أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟














المزيد.....

أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع مثقف عراقي ، من ضحايا النظام الديكتاتوري المقبور ، حيث حصل ان سجن وعذب وأهين على يد جلاوزة نظام عفالقة البعث الفاشي ، فاضطر لمغادرة وطنه العراق منذ حوالي ربع قرن ، وفي حديث هاتفي عن تطورات الأوضاع في العراق ، ونقل السلطة الى أيدي العراقيين ، وبدل من سماع كلمات الفرح منه ، قال وهو يزفر : لنر ماذا سيأتيتا به رجالات البعث من جديد ؟
قلت له : أتظنها يا صاحبي جمهورية البعث الثالثة ؟
صاح بفرح : انت قلتها بعظمة لسانك ، وهي والله كذلك ، جمهورية البعث الثالثة ؟
وإذ انهينا مكالمتنا ونقاط الاختلاف بيننا عديدة ، راحت تتوالد عندي الأسئلة مثل الدوامة . فإذا كانت حكومة بعث العراق الأولى جاءت عام 1963 في انقلاب دموي بدعم من المخابرات الأمريكية ، والحكومة الثانية جاءت عام 1968 بواسطة انقلاب عسكري ابيض من داخل القصر الرئاسي ، وفي ظل ظروف مشبوهة ، فهل يا ترى حقا ان الحكومة الحالية ، التي يقودها السيد أياد علاوي ، والتي جاءت بعد غزو جيوش الولايات المتحدة االامريكية للعراق ، ويفترض انها شكل لحكومة ائتلاف وطني ، هل هي حقا ستكون حكومة جمهورية البعث الثالثة ؟؟
ما الذي يدفع يا ترى مثقفا عراقيا ، مثل صاحبي ، قدم وضحى بالكثير من اجل وطنه ، ليكون وفي يوم تاريخي ، يوم اعلان نهاية الاحتلال رسميا ووفق مواثيق دولية ، ان يكون متشائما بهذا الشكل رغم كونه فرح جدا بسقوط النظام الديكتاتوري المقبور وان كان من معارضي الحرب وغزو العراق ، وكان من مؤيدي مجلس الحكم الانتقالي ومناصريه ، ومتفهما لمبدأ الواقعية في العمل السياسي ، وهو يرى أحزاب عراقية لا غبار على وطنيتها وتاريخها ونضالها ، وهي تجلس على طاولة واحدة مع قوى الاحتلال الإمبريالية من اجل مصلحة الوطن ؟ اهو تاريخ السيد أياد علاوي ، القادم من صفوف قيادات حزب البعث العراقي ؟ أم هو الموقف السلبي عند قطاع واسع من مثقفي شعبنا ، الذين عايشوا الويلات والتي ذاقوها مع ابناء شعبنا العراقي من سياسات رجالات الفكر القومي العفلقي ، والذي يرفع السيد أياد علاوي الان راية المصالحة الوطنية لاستيعاب كوادر وكفاءات من العهد المقبور ؟
في حفل تسليم مقاليد السيادة من قبل قوى الاحتلال للحكومة العراقية المؤقتة ، وجه السيد أياد علاوي في كلمته في الحفل ، المتواضع والمعد على عجل ، وجه تحذيرا للموالين لحزب البعث من مغبة الانضمام إلى الإرهابيين وسبق له ان دعاهم الى العمل والتفاعل مع معطيات المسيرة الجديدة للعراق الديمقراطي الفيدرالي ، فيا ترى ما هي إمكانية الحكومة الجديدة لان توفق في إعادة تأهيل البعثيين القدماء ليكونوا مواطنين مخلصين للمسيرة الجديدة ، وبعيدين عن هواهم القديم ، وفكرهم الشمولي القومي الفاشي ؟ أترى تستطيع حكومة أياد علاوي ان توقف عملية تأهيل حزب البعث التي تسعى لها بعض القوى الإقليمية والمحلية ترافقا مع مؤشرات التهاون من قبل قوى الاحتلال التي أطلقت خلال حكمها للبلاد سراح الكثير من رجالات العهد القديم باعتبارهم مجرد موظفين ، وليعود ربما حزب البعث الشوفيني من جديد قوة سياسة وطنية ، ويمكن ان تعمل باسم اخر ، وبرنامج مزوق يلائم خطاب المرحلة الحالية ، ليعد العدة للاستحواذ على مقاليد السلطة من جديد ، دون الحاجة لانقلاب عسكري ، ابيض أو اسود ، ما دامت لعبة الديمقراطية تسمح له بتنظيم صفوفه وتحشيد قواه من جديد ، فتتكرر عندنا مأساة الشعب الألماني يوم ان صعد هتلر الى كرسي الحكم عبر صناديق الاقتراع وعلى أكتاف ناخبيه الذين صاروا وقودا لمحارقه السياسية والعسكرية ؟؟ أترى ان مخاوف صاحبي واقعية وهو يرصد تسرب البعثيين الى مرافق الدولة بهذه السرعة ، فحكومة السيد أياد علاوي وهي عجلة في الامساك بالملف الامني والسيطرة عليه ، وأذ ترى ان من اوليات مهامها بناء قوى عسكرية وقوات امن وشرطة قادرة على تنفيذ سياستها في تحقيق وعودها بفرض الامن لتبدو حكومة قوية وتضرب بيد من حديد ، فهي لذلك تلجا الى إعادة المئات من ضباط الجيش والشرطة البعثيين ، الذين خدموا ولسنوات طويلة في الجيش العراقي القديم ، وعملوا تحت العلم القبيح للديكتاتور المجرم صدام حسين ، والذي لا زال يرفرف فوق دوائر الدولة ، وضمن عقيدة وفكر الجيش البعثي العقائدي ، فهل يا ترى وبهذه السرعة استطاع وتمكن كل هؤلاء من التخلص من رواسب النظام المقبور وفكره الشوفيني ، وذلك بمجرد ان نزعوا ستراتهم ورتبهم العسكرية لعدة شهور ؟ وبأي مقياس استطاعت حكومة السيد اياد علاوي ان تزن كل ذلك ؟؟ وما هي البرامج المعدة والمنفذة لاصلاح كل هؤلاء؟
عشرات الاسئلة تتقاطع ، وتتوالد ، وتبدو مثل لعبة العذاب ، لعبة الاسئلة ايام طفولتنا ، فجواب كل سؤال هو سؤال جديد واصعب ؟
ان الشعب العراقي العامل والمكافح من اجل مستقبل افضل ، وبعد كل هذه التضحيات والنضالات ، لا يمكن ان يسمح لعجلة التاريخ ان تعود الى الوراء ، لتعود لنا ديكتاتورية بأي شكل وثوب كان ، ولتعود لعراقنا ايام الخوف والارهاب السياسي المنظم ، ان الثقة والايمان بهذا الشعب هو كان جوابي لصاحبي الذي يخشى ان تكون جمهورية البعث الثالثة هي القادمة . فالقادم هو مستقبل الشعب العراقي المشرق ، والمطلوب من كل عراقي مخلص لوطنه ان يتعامل مع الحكومة الحالية وفق مبدا معارضة ـ تضامن والسعي لان تكون هذه الحكومة حكومته وليست حكومة اعداء شعبه ، عندها لا خوف من هتلر جديد باي ثوب كان . اتراني مغاليا في ذلك ؟؟

سماوة القطب
28 حزيران 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الزرقاوي !!
- الأعسم والزمان ، من خسر الآخر؟
- لماذا يا فضائية الشرقية ؟
- كييت زه لام ؟
- يا حسرتنا يا طالب غالي !
- قتلة قاسم عبد الأمير عجام على الشاشة !
- سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !
- الأوراق العراقية في فنلندا
- في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي ...
- بطاقات لعيد 31 آذار
- وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو ...
- لا يمكن كسر عزيمة نساء العراق الباسلات !
- في فنلندا تضامن مع المثقفين العراقيين
- ولنا عبرة في حكاية الفأس وشجرة البلوط !
- بطاقات وفاء في يوم المرأة
- بيـــــــــان استنكار
- قبل 24 عاما … في ذكرى استشهاد الحسين
- هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا- في أول ...
- معنى يوم الشهيد الشيوعي ؟
- الشفافية عن هدر الأموال يا مجلس الحكم !


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟