جذرية وعميقة, لحاجة البشرية للتعاضد والتعاون كبديل عن الحرب والقتال ونقل الأزمات من موضع إلى أخر.
إن رمي الأزمات الدولية الثقيلة على البلدان الصغيرة كسورية والعراق ولبنان وليبيا واليمن وافغانستان لامتصاص أزمة النظام الاقتصادي والسياسي الدولي هو تأجيل للانفجار في السنين والأيام القادمة. ولا توجد أية إشارة أن هناك قوة موازية تحاول ان توقف هذا الجنون عند حده أو محاوة ردعه, بله عمل الجميع على الالتفاف على الواقع ومحاولة كل دولة حماية نفسها.
ما يحدث الأن أن أغلب دول وأنظمة هذا العالم يعملون على تكييف بلدانهم ليتساوقوا مع النهج الأمريكي القائم على التوسع ولتلبية الحاجات الامبرطورية لها.
إن المؤسسات المرنة التي تتمتع بها النخبة الأمريكية الحاكمة والقدرات الاقتصادية الهائلة والتفوق التكنولوجي والقوة العسكرية المتفردة، كل هذا أعطاها مساحة كبيرة لحرية التصرف والتنقل والمراقبة والهيمنة وساعدها على ذلك ضعف الأطراف الدولية والاقليمة وللحمولات الثقافية الثقيلة المرتبطين بها كالمرجعية الوطنية والقومية والدينية.
إن عصر العولمة والانتقال من الوطني إلى فضاء العولمي اقتصاديًا وسياسيًا جعل من هذه النخبة الحاكمة والاحتكارات التي تمثلها مسؤولة في إدارة مصالح أصحاب الثروات في العالم ليبقوا في مأمن، كالمصارف والبيوتات المالية والاستمرار بالطريقة ذاتها دون بحث عن بدائل اقتصادية وسياسية.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الظلم وحده يصنع ثورة..؟!
- ما تخلفه الحروب الدامية على المرأة
- التنظيم في رواية قبلة يهوذا
- الصين في رواية
- الثورة والنهج الأمريكي الجديد
- قراءة ثانية في رواية ألف شمس مشرقة
- الثورة حدث فاصل في التاريخ
- رقص رقص رقص
- المظلومية والمجتمع الرعوي
- عوالم تركية لقيطة استانبول
- العولمة وإدارة الفوضى..!
- ألف شمس مشرقة
- آلموت فلاديمير بارتول
- الديمقراطية السياسية
- رواية قبلة يهوذا
- محنة اليسار
- قراءة في رواية سيرة الانتهاك
- الاغتراب في رواية
- النظام الدولي بعد الحرب الكبرى
- حكاية حنا يعقوب


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - النظام الأمريكي بعد الحرب الباردة