|
قتلة قاسم عبد الأمير عجام على الشاشة !
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 845 - 2004 / 5 / 26 - 05:10
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
هل هي مصادفة ، ان من أول المواد الدرامية التي تقدمها الفضائية الشرقية ( البعض يسميها : البوابة الشرقية !!) هو مسلسل بوليسي عن العصابات المنظمة في العراق ، علما ان المسلسل من إنتاج الأيام السوداء في زمن النظام المقبور، وفيه يظهر أفراد العصابات يسرحون ويمرحون بثقة عالية جدا ؟ لست أود هنا مناقشة المسلسل الدرامي المفبرك الأحداث والهابط فنيا ، ولكني أود القول ان الفضائية الشرقية ، وبالرغم كل ما يقال عن أصحابها ومشروعها ، فانها عملت حسنا وقدمت لنا صورة وان كانت مهلهلة ، يمكن اعتبارها وبشكل ما نموذج وثيقة عن حال العراق في عهد البعث المقبور. نعم ، فالعراق وبفضل سياسات النظام المقبور كان مسرحا للجريمة المنظمة ، وما المسلسل المذكور إلا صورة تخيلية بسيطة عن واقع العصابات الصغيرة التي يلتحق بها ناس ضالين باحثين عن النفوذ و الثراء السريع ، فالعصابة الكبيرة والأساسية هي طغمة النظام الديكتاتوري المقبور الذي ولعقود طويلة حول شعبنا الى رهينة مارس معها سائر أنواع الإذلال والبطش والابتزاز ، هذه الطغمة المجرمة التي أورثت وطننا كل هذا الخراب والدمار ومنها طوابير اللصوص والمجرمين . الأيام الأخيرة ، وإذ ألزمتني متاعب الكلية الفراش وقادتني بين المختبرات والأطباء ، أبعدتني عن عملي وشاشة الكومبيوتر فتركت لزوجتي خيار ان ان تختار لي وتطبع بعض مما يجود به علينا الجهاز السحري من المقالات الصحفية . فكان ان وصل اليّ مقال رائع للصديق الشاعر فاضل السلطاني ( جريدة الشرق الأوسط اللندنية عدد 23 أيار 2004 ) ، بعنوان (اغتيال مثقف) عن الاغتيال الغادر لفقيد الثقافة العراقية الناقد العراقي قاسم عبد الأمير عجام ، وتحقيق بقلم الشاعر زهير الدجيلي عن الشرطة العراقية (القبس الكويتية عدد 23 أيار 2004 ) وتحت عنوان يثير الخوف (الشرطة العراقية حاميها حراميها ) . اذا ربطنا بين المقال والتحقيق والوضع الأمني المنفلت في العراق ، نجد ان ما تعرضه فضائية الشرقية هو أيضا صورة عما يجري ألان من انتشار الجريمة المنظمة وعصابات النهب والسلب ، وان تغيرت تفاصيل الصورة والذي يعود جانب مما يجري فيها إلى ما ورثناه من النظام المقبور. وسنرى ان ما يقال عن واقع جهاز الشرطة العراقية الحالي ، وبالرغم من جهود المخلصين من أبناء الوطن لبناءه على أسس جديدة ، يثير الرعب والخوف من تفاقم الأمور وانفلاتها ، فجهاز الشرطة الحالي ولعدة أسباب ، تتحمل قوات الاحتلال جزءا كبيرا منها ، يعاني من ضعف كبير و مريع . فلعوامل عديدة ، تعرض اليها الزميل زهير الدجيلي في تقريره بالتفصيل ، ومن أهمها مخلفات الماضي وانتشار الفساد وتسلل أعداد كبيرة من المجرمين والمشبوهين من فلول النظام المقبور إلى الجهاز ، والأخطر من هذا كله ما ورد على لسان مسؤول في الشرطة العراقية فضل الزميل زهير الدجيلي عدم ذكر اسمه لدواع أمنية خوفا من تعرضه للانتقام ، تحدث عن غياب وحدة الولاء حيث ان " بعض تشكيلات الشرطة ترفض الاشتباك أو التوجه لمحاربة أقارب أو أفراد عشائر ينتمي اليها أفراد الشرطة أنفسهم " وأيضا " وغالبا ما يميل أفراد الشرطة الى الميليشيات التي ينتمون إليها حزبيا أو طائفيا " . هنا سنرى اننا نعيش أياما حالكة ربما تشبه تلك الأيام الحالكة التي عاشتها روسيا لفترة بعد انهيار دولة الاتحاد السوفياتي ، وان اختلفت أسباب انهيار الدولة هنا وهناك ، حيث خرج وزير الداخلية الروسي يوما عام 1993 ليدلي بتصريحات خطيرة كان إحداها يقول ما معناه " ان معدل الجريمة المرتكب من قبل أو مساعدة قوات الشرطة لو سار بنفس نسبة الزيادة فان المجتمع الروسي مقبل على أيام يكون له فيها اكبر عصابة منظمة ترتدي زي رجال الشرطة " ! هل العراق مقبل على هذا ؟ ومن اغتال بعمل إجرامي غادر الناقد قاسم عبد الأمير عجام ، الذي لم يقو النظام الديكتاتوري المقبور وبالرغم من كل بطشه وإرهابه ان يدجنه مثلما دجن غيره ، هل كان هذا القاتل الغادر مجرد قاطع طريق عادي يبغي السلب والنهب كما تعرض أحداث مسلسل الشرقية ، أم كان يتلقى الأمر من جهات ظلامية تعرف جيدا هدفها وتريد إنهاء حياة مثقف عراقي " غير قابل للشراء " كما وصفه الشاعر فاضل السلطاني ؟ ان انتقال السلطة في موعدها المحدد الى أيدي العراقيين ، وبالتالي انتقال الملف الأمني إلي أيدي العراقيين ، يلقي على القوى الوطنية العراقية المخلصة لمسيرة الديمقراطية في العراق مهمات جسيمة ربما أهمها ، بناء أجهزة أمنية مخلصة ولائها الأول والأخير للوطن ، وتأخذ على عاتقها إيقاف مليشيات وجهات سياسية ترتدي ثياب النفاق الوطني وتتحدث باسم الاستقلال والسيادة ، وتريد ان تكتم صوت الحقيقة وتعرقل عملية بناء العراق الجديد ، العراق الديمقراطي الفيدرالي ، من ان تتحول إلى عصابات شرعية تحاول ان تسرق منا الفرحة بتدشين العملية الديمقراطية ، وتدفع وزير داخلية العراق لاطلاق تصريحات مخيفة متشائمة !
23 أيار 2004 سماوة القطب
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !
-
الأوراق العراقية في فنلندا
-
في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي
...
-
بطاقات لعيد 31 آذار
-
وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو
...
-
لا يمكن كسر عزيمة نساء العراق الباسلات !
-
في فنلندا تضامن مع المثقفين العراقيين
-
ولنا عبرة في حكاية الفأس وشجرة البلوط !
-
بطاقات وفاء في يوم المرأة
-
بيـــــــــان استنكار
-
قبل 24 عاما … في ذكرى استشهاد الحسين
-
هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا- في أول
...
-
معنى يوم الشهيد الشيوعي ؟
-
الشفافية عن هدر الأموال يا مجلس الحكم !
-
لسنا بحاجة إلى إجراءات تشرع الطائفية يا مجلس الحكم !
-
خذلتنا يا مجلس الحكم الانتقالي !!
-
سيناريو ــ هوامش يابانية
-
حين تكون في الشمال لن يكون هناك اتجاه نحو الشمال !
-
على حافة الشعر
-
هل أتاك نبأ المحلل السياسي الجديد ؟!
المزيد.....
-
مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم
...
-
الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
-
بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع
...
-
ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي
...
-
بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل
...
-
المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش
...
-
أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها
...
-
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا
...
-
مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال
...
-
مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت-
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|