أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - أخيرا يا ابناء شعبي ...!














المزيد.....

أخيرا يا ابناء شعبي ...!


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اخيرا جلس جلاد الشعب العراقي ، الطاغية المجرم صدام حسين ، في قفص الاتهام .
تركت عملي ، والغيت كل مواعيدي خصيصا لاكون امام شاشة التلفزيون ، لاحظى بمشاهدة هذه اللحظة التاريخية ، التي لن تنسى في حياة اي عراقي . مع بدأ دخول المتهمين قاعة المحكمة العراقية ، التي شكلت بقانون عراقي صادر عن الجمعية الوطنية العراقية ، وجدت نفسي اقف على قدمي واقترب من شاشة التلفزيون وكاني اود الخول فيها . ومع دخول المجرم صدام حسين قاعة المحكة ودخوله قفص الاتهام ، حتى وجدتني اجهش بالبكاء من شدة فرحي ، بكيت بحرقة فرحا لان واحدة من اغلى امنياتي كمواطن عراقي تحققت اخيرا ووقف صدام في قفص الاتهام . لا اريد هنا التعليق على صلافة وبهلوانيات المجرم صدام حسين التي عرف فيها وتوقعها ابناء الشعب العراقي منه من اجل الاستهانة بالمحكمة واستغلال قاعتها للدعاية لنفسه والظهور بمظهر البطل المغدور ، ولا اريد مناقشة الذين يشككون بشرعية وعراقية المحكمة ، ولا الرد على ديماغوجية ازلام النظام ، بمختلف لبوسهم ومحاولاتهم التي بدأت للمتاجرة بكلمات صلفة نطقها المجرم وتحويله الى رمز لبطل قومي .
وبغض النظرعن سير المحاكمة ، ونتائجها ، والحكم الذي سيصدره القضاء العراقي ، بحق المجرم صدام وازلام نظامه ، عن جرائمهم التي ارتكبوها ضد ابناء شعبنا العراقي ، سواء في جريمة مدينة الدجيل ، او في حلبجة وغيرها ، فجرائم هذا النظام ورموزه لا تعد ضد ابناء شعبنا والانسانية ، وكفاه ان صار يحمل لقب " نظام المقابر الجماعية " . هنا ، في هذه السطور ، اريد تهنئة كل عوائل الشهداء والضحايا وذويهم ، اريد تهنئة كل أم ثكلى وكل زوجة مظلومة ، وكل ابن يتيم . اريد تحية الشهداء ممن حلموا وعملوا وقدموا حياتهم من اجل هذا اليوم . اريد تحية اصدقائي الشهداء ممن حلمنا معا بهذا اليوم . فهاهو المجرم ذليلا في قفص الاتهام ، وينادونه بتلك العبارة التي طالما تمنيت سماعها : المتهم صدام حسين !
كتبت وتحدثت في وسائل الاعلام المختلفة كذا مرة عن موضوع محاكمة صدام حسين . ايام هروبه واختفاءه والبحث عنه . قبيل اعتقال الطاغية في جحره الفضيحة ، كتبت ضد قتله ، وتمنيت القاء القبض عليه حيا ، لنراه ذليلا في قفص الاتهام في محكمة عراقية ليشهد مصيره كمجرم . وبعد القاء القبض على المجرم صدام كنت قلقا على ان يقوم اعوانه بتدبير عملية لاغتياله ليبدو شهيدا بطلا .
وها نحن الان امام واحدة من نتائج نضالات الشعب العراقي ، الا وهي تقديم جلادي الشعب الى عدالة القانون لينالوا جزائهم العادل ، وليموتوا مجرمين ويأخذوا مكانهم المناسب في صفحات التاريخ . المحكمة العراقية ، التي ستظهر للعالم امكانية هذا الشعب لتسجيل الماثر ، ليس في ابتكار العجلة ، وكتابة اول قانون في العالم ، واختراع ابجدية الكتابة ، و... ، و ... ، بل وانتخاب اول رئيس جمهورية كوردي ، ومحاكمة اول رئيس جمهورية طاغية .
ما تبقى ان اقوله هو امنيتي بأن تتحول محاكمة صدام الى محاكمة للفكر الذي انجب ظاهرة صدام حسين ، الا وهو الفكر القومانجي ، الشوفيني ، الفاشي ، الذي لا يؤمن بحقوق القوميات والطوائف ، وقاد هذا الفكر نظام ديكتاتوري ولد وجاء من داخل مؤسساته القومية فرد قائد تبوأ اعلى المناصب ، وكان قائدا دمويا حمل اسم صدام حسين ، وربما كان يمكن ووفقا لطبيعة الصراعات والتوازنات داخل حزب البعث العربي الاشتراكي الفاشي ، ان يكون المجرم صالح مهدي عماش او المجرم ناظم كزار او اي من الاسماء المجرمة التي كان يمكن ان تتولى المراكز الاولى وتسعى لتنفيذ سياسات هذا الفكر القومانجي الشوفيني ، وان بطريقة واساليب مختلفة . الشعب العراقي يحاجة لمقاومة هذا الفكر الشمولي ، الذي يلغي التعددية وحقوق الانسان ، وامكانية تشييد مجتمع مدني ، يعيش فيه الانسان العراقي وفق قوانين دستورية لا تسمح لاحد بالتجاوز على حرياته وكرامته وحقوقه ، وتضمن الامن والسلام والسعادة لاطفاله والاجيال القادمة . الشعب العراقي بحاجة الى وقف امكانية ان يلد هذا الفكر الفاشي نظاما مشابها او قائدا مماثلا يذيق اجيالنا الموت كل يوم ، وان يكون بامكان اجيالنا القادمة ان تعيش بامان في عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد .



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنون مجيد ينسج شخصية روايته من ملامح صدام حسين
- - من يستفيد من ذلك ؟-
- الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني خطوة انتظرناها طويلا
- حيث لا ينبت النّخيل جديد الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد
- رجل داهمه المطر !
- قصة ملف
- أيزيدية زهير كاظم عبود
- ماذا لو مات الشيخ ابو مصعب الزرقاوي ؟
- رحيل القائد الشيوعي اليوناني المخضرم هاريلوس فلوراكيس
- نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟
- من المسؤول عن تصاعد وتيرة العمليات الأرهابية ؟
- تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟
- بين الديكتاتورية والمطر وهموم المواطن !
- في ذكرى مجزرة حلبجة: شهادة شادمان علي فتاح ــ كنتُ هنــاك !
- ماذا سنقول لـ ليلى ؟
- هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟
- رحيل مبكر !
- بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات ...
- النائمون !
- عابرو الشطوط !


المزيد.....




- بعد 12 يوما من الحرب بين إسرائيل وإيران.. من المنتصر؟
- ويتكوف يعلق على تسريب التقييم الاستخباراتي السري لحالة المنش ...
- مقتل 7 جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة
- هل دمرت الضربات الأمريكية المواقع النووية في إيران؟ ترامب يؤ ...
- اكتشاف نوع جديد من القوارض في البيرو يؤكد تنوع جبال الأنديز ...
- الجيش الإسرائيلي.. حديث عن إخفاق في غزة وإنجاز بإيران
- شاهد.. سرايا القدس تقنص جنديا إسرائيليا شرقي الشجاعية
- مسلم يفوز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك
- أردوغان يرحب بهدنة إيران وإسرائيل ويدعو إلى -حوار وثيق- مع ت ...
- الكونغرس يجهض تحركا لعزل ترامب بسبب ضرب إيران


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - أخيرا يا ابناء شعبي ...!