أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - الصين في رواية














المزيد.....

الصين في رواية


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 21:22
المحور: الادب والفن
    



بجعات برية، رواية، بيد أنها دراما صينية بامتياز. حكاية وطن موجوع. تسلط الروائية الضوء على وطنها، عبر تناولها حياة ثلاثة نساء، واقع مجتمع متماوج، يبحث عن موقعه في هذا العالم، منذ بداية القرن العشرين، 1909 إلى العام 1978.
وصف عميق لريفه، مدنه، ناسه، دون حمولة أدبية أو خروج عن الذكريات، بيد أنه غني جداً بالوقائع والأحداث العجيبة في صين ماو تسي تونغ، والدخول في متاهات عوالم جنون السلطة.
مجتمع كبير، رزح تحت ظل استبداد طويل، حيوات الناس مكسورة، مهزومة أمام الانسداد السياسي والاجتماعي، العادات والتقاليد القديمة، المستمرة منذ زمن كونفوشيوس إلى نهاية زمن ما تسي تونغ. عن الفلاحين، الأرض، تعلقهم بالعمل، الليل بالنهار، الفقر الشديد، الأمية، الجهل، البخل الشديد، الزواج التقليدي، التراتبية الاجتماعية.
تكشف الرواية، فترة سقوط الإمبراطورية في العام 1911 وقيام الجمهورية، أسياد الحرب. توحيد الصين، عبر حزب الكومنتانغ، بقيادة شيان كاي شيك. ساعدت انتفاضة الفلاحين، جيوش هذا الحزب على تكنيس جيوش كبار الجنرالات والسيطرة على المدن الرئيسية، بوادي يانغزي.
تكتب عن الغزو الياباني لمنطقة جنجو ويشيان في العام 1932. التحالف بين الشيوعيين والكومنتانغ في العام 1937 لطردهم، ثم استسلامهم وخروجهم من الصين. ودخول الروس إلى مقاطعة جنجو في العام 1945 مع الشيوعيين والكومنتانغ، ثم الحرب الأهلية بينهم. واستيلاء الشيوعيون على سيشوان، هروب تشيان كاي شيك إلى تايون. ودخول الصين الحرب الكورية في تموز العام 1953.
ترسم الكاتبة تشانغ يونغ، الصين كلوحة سوداء اللون، بانوراما حزينة، ترزح تحت ثقل انتقالات عميقة من مرحلة إلى أخر، بالقسوة ذاتها، بحيث، تتركنا في حالة ذهول وغرابة، لمدى قدرة العادات والتقاليد، والسلطة، والواقع الاجتماعي المتخلف، القاسي على سحق حيوات الناس وأمالهم ومستقبلهم.
إنه مجتمع شرقي بامتياز، يعمل القسم الأكبر من سكانه بالأرض، فلاحين، يعتمدون في عملهم على الأدوات القديمة جدًا في الزراعة. حتى في فترة الثورة الثقافية التي بدأت العام 1965، المجاعة التي رمت بثقلها، الموت، التعذيب، تشويه الناس، اغتصاب النساء. وتؤكد الكاتبة كلامها على ذلك، أثناء تأديتها الخدمة في العام 1966 في الحرس الأحمر، مطالبتها رجل عجوز مغادرة المقهى عام/ صفحة 320:
ناشدته بصوت خافت "أرجوك، هل يمكن أن تغادر" ودون أن ينظر إلي قال:
إلى أين؟ أجبت "إلى البيت طبعاً"
إلى البيت؟ أي بيت؟ إني أشارك حفيدي غرفة صغيرة. لدي زاوية محاطة بستارة من الخيزران. للسرير فقط. لا شيء أكثر. وحين يكون الأولاد في البيت آتي إلى هنا لبعض الراحة والهدوء. لماذا يجب أن تحرميني من ذلك؟.
ولدت الكاتبة في العام 1952، وهي البنت الثالثة لأبوين شيوعيين، تزوجا في العام 1949، قاتلا في صفوف الحزب ضد الكومنتانغ.
يصبح والدها حاكم مقاطعة يي بين في العام 1952، وأمها رئيسة قسم الشؤون العامة للمنطقة الشرقية، ثم ينتقلون إلى مقاطعة سيشوان، كنائب رئيس الشؤون العامة فيها، هربًا من طلبات الأهل والمقربين، حتى لا يستغل منصبه ومكانته للمنفعة الشخصية. وقبوله بمنصب أقل شأنًا، ليبقى مخلصاً لحزبه وبلده ووطنه وقناعاته. إنه ذلك النوع، الذي يفضل أن يقف مع الهم العام، على الهم الخاص. ورفضه أي مكسب شخصي أو استغلال لمنصبه
في هذا العمل نتعرف على الصين، عالم السلطة، مركزيتها، ثقله على الناس ونزوله عليهم كالصاعقة. جغرافية الصين، الأحداث الكبرى التي وقعت في أغلب مناطقها. الثورة الثقافية التي قادها ماو تسي تونغ ضد رفاقه في الحزب، وتجريم الكثير من المخلصين لوطنهم. وتبدأ الوشايات، والدسائس بين الناس. تتحول البلاد إلى عصفورية، جنون عام، تأخذ الصالح بالطالح، ويضيع الحق بالباطل ويصعد إلى السطح، أكثر الناس انتهازية وتسلقاً وكذباً.
نكتشف في الرواية انتصار ماو الإمبراطور، الإله، على ماو الشيوعي. القبض على السلطة والمجتمع بيد من حديد، ليتحول كل شيء في تلك البلاد إلى مجرد أدوات في يديه، يحركهم كالدمى. لا يمكن لأي إنسان أن يناقش قراراته. وتلعب زوجته دوراً كبيراً في التناقضات الداخلية للسلطة بإشارات خفية منه.
في الثورة الثقافية نرى حرب الإخوة، الشيوعيين، الفوضى، الاعتقالات، التصفيات الجسدية دون محاسبة.
يعتقل أبو الكاتبة وأمها، تتشتت الأسرة، الأطفال الصغار، كل واحد يأخذ مساراً. ينهار الأب في التحقيق، يصاب بالانفصام، ويتحول إلى عبء عليهم. يحولونه إلى معسكر الاعتقال في منطقة أخرى، مين يي، وأمها إلى مكان آخر. بينما، الانتهازيون يمسكون بمقاليد الأمور.
كانت الصين تعيش داخل ستار حديدي معزول عن العالم الخارجي، لا يدخل إليها الأجانب ولا يخرج منها أحد. لم يسمحوا بأي إذاعة خارجية، تصل أخبارها إلى البلاد، ولا يعرف الإنسان الصيني ما يجري في الخارج. لا جرائد تأتي ولا تلفاز. ولم يسمحوا بأي لغة أجنبية. وهناك اعتداد بالنهج الذي خطه ماو. ودائماً كانت الكاتبة تردد:
كنا نظن أننا نعيش أجمل عصر، عصر ماو، الزمن الجميل، ونقرأ عن الطبقة العاملة المسحوقة في العالم الرأسمالي. كنا نشكر عصر ماو الرائع، بينما الطرف الأخر، محروم من هذه النعمة.
لقد منحت السلطة، لليافعين، الحرس الأحمر، سلطة واسعة جدًا. إحدى الشعارات "نستطيع أن نصعد إلى السماء ونشق الأرض، لأن قائدنا العظيم هو الرئيس ماو"
بعد موت وزير الدفاع لين بياو، تخف قبضة السلطة، وانحسار قوة الطبقة العسكرية التي كان يتكئ عليها ماو، بيد أن الانفراج الأكبر كان بموت ما ووصول دينغ شياو بينغ إلى قمة



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والنهج الأمريكي الجديد
- قراءة ثانية في رواية ألف شمس مشرقة
- الثورة حدث فاصل في التاريخ
- رقص رقص رقص
- المظلومية والمجتمع الرعوي
- عوالم تركية لقيطة استانبول
- العولمة وإدارة الفوضى..!
- ألف شمس مشرقة
- آلموت فلاديمير بارتول
- الديمقراطية السياسية
- رواية قبلة يهوذا
- محنة اليسار
- قراءة في رواية سيرة الانتهاك
- الاغتراب في رواية
- النظام الدولي بعد الحرب الكبرى
- حكاية حنا يعقوب
- الحرب الأهلية في رواية ذهب مع الريح
- في مقر منظمة العفو الدولية
- خبايا العولمة
- جيلبريت سينويه وابن سينا


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - الصين في رواية