أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات على جرائم النظام المقبور














المزيد.....

بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات على جرائم النظام المقبور


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1007 - 2004 / 11 / 4 - 10:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مثل باقي القوميات الاخرى، التي تقطن العراق، عانت القومية الكردية، الكثير من التعسف والقهر والحرمان من حقوقهم، والتهجير والابادة الجماعية، وذلك في ظل حكومة حزب البعث العراقي ، التي وثبت الى السلطة في 17 تموز 1968، بانقلاب عسكري بتدبير من دوائر خارجية، وبزت كل العهود السابقة في محاولتها لصهر القومية الكردية وإبادتها. قاوم الشعب الكردي وبإباء وبطولة كل الأعمال العسكرية العدوانية التي قامت بها الحكومات الشوفينية، وذلك في الأعوام 1961، 1963، 1964، 1970، وعانت منطقة كردستان من سياسة التبعيث القسرية، وسياسة الصهر القومي التي اتبعتها حكومة الحزب العفلقي ووصلت ذروتها في شن الحملات العسكرية ضد سكان القرى المسالمين خاصة بعد تنامي المقاومة المسلحة للشعب الكردي وتشكيل فصائل الأنصار (البيشمه ركه) من مختلف القوى السياسية العراقية الوطنية المعارضة لسياسات النظام الديكتاتوري . زاد النظام الديكتاتوري المقبور من بشاعة وهمجية التعامل مع السكان الاكراد العزل باستخدام اسلحة الدمار الشامل، وذلك مع تنامي همجية ووحشية النظام وقادته المجرمين. فبعد ثمان سنوات من الحرب الدامية التي زج بها نظام المجرم، صدام حسين الديكتاتوري شعبنا مع الجارة ايران، وبعد اكثر من مليون قتيل، وخسائر لا تقل عن 400 مليار دولار حسب اغلب الاحصاءات العالمية، وما ان سكتت اصوات المدافع عنها، وبمباركة من العديد الانظمة العربية والقوى السياسية التي كانت ترى في رأس النظام بطلها القومي، وبعد اعلان ايران في 8 آب 1988 موافقتها رسميا على قرار مجلس الامن الدولي رقم 589 وحددت يوم 20 آب 1988 موعدا لوقف اطلاق النار، حتى وجدها المهيب المزيف صدام حسين وزمرته الديكتاتورية فرصة سانحة ليوسع نطاق حربه الداخلية والتي لم تتوقف يوما، بل كان يحجبها ضجيج الحرب مع ايران، لينفذ انتقامه الاخير كما يظن من"... مثيري القلاقل والشغب ولتصفية الحساب النهائي مع المخربين” - كما تردد بيانات إعلامه -، “مثيري الشغب" الذين اقضوا مضجعه بنشاطاتهم الانصارية السياسية والعسكرية. في 16/3/1988، هاجم الطيران الحربي للنظام الديكتاتوري المدينة الصغيرة، مدينة حلبجة، الوادعة، الجميلة، مستخدما الغازات السامة ومادة السيانيد، مما سبب وفاة اكثر من خمسة آلاف مواطن، واصابة وجرح آلافا آخرين من الاطفال والشيوخ والنساء وهرب بقية سكان المدينة. وجه النظام المقبور المزيد من قطاعاته العسكرية الى منطقة كردستان لان وحداته العسكرية والامنية العاملة هناك، وخصوصا في مناطق السليمانية واربيل، واجهت مقاومة أنصارية وشعبية ضارية للحملات العسكرية المتعاقبة في سياق تصعيد الحرب الشوفينية ضد الشعب الكردي، والتي كانت قد بدأت بشكل محموم وواسع مع بدء عام 1987 في اسلوب ديماغوجي يعكس طبيعة النظام، اعطت الحكومة الفاشية لهذه الحملات العسكري اسم (الانفال)، وهو اسم ديني ورد في القرآن الكريم، وكان المسلمون الاوائل قد استخدموه في تسمية حروبهم مع اعداء الاسلام. في 28 آب 1988، وبعد استعدادات مكثفة، وفي تصعيد جديد لانفاله، وحملات الإبادة، السيئة الصيت، بدأت قوات مكونة من عشرات الالوف من قوات الافواج الخفيفة من المرتزقة (الجحوش)، وثلاثة فيالق عسكرية من الجيش العراقي مدججة بمختلف انواع الاسلحة الحديثة وفي مقدمتها الاسلحة الكيمياوية، بدأت عملياتها العسكرية الواسعة، واجتاحت كل القرى التابعة لاقضية زاخو والعمادية (محافظة دهوك) والشيخان وعقرة (محافظة الموصل) ومناطق واسعة من محافظتي السليمانية واربيل. دمرت حملات الابادة الشوفينية كل مظاهر الحياة بنسفها واحراقها للقرى والبساتين والينابيع وباستخدام البشع للاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا. وخلال اسابيع حصد الديكتاتور صدام "نصرا" باهرا في حربه ضد الشيوخ والاطفال والنساء العزل، حيث دمر اكثر من أربعة آلاف قرية ومدينة، واجبر غالبية سكانها على السكن في معسكرات جماعية، وكان هناك الآلاف من القتلى الجرحى والاسرى، ووسط همجية ووحشية النظام الفاشي لم يجد اكثر من مئة ألف مواطن، ومن اجل الحفاظ على حياتهم سوى الاضطرار الى ترك قراهم وممتلكاتهم، واللجوء الى تركيا وايران. استمرت حملة الابادة اسابيع عديدة، شهد فيها الشعب الكردي مأساة مروعة تضاف الى سجل "بطولات" الجنرال المزيف، في حربه الشوفينية لابادة الشعب الكردي ولتصفية الحساب مع قوات الانصار الباسلة، التي وفي ظل عدم توازن القوى، انسحبت مضطرة الى مواقع خلفية، بعد ان خاضت فصائل منها معارك بطولية عديدة غير متكافئة. استمرت حملات الانفال اسابيع ثقيلة شهد فيها كل مواطن كردي مأساته الخاصة ومأساة شعبه، في صور واحداث تبدو قريبة الى اجواء الاساطير وخرافات ما قبل التاريخ فيما لو جمعت كلها وقدمت للرأي العام. في حملات الانفال الاجرامية ضاع مصير 182 ألف مواطن كردي، من اطفال ونساء وشيوخ، يدخل في قوامهم عوائل بأكملها، ابادهم النظام ودفنوا في مقابر جماعية عديدة، في مناطق متفرقة، وظل النظام المقبور ولفترة طويلة ينكر مصيرهم، وامام تزايد نشاط منظمات حقوق الانسان وقوى المعارضة العراقية والطلب بالكشف عن مصير ضحايا حملات الانفال، قال المجرم (علي كيمياوي) مستهزئا بانهم كانوا فقط مائة ألف!. وها هم ابناء الشعب العراقي، وهم يكتشفون المقابر الجماعية، للعراقيين من عرب وأكراد وغيرهم، والتي صارت تمتد على طول جغرافية العراق، يكتشفون من ضمنها مقابرا لضحايا هذه الحملة الاجرامية، لتكون شاهد اثبات حين يواجه المجرمين وأذنابهم ومرتزقتهم، حكم العدالة امام المحاكم المختصة التي ستشكلها الحكومة الوطنية في عراق ديمقراطي، إذ لا يمكن ترك هذه الجرائم تمر دون ان ينال مرتكبيها الجزاء العادل.



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائمون !
- عابرو الشطوط !
- المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...
- - طالبان- في العراق !!
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن ...
- كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
- العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
- جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
- في النهاية تبين انه : راتّي !!
- خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
- حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!


المزيد.....




- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات على جرائم النظام المقبور