أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - - على عنادك يا برد ! -














المزيد.....

- على عنادك يا برد ! -


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 07:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليس مصادفة ان الإرهابيين ، والنشطين هذه الأيام في العراق ، ومع بدء العام الدراسي الجديد ، واستعداد أطفال العراق للتوجه إلي مقاعد الدراسة ، نفذوا واحدة من ابشع جرائمهم في بغداد ، ونقصد المذبحة البشعة التي جرت في حي العامل مؤخرا . كشف الإرهابيون بجريمتهم الوحشية ، المخالفة للشرع وكل القيم الإنسانية ، من جديد عن وجهوهم الحقيقة ، التي يبرقعوها بلغة الدين ومقاومة الاحتلال ، ويعلنون اكثر عن موقفهم الحقيقي ليس من الطفولة العراقية فقط ، بل ومن سعي أبناء العراق الجديد لان يمارس أطفالهم حياتهم بشكل طبيعي ، وان يتعلموا ليكبروا ويساهموا في بناء وطنهم . ففلول العفالقة والمتحالفين معهم من قوى الظلام السلفية والأيدي الآثمة من أجهزة مخابرات الدول التي تضررت من السقوط المدوي للنظام الديكتاتوري الشوفيني ، كل هؤلاء ليس من مصلحتهم ان ينهض شعب العراق من عقود الظلم والإرهاب ، وان يستعيد الوطن استقلاله وحيويته ، ويعيش أبناءه حياة جديدة أمنه ، وينهلوا من العلم والثقافة. هذا التحالف البغيض يريد من أبناء العراق ان يظلوا حبيسي أفكار" الثقافة القومية " وترهات " فكر القائد " ، والسؤال المهم ألان : هل يمكن للإرهابيين ، قتلة الأطفال ، وكارهي حلم العراقيين ، الإنساني الجميل ، بعراق ديمقراطي فيدرالي ، ان ينجحوا في منع 4.5 مليون تلميذة وتلميذ من التوجه إلي المدارس والمعاهد ؟ ربما نجح الإرهابيون شيئا ما في إخافة العوائل العراقية ، وادخلوا الخوف في قلوبهم والخشية على حياة على أبنائهم ، فلا يوجد هناك أب أو أم يمكن ان يرسل بسهولة أطفاله ، وهو يشعر بأنهم يمكن ان لا يعودوا أحياء ، خاصة وقتلة الأطفال يتحركون بحرية ويتفننون في تفجير سياراتهم المفخخة في اي مكان ؟ وقد اعترفت وزارة التربية بانخفاض معدل التلاميذ في الأيام الدراسية الأولى بسبب امتناع الأهالي من إرسال أبنائهم إلى مدارسهم ، وفي نفس الإطار تحدث كثير من المدرسين الي وسائل الإعلام عن ان كثافة الفصول كانت أقل كثيرا من العام الماضي ، رغم ان اليوم الأول من الدراسة قد تأجل بالفعل أسبوعين بسبب المخاوف . ولذا حاولت وزارة التربية ، وعلى لسان المسؤولين فيها تهدئة مخاوف الأهالي بالعديد من الوعود والتطمينات ، ولكن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة للكثير من الاباء ، في الوقت الذي يمكن ملاحظة ان منطقة كوردستان تشهد أيام دراسية عادية نظرا للهدوء والاستقرار الذي تتمتع به المنطقة ، وسيطرة الإدارات الكوردية على الحالة الأمنية ، بالرغم من تفجر الأوضاع بين الحين والآخر في بعض المدن الكوردستاتية .
ومن اجل مواصلة أطفال العراق تعليمهم ، وحياتهم الطبيعية ، تقف امام الحكومة العراقية مهمات عديدة لا تتعلق فقط بتوفير الامن لطلاب المدارس ، بل توفير الامن لكل مواطن عراقي ، وهذا يتطلب ليس فقط اتخاذ الإجراءات الامنية وتشديد الحراسات حول المدارس ، بل جملة من التدابير الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتجفيف منابع الارهاب في العراق ، ومحاربة الإرهابيين " من غرفة لغرفة " كما وعد قادة الحكومة العراقية المؤقتة ليس بالبنادق وحدها . ولابد من معرفة ان مثل هذه المهمات ، لا يمكن لقوات الشرطة والحرس الوطني واجهزة الدولة العراقية ان تنجزها لوحدها ، ولا نقصد هنا الدعم الذي تلقاه الدولة العراقية من القوات المتعددة الجنسية ، وانما نشير الى انه بدون ان يكون هناك دعم مباشر وحاسم من قبل ابناء شعبنا ، الذين بيدهم تكمن مفاتيح أساسية لمساعدة الحكومة المؤقتة لتجاوز المحنة التي تواجهها ، فأن الحالية الأمنية ستبقى كما هي عليه ، ويظل أبنائنا حبيسي بيوتهم ، فالحفاظ على سلامة أبناءنا التلاميذ هو مسؤولية الجميع. ان الحكومة العراقية المؤقتة مطالبة بتشريع الكثير من القوانين واتخاذ الإجراءات التي تسهل على أبناء شعبنا الانخراط في عملية البناء وحماية مسيرة العراق الجديد نحو إنهاء الاحتلال وبناء التجربة الديمقراطية ، وان قطاعات واسعة من ابناء شعبنا ، مطالبة بالانخراط في عمل منظم ، ضمن اطارات منظمات المجتمع المدني لتكون عونا بالغ الأهمية لأجهزة الدولة ومؤسساتها ، وخصوصا في السعي لانجاز مهمة الانتخابات في الفترة القادمة ، ومن اجل بناء أجهزة الدولة وتعزيز دورها ، حتى يمكن وضع حد لجرائم قتل اطفالنا ، وترويعهم، ومن اجل مواصلة الذهاب إلي مدارسهم ، مطمئنين ، وليس من قلق في بال الاباء والأمهات ، وهم يرون أطفالهم في طريقهم للمدارس ينشدون اجمل الأغاني على عناد الإرهاب والجهل والبرد . في البال هنا تلك الأغنية ، التي رددناها في مطلع سبعينات القرن الماضي ، تلك الأغنية عن أطفال الأحياء الفقيرة ، وهم يسارعون إلي مدارسهم من اجل النهل من العلم والثقافة ، فهل سنسمعها ثانية وان بشكل آخر :
" ماشي وكتابي بديه
انا وأصحابي سويه
وعلى عنادك يابرد
رايحين لمدرستنه
على عنادك برد "
سماوة القطب
4 تشرين الاول 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...
- - طالبان- في العراق !!
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن ...
- كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
- العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
- جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
- في النهاية تبين انه : راتّي !!
- خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
- حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
- من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟
- علامة استفهام كبيرة : من يقف خلف اغتيال الكفاءات العراقية؟
- أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟
- وهم الزرقاوي !!


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - - على عنادك يا برد ! -