أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها














المزيد.....

السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


في السنوات الاخيرة، بدأت السينما الفنلندية تسجل حضورا لافتاً، في المسابقات السينمائية وتحصد العديد من الجوائز المهمة، وتحظى باهتمام المشاهدين خارج فنلندا، ذلك البلد الصغير، المرمي على حافة القطب الشمالي. النجاحات في السينما الفنلندية، ترافقت مع بروز العديد من المخرجين الشباب الذين صاروا محطات مهمة في عالم السينما الفنلندية، ربما من اشهر هذه الاسماء المخرج المتجدد اكي كاورسماكي (مواليد 1957)، الذي حصد الجائزة الذهبية لمهرجان كان عام 2002. في مهرجان القاهرة السينمائي الاخير الذي ختم اعماله في 10/12/2005، برز اسم المخرج كلاوس هارو الذي نال فيلمه «ام لي» اضافة الى جائزة الهرم الذهبي، جائزتي افضل مخرج وافضل ممثلة. المخرج كلاوس هارو من مواليد 1971، وهو الولد الوحيد لعائلة فنلندية ـ سويدية من مدينة بورفو، الواقعة جنوب البلاد. وهي مدينة ساحلية، تاريخية وسياحية. عرف كلاوس هارو مخرجا للعديد من الافلام الوثائقية التي حظيت باهتمام المشاهدين والنقاد، وكان اولها عام 1993 عن عيد يوحنا المعمدان، ثم حظي فيلمه الوثائقي «الاضافيون» عام 2003 باهتمام بارز، وتوالت اعماله الوثائقية ولفت الانتباه اليه بجرأته في اختيار مواضيعه واسلوبه. في لقاءاته الصحافية تحدث كلاوس هارو عن رغبته الاولى في ايام مراهقته بأن يكون ممثلا، لكن اعمال المخرج الاميركي ستيفن سبيلبيرغ، خصوصا فيلم E.Tتركت تأثيرا عليه وشجعته على ان يدرس الاخراج السينمائي في جامعة هلسنكي.

اول افلامه الطويلة كان «ايليناـ لو لم اكن موجودة»، اخرجه عام 2003، وحصد عدة جوائز عالمية، ورشح الفيلم في نفس العام لجائزة الاوسكار للافلام الاجنبية. الفيلم يحكي قصة طفلة فنلندية في التاسعة، خمسينات القرن الماضي، في شمال السويد، تعاني من مشاكل مع معلمتها التي لا تسمح لها بالحديث بلغتها الأم، واثناء المواجهة تهرب الطفلة الى عالم الحلم وتلتقي ابيها المتوفى. يصف المخرج فيلمه بأنه يدور حول الدفاع عن الاشياء الصحيحة في الحياة ومواجهتها حتى لو كلف ذلك الانسان الكثير من المشاكل .

نالت عوالم الاطفال اهتماما في اعمال المخرج، فإذا كان فيلم «ايلينا» جاء باقتراح من كتاب قرأته زوجته، فإن نجاحه جعل المخرج يبحث في الكتب عن قصص مناسبة لافلامه، وعثر على رواية «افضل الامهات» التي هي سيرة الكاتب الفنلندي هيكي هيتاميّس، الذي كان واحدا من 80 الف طفل فنلندي، نقلتهم سفن الصيد الى السويد والدنمارك والنرويج، خلال سنوات الحرب العالمية الثانية ، كواحدة من اكبر عمليات نقل الاطفال إلى البلدان الامنة البعيدة عن ساحات الحرب لانقاذهم، وخصوصا في السويد. حصلت ايامها حركة مدنية شعبية، وتطوعت مئات العائلات لايواء الاطفال بدون مقابل. ولكن بعد نهاية الحرب ظهرت مشاكل بالغة الصعوبة لاعادة تأهيل الاطفال من اجل عودتهم الى موطنهم الاصلي والاندماج، ومنهم من لم يعد أساساً، حيث ان 15 الف طفل فنلندي بقوا في السويد، وخمسمئة طفل بقوا في الدنمارك. وفي لقاء صحافي بعد صدور كتابه، يقول الكاتب هيكي هيتاميّس: «قبل 60 سنة وجدت ممرضة تعلق على رقبتي لوحاً كرتونياً سجلت فيه اسمي وعمري وكنت صبيا في العاشرة، وعليه ارقام من مكتب التسجيل واسم وعنوان البيت الذي سيستقبلني في السويد، ووضعتني على ظهر مركب الصيد بدون اي امتعة الى جانب 600 طفل اخر، وحتى لا نبكي وعدونا بأننا سنحصل على المزيد من النقانق ودراجات هوائية». الكتاب صدر في هلسنكي عام 1992، وفيه يتحدث الكاتب عن تجربته واقرانه الذين نقلوا معه. ام اولى تركها في الوطن الام، وام ثانية ترعاه وتربيه، وبالتالي نجد اطفال الفيلم يعيشون ضياعا هائلا. ولاهمية الموضوع للمجتمع السويدي والفنلندي، توجه المخرج لايجاد دعم منتجين من الدولتين، ونجح في ذلك، حيث رأى المنتجون ان مشكلة اطفال الحرب وهمومهم، لا تخص الفنلنديين والسويديين بل العالم كله. واسند المخرج الادوار الى ممثلين معروفين من فنلندا والسويد، بينهم النجمة السويدية المعروفة ماريا لوندغفست والنجم السويدي ميشيل نوغفست، بينما كان بقية الطاقم من الممثلين الفنلنديين منهم الطفل توبي ميانيمي الذي نجح في الاختبارات التي اعدها المخرج للعديد من الاطفال المرشحين لاداء الدور، وهو اول عمل له في السينما، والممثلة ماريانا مايلا التي حصلت في مهرجان القاهرة السينمائي على جائزة افضل ممثلة. في الفيلم الفنلندي، الذي خطف الاضواء في القاهرة، نرى افراد اسرة سويدية سبق لهم ان فقدوا طفلتهم الوحيدة، وتبنوا احد اطفال الحرب الفنلنديين. النقاد اعتبروا ان الفيلم يحكي قصة البحث عن معنى الامومة والحب العائلي بشكل كلاسيكي، وانه يحمل الكثير من الشحنات العاطفية التي تستدر الدموع، واشادوا بالطريقة التي رصد فيها الفيلم نمو العلاقة بين الطفل وأسرته الجديدة. وشاهد الفنلنديون الفيلم خلال أعياد الميلاد هذا العام، ولاقى اقبالا شديدا من جمهور يعتز بتـاريخه ونجاحات فنانيه ويشجعها ويدعمها.





#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق عائلية 3 : أنا وزوجتي والكلاب
- هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟
- من هو المتهم الاول ؟
- على طريق الانتخابات : في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي الع ...
- هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟
- شماعة البعث هل ستنقذ السيد بيان جبر صولاغ ؟
- أخيرا يا ابناء شعبي ...!
- حنون مجيد ينسج شخصية روايته من ملامح صدام حسين
- - من يستفيد من ذلك ؟-
- الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني خطوة انتظرناها طويلا
- حيث لا ينبت النّخيل جديد الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد
- رجل داهمه المطر !
- قصة ملف
- أيزيدية زهير كاظم عبود
- ماذا لو مات الشيخ ابو مصعب الزرقاوي ؟
- رحيل القائد الشيوعي اليوناني المخضرم هاريلوس فلوراكيس
- نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟
- من المسؤول عن تصاعد وتيرة العمليات الأرهابية ؟
- تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟
- بين الديكتاتورية والمطر وهموم المواطن !


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها