أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - الخروج من المأزق الوطني















المزيد.....

الخروج من المأزق الوطني


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد اعطى الشعب السوري مثلا في التحمل والقدرة على الخروج من رماد الاستبداد الذي خيم على البلاد منذ عقود طويلة من الزمن. وها هو ينهض بكل كبرياء للتخلص من أسوأ أنواع الاستبداد الذي ابتلي بها. استبداد عشعش في كل شرايين الدولة ومفاصل الحياة الخاصة والعامة, وقضى على الأخضر واليابس: إفساد كل ما يمكن إفساده حتى تصفر الحياة والماء كشراء الذمم وتخريب النفوس وتدمير قطاعات اجتماعية كاملة لصالح شريحة واحدة متحكمة في السلطة.
سوريا, وطني, تعيش حالة مخاض وولادة في نزوعنا الوطني نحو الحداثة والديمقراطية وتأكيد قيم الحرية والعدالة والجمال والانعتاق من الظلم والقهر. تناضل من أجل أن تكون في موقع أخذ مسؤوليتها السياسية والوطنية. يكافح أبناءها لنيل استقلالها الوطني والسياسي والاجتماعي والدفع نحو بناء الثورة الوطنية الديمقراطية التي عجزت الأنظمة المتعاقبة على بناءها بل عملت جاهدة على إجهاضها ولجم أي تطور سياسي واجتماعي واقتصادي وخاصة بعد مجيء عائلة الاسد البربرية, الرجعية الغارقة في التحجر العقلي والسياسي والانطواء على الذات ونفي الآخرالمختلف وتحطيمه. نظام كابح لحركة الحياة وتفاعل الشعب السوري مع العالم ومع تطوراته السياسية والاقتصادية. نظام متكلس عمل من خلال صيرورته في السلطة على تحطيم دور الدولة كفكراو مرجع جمعي للمجتمع وتقزيمه ليكون على مقاس مجموعة حاكمة محدودة الثقافة والمعرفة, سيئة الأخلاق, ليس لديها القدرة على التفاعل مع عالم ما بعد الحرب الباردة والتطورات الهائلة التي تجري فيه على الصعيد السياسي والاقتصادي. بل ان دور انحطاطها وصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل في العالم كله وعبر تاريخ البشرية جمعاء في استخدامها المفرط للقوة ضد معارضيها وابراز دور السلطة كقوة مجردة بديلة عن الدولة الحديثة من حيث فصل السلطات وتوازن القوى في شكل متخلف عبر روابط زبونية وعلاقات سمسرة ومنفعة مع شرائح اجتماعية طفيلية تعتاش على المال العام عبر النهب الواضح في علاقة مركبة مع مرتزقة مفصلة على مقاسها. بل وصل معها الأمر على حصار مدينة كاملة وعزلها عن العالم واغتصابها وارتكاب الفظائع في سكانها ليعودوا إلى حظيرة العبودية والخضوع.
ان ممارسة هذه السلطة العنفية حطمت كل شكل من اشكال تراتبية الصراع لصالح تراتبية واحدة: شركاء النهب والامتيازات والمحسوبية.
ان هذا الصراع الذي يقوده الشارع السوري هو نزوع واضح وعطش عميق في البحث عن الذات الإنسانية في توقها نحو الحرية والديمقراطية. نزوع يأخذ مسارات متعددة اجتماعية وسياسية واقتصادية داخلي وخارجي. لهذا فان ما يشهده بلدانا عميق جداً لانه يحمل في طياته دعوة نحو ديمقراطية سياسية وديمقراطية اجتماعية. انه حراك مختلف وعميق عما سبق لانه لا يأتي كرد فعل عابراو عاطفي مثلما كان سائدا في فترة الخمسينات والستينات وانما نتيجة معرفة لدور الفرد في صنع التاريخ وتأكيد لوجوده الإنساني والاجتماعي القائم على العقد الاجتماعي الواعي والتلاحم بين النسيج السياسي للدولة الوطنية المعاصرة وحق الفرد في الحرية وتقاسم الثروة والحق في المشاركة السياسية. لقد بدأ المواطن السوري خاصة والعربي عامة في فك اغلاله وقيده الذي كبله الاستغلال السياسي والاجتماعي منذ عقود طويلة بتواطئ واضح ما بين الداخل والخارج لكسر إرادته وفرض اجندتهم عليه المتوافقة مع مصالح الاحتكارات الراسمالية العالمية. الصراع سيأخذ مساره ومداه الحقيقي كحتمية تاريخية بين الشعوب ومصالحها واجندتها والانظمة وتحالفاتها. سيفرز كل طرف وسائله وادواته وطرقه وعدة عمله. ستعمل الانظمة وحلفائها الغربيين على إعادة هيكلة انظمتها وترتيبه قبل ان تفلت الامور من يدها ولكن بالوسائل البدائية وستعمل الشعوب ومنها أبناء وطننا على كسراغلاله للوصول إلى حقه في المشاركة السياسية ونيل حقوقه الاجتماعية.
نزوع الشعب السوري ينحو نحو تحولات اجتماعية عميقة يقودها قطاع واسع من المهمشين الريفيين وفقراء المدن وبيوت الصفيح والعاطلين عن العمل ومثقفين متنورين انذروا حياتهم لتأكيد الذات الوطنية والإنسانية لبلدنا.
لقد بدأ الزمن العربي, انتقال الإنسان في بلادنا من الحالة السلبية التي حشر فيها إلى البحث عن وجوده الانساني, الاعتراف به ككائن إنساني له دوره المركزي في القرارات المصيرية التي تتعلق في شؤونه وشؤون وطنه وفي تأكيد استقلال الاوطان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. صراع عميق وعظيم وراسخ في بعده العمودي والأفقي لانه عملياً قائم على نهجين مختلفين في ممارساته وأدواته: المنظومة الامنية في شبكة علاقاتها وتحالفاتها المركبة والشديدة التداخل كالزبونية والارتزاقية القائمة على تهميش القوى السياسية ومد استطالاتها في كل مكان لتفكيك العلاقات الاجتماعية المستندة على الشراكة الوطنية وتدمير الدولة كعقد اجتماعي بينها وبين مواطنيها والعودة ببلداننا إلى القرون الوسطى من حيث الخضوع للحاكم كظل الله على الارض وتحويل الناس إلى رعاية واتباع ينفذون بتلقائية ما يراد منهم كشكل من أشكال العبودية المدمرة للمجتمع والحياة وعلاقة خارجية قائمة على عزل المجتمعات العربية عن العصر لتعوم ضمن فضاء اجتماعي مفكك ومنظومة تعمل على العيش في عزلة عن محيطها العالمي
الجيل الجديد المقبل على الحياة في وطني لديه عطش للتفاعل مع العالم المعاصر ويعي مصالحه وحقه الاجتماعي في الحرية والثروة الذي هو شرط أولي لمجتمع ينحو نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية السياسية. تدفعه مسؤوليته الوطنية نحو اقامة دولة مدنية لكل ابناء الوطن الواحد.
اعتقد ان ما يحدث في وطني سوريا والبلدان العربية الأخرى وما سيحدث في المستقبل مختلف عما هو سائدة في اوروبا والولايات المتحدة التي مكنت شعوبها من المشاركة السياسية بشكل منظم ومنضبط وراضخ. شعوب تقبل ما تقدمه لها الدولة من عطاءات مقابل قيود قانونية قاسية تلجم حركتها وحريتها. لكن الحركات الاجتماعية في بلداننا لها بعد اجتماعي حقيقي لا يمكن لجمه بالقوة في عمقه وسياسي في ظاهره سيجد ارتداداته في كل اجزاء العالم من الصين والهند والباكستان او اندونيسيا إلى امريكا اللاتينية, سيدفع القطاعات المهمشة إلى تطوير ادواتها السياسية واساليب نضالها من خلال استخدامها للتكنولوجيا المعاصرة ووضعها في خدمة الصراع ضد قوى السيطرة والهيمنة المحلية والعالمية.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى صديقي
- الملك السويدي إيريك الرابع عشر
- الأرض المحرمة النهاية
- الأرض المحرمة الفصل الخامس عشر
- الأرض المحرمة الفصل الرابع عشر
- الأرض المحرمة الفصل الثالث عشر
- الأرض المحرمة الفصل الثاني عشر
- الأرض المحرمة الفصل الحادي عشر
- الأرض المحرمة الفصل العاشر
- الأرض المحرمة الفصل التاسع
- الأرض المحرمة الفصل الثامن
- الأرض المحرمة 6
- الأرض المحرمة الفصل السابع
- الأرض المحرمة الفصل السادس
- الأرض المحرمة 5
- الأرض المحرمة الفصل الخامس
- الأرض المحرمة 4
- الأرض المحرمة الفصل الثالث
- الأرض المحرمة 3
- الأرض المحرمة الفصل الثاني


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - الخروج من المأزق الوطني