أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - النظام الدولي بعد الحرب الكبرى















المزيد.....

النظام الدولي بعد الحرب الكبرى


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 16:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن إلقاء الولايات المتحدة قنبلتها الذرية على هيروشيما وناغازاكي وتدميرهما، كان ذلك إعلانًا موضوعيًا، عن انتهاء مرحلة تاريخية، وبدأ مرحلة أخرى. أي، انتهاء دور وأسلوب النظام الدولي القديم، المتمثل بالسيطرة الفرنسية البريطانية المباشر على العالم. وولادة نظام دولي جديد. نظام مختلف في شكله، ومضمونه، وآلية عمله، وإدارته، وأداء وظائفه السياسية.
نستطيع القول، أنه نظام أمني بامتياز، قائم على خلق التوتر والاضطراب في أطراف النظام من أجل التوسع. بمعنى، بدأت الولايات المتحدة، العمل على إخضاع البلدان الصغيرة، التي خرجت حديثًا، من تحت السيطرة الاستعمارية المباشرة، الهشة سياسيًا، وعسكريًا، واقتصاديًا، عبر الهيمنة عليها من بعيد، والتدخل الخفي، مشكلة قطبًا أمنيًا متفردًا على تناقض وتنافس مع قطب أمني آخر، اسمه الاتحاد السوفييتي.
أي، بدأ النظام الهيمني الأمني، من وراء الستار، عبر فاعل محلي، سريع الحركة والاستجابة لمتطلبات مصالح النظام الدولي برمته. أي، عبر العسكر، كقوة أمنية منظمة غير مرتبط، بحمولات ثقافية أو فكرية، وليس في ذهن فاعليه اللجوء إلى المؤسسات أو الدستور أو البرلمان أو احترام المجتمع، بفعالياته الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية. والعمل على إعادة إنتاج واقع اجتماعي سياسي جديد، يتناغم مع شروط، وتطور النظام الدولي الجديد. وإعادة رسم خرائط جديدة، عبر الهيمنة على القرار السياسي السيادي لهذه البلدان.
إن نظام الهيمنة الجديد، الأمني، اعتمد على الأجهزة الخفية، المخابرات، كدولة فوق دولة في الأطراف، ودولة موازية للدولة في المراكز، يعمل على تنفيذ المشاريع والاجندة السياسية الاستراتيجية البعيدة المدى.
كل الدلائل، كانت تشير إلى السير بهذا الاتجاه،، إلى بناء دولة أمنية مركزية، قوية جدًا، استقطابية، لها مقرات أمنية، كبيرة وصغيرة، تبعًا لحجم كل دولة، ملتفة حول المركز، عبر دوائر تعمل في الخفاء، موزعة على الأطراف، تعتمد على التعاون والتنسيق في عملها، كنسيج العكنبوت. فشكل منظومة أمنية مكتملة، تعمل، على استنساخ مثيلاتها، مكمل، وخاضع لها بالكامل على مستوى العالم.
لم يعد الشكل القديم للدولة، كما كان سائدًا قبل الحرب العالمية الثانية، يتناسب مع الدولة الحديثة. فبناء المنظومة الأمنية العالمية اسهل، وأنجع في تكريس واقع اجتماعي سياسي فعال. وليحقق حاجة، ومتطلبات بناء نظام دولي مترابط، يسعى لتكريس مكانة السلطة على مستوى العالم، على حساب المصالح الحيوية للمجتمع، في الفترة التي تلت الحرب.
يبدو، جرى استنسخ هذه التجربة من العقل النازي، دون الإعلان عن ذلك، ليخرج من رحمها، طبعة مطلوبة على مقاس الهيمنة على النظام العالمي الجديد. فبدلا من أن تكون بالعنف على طريقة هتلر، جرى الالتفاف على ذلك. أخذت هذه التجربة، تسير في الخفاء، وتعمل دون معايير أخلاقية أو إنسانية أو لتحسين متطلبات الحياة الإنسانية.
وهذه المنظومة، عزز ت الهيمنة، دون كلفة كبيرة من جانب، وسيطرة دون جيوش، من جانب أخر على كل مفاصل المجتمع، لها مركزيتها، قدرتها على إدارة كل شؤون النظام وشجونه، في ظل واقع اجتماعي سياسي عالمي شديد القسوة، دون أن تصطدم المتطلبات الوطنية المحلية بالبعد الما بعد وطني
كيفية تكييف الحالتين، أو الصدامين، المحلي والعالمي في المستقبل، ستجيب الحياة عليه لاحقًا.
في الحقيقة، كل الدول تنام، إلا أجهزة الأمن، فهم متيقظون، يعملون ليلًا نهارًا، يخططون، لا يتركون، شاردة، أو واردة، إلا ويدخلون فيها. يرسمون الخطط، يقلبون أنظمة حكم، يقتلون رؤوساء دول، يدعمون منظمات سياسية أو عسكرية أو سلمية للعمل تحت اشرافهم.
إنه جهاز متفرد، عائم، حيادي، يعمل مثل الآلة، لتنفيذ إراة الطبقة السياسية الموجهة له. يشتغل، وفق خطط مدروسة، ترسمها السياسات، وتنفذ بتقنية عالية، ومهارة وذكاء، وتفاني مطلق، ومستقل.
أول هدف لبناء نظام دولي جديد في مرحلة ما بعد الحرب العالمي الثانية بدأ من سورية، كخطة استراتيجية، بعيدة المدى، للهيمنة على الشرق الأوسط ومن ثم على العالم.
وجدت الولايات المتحدة، سوريا، دولة صغيرة، هشة سياسيًا، وعسكريًا، واجتماعيًا. مستقلة حديثًا! لا غطاء سياسي لها، داخلي أو خارجي، يحميها ، أو يمنحها القوة في الدفاع الذاتي عن نفسها. في الحقيقة، كانت دولة عارية، تتقاذفها الأمواج السياسية الداخلية والخارجية، نتيجة تكوينها السياسي الهش، والضعيف.
ولدت سوريا، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، محمية إلى حد ما، لها غطاء سياسي، من قبل دولة عظمى في وقتها، فرنسا، منعت الدول الأخرى، من العبث فيها. كما وفرت لها استقرار شكلاني مؤقت. بمعنى، منعت الانقلابات العسكرية فيها، ولم تسمح للدول الإقليمية والدولية من التدخل أو العبث في شؤونها الداخلية.
بعد الحرب العالمية الثانية، تغيرت الموازين السياسية على المستوى الدولي، والإقليمي، والمحلي، لكل دولة، ومجتمع. كما حدث خلل في المعادلات السياسية على المستوى العالمي. خرجت دول عظمى من الصراع على الهيمنة، والسيطرة على العالم، كفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا. وتحول العالم القديم، إلى مجرد تابع، ضعيف، مضعضع، مكسور. ولأول مرة تنتقل الهيمنة والسيطرة العالمية، خارج أوروبا، بل تحولت إلى مجرد تابع، ترسم الولايات المتحدة استراتيجيتها بعد أن امدتها بالمال والحماية عبر خطة مارشال. كانت، الغاية السياسية من ذلك، أن تبقى أوروبا تحت الوصايا، وبالتالي إعلان عن انهيار النظام الاستعماري القديم.
إن، المدماك الأول، لبناء هذا النظام الجديد، بدأ من سوريا، كما اسلفنا، على أثر الانقلاب العسكري الذي قام به، الضابط حسني الزعيم، في العام 1949، وكرت خيوطه في بقية الدول العربية وامتدت إلى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
بمعنى، انتهت الحروب بين الدول الكبيرة، واستبدل ذلك، بالتعاون والتنسيق الخفي. وتحولت الدولة المستقلة، إلى عدو داخلي، لأغلب دول العالم في الأطرف، لينتقل التناقض بين الدولة والمجتمع من الحيز المحلي إلى الفضاء العالمي، بعد أن جرد، المجتمع، من أية آلية دفاعية أو قدرة سياسية لوقف التدهور الداخلي.
فالنظام الدولي، الأمني، الهيمني، متداخل، مساند لبعضه واعتبر أي خطر على أحد اعضاءه هو خطر على النظام.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية حنا يعقوب
- الحرب الأهلية في رواية ذهب مع الريح
- في مقر منظمة العفو الدولية
- خبايا العولمة
- جيلبريت سينويه وابن سينا
- عدت والعود ليس أحمدُ 4
- عدت والعود ليس أحمدُ 3
- عدت والعود ليس أحمدُ 2
- عدت والعود ليس أحمدُ
- السلطنة العثمانية والجنوح نحو الغرب
- الثورة والتواصل الاجتماعي
- الخروج من المأزق الوطني
- رسالة إلى صديقي
- الملك السويدي إيريك الرابع عشر
- الأرض المحرمة النهاية
- الأرض المحرمة الفصل الخامس عشر
- الأرض المحرمة الفصل الرابع عشر
- الأرض المحرمة الفصل الثالث عشر
- الأرض المحرمة الفصل الثاني عشر
- الأرض المحرمة الفصل الحادي عشر


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - النظام الدولي بعد الحرب الكبرى