|
أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 971 - 2004 / 9 / 29 - 07:55
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
انتخابات الرئاسة الأمريكية تدخل مراحلها الأخيرة الحاسمة ، والشارع الأمريكي يغلي بالمواقف وهو يتابع الاستطلاعات ، التي في كل مرة تشير إلي تقدم أو تأخر أحد المرشحين الأساسين ، الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبيليو بوش ، مرشح الحزب الجمهوري ، ومنافسه القوي السيناتور جون كيري ، مرشح الحزب الديمقراطي . ولا يقتصر متابعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الناخب الأمريكي وحده ، فدول العالم ومختلف الشعوب تتابع معها ذلك ، لما لهذه الانتخابات من أهمية في السياسة الدولية . وبين استطلاع أجرته مؤسسة جلوب سكان للأبحاث بالاشتراك مع جامعة ماريلاند في 30 دولة في العالم أن المرشح للرئاسة السيناتور الديمقراطي جون كيري حظي بتأييد كبير بين المصوتين ، بينما لم يجد الرئيس الأمريكي جورج بوش تأييدا يذكر ، وكانت غالبية انتقادات المصوتين تشير ان سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش الخارجية تحجب عنه تأييدهم وتجعلهم يعتقدون ان رأيهم في الولايات الأمريكية اصبح أسوأ ، وهذا الذي يدفع مدير برنامج مواقف السياسة الدولية بجامعة ماريلاند إلي القول : " لو أن بإمكان سكان العالم المشاركة في انتخاب الرئيس الأمريكي لفاز السيناتور الديمقراطي جون كيري بسهولة." ومن جملة المتابعين لحلبة سباق لانتخابات الرئاسية الأمريكية يقف أبناء شعبنا العراقي في مقدمة الصفوف ، والأمر هنا لا يتعلق عندهم بموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من القضية الفلسطينية ، وعموم القضايا التي تخص الشرق الأوسط ، انما لأهمية ذلك فيما يخص الشأن العراقي وتطوراته ، خصوصا وان القوات الأمريكية التي غزت بلادنا واحتلتها ، وان ساهمت في إسقاط اعتي نظام ديكتاتوري دموي في المنطقة ، جاءت بقرار من الرئيس الأمريكي الحالي ، الذي لا زال حتى منافسيه يعتقدون انه يملك حظوظا ليست قليلة للفوز بولاية جديدة . وأمام ذلك ربما يتسائل البعض : لو أمكن للعراقيين المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، فلمن سيقدمون أصواتهم يا ترى ؟ شخصيا طرحت هذا السؤال على عينة عشوائية من الاخوة العراقيين لارى وجهات نظرهم وسمعت العديد من الإجابات ، التي تعكس وجهات نظر متباينة . في بعض الإجابات كان هناك اعتقاد بأن من يتستر بلبوس مقاومة الاحتلال ، وكل من فقد مصالحه بسبب زوال النظام الديكتاتوري المقبور ويعارض الحكومة العراقية المؤقتة الحالية سيكون تلقائيا إلي جانب السيناتور الديمقراطي جون كيري ، الذي أعلن موقفا معارضا لوجود الجيش الأمريكي في العراق ، واعلن في بعض الأماكن خلال حملته الانتخابيه عن نيته سحب الجيش الأمريكي من العراق في فترة محددة . باعتقادي ان من يقف إلى جانب هذا الرأي من أبناء شعبنا العراقي غاب عنه تقلب أراء السيناتور الديمقراطي جون كيري ، التي تشير التقارير إلي كونه وبالرغم من كل تأريخه في معارضة إرسال الجيش الأمريكي إلي أماكن مختلفة من العالم ، بما في ذلك إرسال الجيش الأمريكي عام 1991 إلي الكويت لطرد قوات نظام الديكتاتور المجرم صدام حسين ، ولكنه عام 2002 صوّت إلي جانب غزو واحتلال العراق لانه أدرك ومن خلال مستشاريه بان لا فرصة أمامه للترشيح لانتخابات الرئاسة الأمريكية إذا كان عنده موقفا ضد غزو العراق . وهناك بعض الاراء ممن يعتقد ان فوز السيناتور الديمقراطي جون كيري سيجلب الضرر إلي الحكومة العراقية المؤقتة الحالية وحلفائها ومؤيديها وخصوصا مناصري السياسة الأمريكية الحالية في العراق ، لان السيناتور الديمقراطي سيكون نقطة قوة الى جانب المعارضين ومن يعملون تحت عناوين " المقاومة " ، لذا فهناك اعتقاد بأن الحكومة العراقية المؤقتة الحالية وحلفائها ستكون إلي جانب إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش من اجل استكمال مشروعها السياسي ! لكن الشيء الذي سرني وعكسته غالبية الأجوبة هو الوعي بهموم ومستقبل الوطن ، الذي عكسه غالبية الأخوات والاخوة الذين دردشت معهم ، وهذا ما يثير الثقة بمستقبل العراق رغم اسم وسياسة القادم إلي المكتب البيضاوي ، الذي ستحمله نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية . ان أبناء العراق ، المخلصين في العمل من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي ، يدركون تماما ان السياسة الخارجية الأمريكية ، وفي كل بقاع العالم ، ذات استراتيجيات ثابتة ، ومصادر القرار الحقيقية فيها ، تكون عادة خارج البيت الأبيض الأمريكي ، وهذه لن تسمح بأي تغيير في الاستراتيجيات بغض النظر عن اسم ولون وحزب الرجل الذي سيجلس إلي المكتب البيضاوي ، فتاريخ الشعوب علمنا ان السياسة الأمريكية هي واحدة وثابتة ، مثل قطعة نقدية قيمتها ثابتة ، ولها وجهين أحدهما يمثله الحزب الجمهوري والثاني يمثله الحزب الديمقراطي، وأن المصالح الاستراتيجية الأمريكية ، التي ترسم مسارها قوى المال والاحتكار ، لا تعرف صديقا ولا تعرف حليفا ثابتا ، وليس هناك سوى لون الدولار الأمريكي الذي يستظل بنجوم الراية الأمريكية .
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
-
سكاكين التكفير !
-
صناعة الكذب الرخيص
-
هوامش كروية
-
الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
-
رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل
...
-
- طالبان- في العراق !!
-
في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن
...
-
كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
-
العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
-
جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
-
في النهاية تبين انه : راتّي !!
-
خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
-
حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
-
من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟
-
علامة استفهام كبيرة : من يقف خلف اغتيال الكفاءات العراقية؟
-
أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟
-
وهم الزرقاوي !!
-
الأعسم والزمان ، من خسر الآخر؟
-
لماذا يا فضائية الشرقية ؟
المزيد.....
-
سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك
...
-
شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا
...
-
مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و
...
-
خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج
...
-
الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد
...
-
مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل
...
-
حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن
...
-
كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟
...
-
الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود
...
-
الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|