أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإنجازات والتضحيات















المزيد.....

في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإنجازات والتضحيات


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر هذه الأيام ، ذكرى صدور أول صحيفة شيوعية عراقية ، إلا وهي صحيفة " كفاح الشعب " ، التي صدرت أواخر تموز 1935 ، لتكون أول صحيفة عراقية تصدر سرا ، وتفتح السجل النضالي الحافل لصحافة الحزب الشيوعي العراقي ، التي رافقت مسيرته النضالية المجيدة ، ولعبت دورا نضاليا بارزا من سعادة الشعب وحرية الوطن . لم يكن إصدار " كفاح الشعب " ، سوى تعبيرا عن حاجة الحزب الشيوعي العراقي ، حديث الولادة ، لصحيفة مركزية ناطقة بأسمه لتنشر أفكاره وسياسته وبرامجه ، وليكسر احتكار الأفكار ونشر المعلومات الذي تقوم به الصحافة الرسمية الحكومية المرتهنة سياساتها بعجلة الاستعمار والاحتكار ، والتي تظلل جماهير الشعب بأفكارها الرجعية والعميلة . ويأتي إصدار " كفاح الشعب " انطلاقا من المبدأ اللينيني الذي يؤمن بأن " الصحيفة ليست فقط داعية جماعي ومحرض جماعي ، بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي " (1) ، وهكذا وبالرغم من كون أعضاء الحزب وأصدقاءه وبعض أعضاء قيادته كانوا ينشرون مقالاتهم في العديد من الصحف الوطنية ، وأحيانا بأ سماء مستعارة ، إلا ان إصدار صحيفة مركزية ناطقة باسم الحزب صار من المهام الأساسية لقيادة الحزب الشيوعي العراقي انذاك ، والذي تطلب إصدارها تذليل كم هائل من الصعوبات الفنية ، من أيجاد المطبعة ، وشراءها ، ثم أيجاد المكان ، وثم العاملين المؤهلين ، كل هذا وفق متطلبات العمل السري الذي يتطلب شدة اليقظة والحذر . وجاء صدور " كفاح الشعب " السرية حدثا فريدا في تاريخ الصحافة العراقية لانها خرقت الأعراف التقليدية وتحدت ضرورة الحصول على إجازة لإصدار صحيفة ، وأرست تقاليد عمل جديدة في تاريخ الصحافة العراقية . ولعبت صحافة الحزب الشيوعي العراقي دورا مؤثرا وأساسيا في كشف وفضح سياسات الحكومات العميلة المرتبطة بسياسة الاستعمار وقوى الاحتكار وحملت تطلعات أمال جماهير الكادحين . وتوالى بعد " كفاح الشعب " صدور العديد من الصحف السرية والعلنية ، وذلك ارتباطا بالظروف النضالية والسياسية التي عاشها الحزب . ففي مطلع أربعينات القرن الماضي صدرت صحيفة "الشرارة " ، وبعد ان استولى مجموعة من المنشقين على مطبعة صحيفة " الشرارة " السرية ، اصدر الحزب صحيفة " القاعدة " بشكل سري في كانون الثاني عام 1943. وفي ظل تلك الظروف النضالية الصعبة تمكن الحزب من إصدار صحيفة " العصبة " بشكل علني عام 1946 ناطقة باسم (عصبة مكافحة الصهيونية في العراق) ، ثم اصدر "الأساس " علنية أيضا عام 1948 . كانت صحافة الحزب السرية والعلنية تواصل نضالها في نشر الوعي الوطني والكفاح ضد الأفكار النازية والشوفينية وتطالب بالحريات الديمقراطية بما في ذلك حرية الصحافة والتنظيم وتنادي بحقوق الشعب الكوردي وباقي الاقليات القومية . وفي منتصف 1956 ، وبشكل سري اصدر الحزب صحيفته ذائعة الصيت " اتحاد الشعب " ، والتي استمرت تصدر سرا لفترة عامين ونصف ، ولعبت دورا نضاليا بارزا في نضال الشعب العراقي ، وفي قيادة معركته الفاصلة تحت راية جبهة الاتحاد الوطني ، حيث تكلل نضال الشعب العراقي بانطلاقة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، وحيث استطاعت " اتحاد الشعب " بعد الثورة ان تصدر بشكل علني في 25 كانون الثاني 1959 ، ولكن لفترة من الزمن . ومع إغلاقها في آب 1961 عاودت لتصدر سرا تحت اسم " طريق الشعب " وذلك ابتداء من نهاية عام 1961. ومن الجدير بالذكر انه بعد انطلاق ثورة 14 تموز ، وفي الأول من أيار 1959، وبشكل علني صدرت صحيفة ئازادي " الحرية " ، صحيفة الحزب الشيوعي العراقي الناطقة باللغة الكردية ، والتي صدرت لاول مرة بشكل سري في شهر نيسان 1944 ، لتكون أول صحيفة كردية سياسية تصدر سرا ، وجاء صدورها انطلاقا من سياسة الحزب الشيوعي العراقي ومبادئه التي تؤمن بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي وتناضل من اجل إبراز تأريخه وخصائصه القومية . وفي 16 أيلول 1973 صدرت " طريق الشعب " علنا ، لكنها سرعان ما عادوت للصدور سرا في ظل ظروف حكم العراق من قبل النظام الديكتاتوري المقبور . وطوال كل سني نضالهم المجيد ومنذ تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، ساهم الشيوعيين العراقيين في صدور العديد من الصحف العراقية الوطنية ، الديمقراطية اليسارية ، والتي صدرت لفترات قصيرة وتوقفت ، وكانوا أيضا ينشرون مقالاتهم في الصحف الوطنية مستثمرين أي فرصة وظروف ملائمة للنشر . وطوال سني مسيرة النضال ، كانت صحافة الحزب الشيوعي العراقي ، السرية والعلنية ، ميدانا للنضال من اجل حقوق الجماهير والأفكار التقدمية النيرة ، وكانت مدرسة لأجيال من الصحفيين والمثقفين العراقيين ، الذين على صفحاتها تعلموا وشقوا طريقهم إلى ميدان العمل في الصحافة والأدب. وقدمت صحافة الحزب الشيوعي العراقي ، خلال مسيرتها النضالية الحافلة بالأمجاد من اجل مستقبل افضل لابناء شعبنا ، كوكبة خالدة من الشهداء من المناضلين والصحفيين ، نستذكر منهم الشهداء محمد الشبيبي ، عبد الرحيم شريف ، محمد حسين أبو العيس ، جمال الحيدري ، نافع يونس ، عبد الجبار وهبي( أبو سعيد ) ، عدنان البراك ، ولا ننس الفقيد زكي خيري وشمران الياسري وعامر عبدالله وغيرهم كثيرين ممن يطول تعداد أسمائهم . لم تكن صحافة الحزب الشيوعي العراقي طيلة سنوات نضالها مجرد صوتا لإيصال سياسة الحزب وبرامجه ، بل كانت ميدانا لنشر الفكر التقدمي في مختلف جوانب الحياة . كانت صحافة الحزب الشيوعي العراقي أمينة للمبادئ اللينينية في العمل الصحفي ، حيث كتب لينين " لابد لنا ان نشرع بالعمل بانتظام لخلق صحافة لا تسلي وتخدع الشعب بالتوافه والإثارة السياسية ، بل تخضع قضايا الحياة اليومية الاقتصادية لحكم الشعب وتساعد على الدراسة الجادة لهذه القضايا " (2) . وكانت جماهير الشعب تقرأ في صحافة الحزب الشيوعي العراقي آمالها وطموحاتها وهمومها ، ولهذا كان انتظام صدور صحافة الحزب يشكل معنى كبيرا لدى جماهير الكادحين وأعضاء وأصدقاء الحزب ، ولهذا السبب كانت صحافة الحزب السرية في فترات نضالية عديدة توزع أعدادا اكثر من الصحف العلنية الرسمية . وفي ظل الظروف الجديدة ، بعد زوال النظام الديكتاتوري الشوفيني ، يواصل الشيوعيون العراقيون نضالهم أمينين لمبادئهم وتضحيات رواد الصحافة الشيوعية في العراق ، ومن اجل ان تكون صحافة الحزب ميدانا للأفكار التقدمية ، ومعبرة عن هموم جماهير الشعب الكادح وطموحاته وأماله ، وقريبة الى نبض الكادحين ، وتنادي ببناء عراق ديمقراطي جديد ، فيدرالي ، تعددي ، ينعم فيه المواطن بحياة حرة كريمة تحت ظل القانون ، بعيدا عن اي فكر تعسفي ظلامي ، يصادر حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة الآمنة .

هوامش
1 ـ لينين ـ بم نبدأ ، الأعمال الكاملة
2 ـ لينين ـ عن الصحافة ، الاعمال الكاملة



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
- العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
- جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
- في النهاية تبين انه : راتّي !!
- خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
- حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
- من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟
- علامة استفهام كبيرة : من يقف خلف اغتيال الكفاءات العراقية؟
- أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟
- وهم الزرقاوي !!
- الأعسم والزمان ، من خسر الآخر؟
- لماذا يا فضائية الشرقية ؟
- كييت زه لام ؟
- يا حسرتنا يا طالب غالي !
- قتلة قاسم عبد الأمير عجام على الشاشة !
- سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !
- الأوراق العراقية في فنلندا
- في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي ...
- بطاقات لعيد 31 آذار
- وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو ...


المزيد.....




- -تنمر وخيانة-.. المتحدث باسم خارجية إيران عن الضربات الأمريك ...
- من فوردو إلى أصفهان.. إليكم تسلسل هجوم أمريكا الزمني على منش ...
- الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة ...
- هل -انتهى- البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟
- هل تم استهداف محطة بوشهر النووية جنوب إيران؟
- مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي : -دمّرنا البرنامج النووي ا ...
- ضربات إيرانية متواصلة على إسرائيل تحدث اضرارا بمواقع مختلفة ...
- مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
- ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟
- إيران تمتص أثر الضربة الأميركية وتخفي طبيعة ردها القادم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإنجازات والتضحيات