أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟














المزيد.....

تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم كوني اعلن دائما انتمائي لكل هذا العراق الجميل ، الا ان للبصرة موقع خاص في قلبي ، ففيها عشت سنينا كانت حاسمة في حياتي ، حيث قضيت فيها ثلاث سنوات في الدراسة الجامعية في سبعينات القرن الماضي ، ولكن فاشية النظام المقبور لم تترك لي الخيار في اكمال دراستي الجامعية فتركتها مضطرا الى المنفى عام 1979 .
وخلال تلك السنوات المعدودة ، حملت اجمل الذكريات عن البصرة ، وصرت اعد نفسي بصريا ، وفي سنوات المنفى الثقيلة وحين كنت اضطر لاخفاء شخصيتي الحقيقية ومدينتي وانحداري ، كنت انتمي الى البصرة مستفيدا من التفاصيل الجميلة التي احملها عنها ، وهكذا وبحب سكنت البصرة روحي ونصوص الشعر والقصص . ولم يشوش هذه الصورة سوى ما احمله من ذكريات عن ممارسات فاشي البعث وجلاوزتهم الذين كانوا سببا في فراق وطني .
يوما اجرينا سفرة طلابية الى مدينة القرنة ، الى ملتقى دجلة والفرات ، والى شجرة ادم ، وهناك وسط الدبكات والاغاني واحتفالنا بعيد ميلاد بعض الزملاء الذي صادف ذلك اليوم ، واذ وجد جلاوزة الاتحاد الطلابي البعثي انفسهم معزولين عن غالبية الطلبة ، راحو يفتعلون المشاجرات التي بذلنا جهدا ان لا تتطور الى صدامات ، وراحوا يكيلون الاتهامات لهذا الطالب او ذاك ، فنغصوا علينا رحلتنا . وكان ثمة عنصر كريه بز غيره من طلبة الاتحاد البعثي في سلوكه الفج ، راح يتحدث عن الغيرة والشرف ، واتهم طالبة بانها تسير منفردة مع احد الزملاء وبعض ازرار قميصها مفتوحة و ...
ـ ماذا قلت ، هل يمكن اعادة ما تقول ؟
ـ قلت ان ثمة طالب من عناصر الاتحاد الطلابي البعثي اتهم طالبة محترمة ، خلال سفرة طلابية جامعية بانها تسير وزميل لها وبعض ازرار قميصها مفتوحة !
ـ وتقول ان هذا حدث في سبعينات القرن الماضي ؟
ـ نعم ، وهذا العنصر الفاشي ، كان يعمل في مخابرات النظام المقبور ، وسام الطلبة الويل !
ـ ولكني قرأت مثل هذا الكلام هذه الايام في جريدة عربية ؟
ـ وهذا هو الدافع لتسجيل هذه التداعيات !
جريدة الشرق الاوسط اللندنية ، في تغطيتها للاعتداء الغاشم الذي حدث منصف اذار وقامت به مجموعة دينية متطرفة على طلبة كلية الهندسة في جامعة البصرة خلال قيامهم بسفرة طلابية الى متنزه الأندلس في وسط البصرة خلال النهار ، نقلت لنا تصريحات مسؤول طلابي من هذه الجماعة الدينية المتطرفة الذي وصف ما شاهده بأنه كان عبارة عن "طلبة يسمعون الأغاني بصوت عال من مسجل الصوت، اغاني مثل هذه التي تسمع في الاذاعات واغاني الديسكو "، وايضا اشار الى انه " شاهد طالبا يتمشى لوحده مع طالبة وأزرار قميصها تبدو مفتوحة بصورة غير محتشمة" .
ما اشبه هذا بذاك ؟!
سياسة العسف التي مارسها النظام الديكتاتوري باثواب الخاكي ، جرت تحت شعارات قومية شوفينية ، وسعت لتأطير المجتع بفكر البعث الفاشي ، فالعراقي معهم وان لم ينتم ، بقوة العصا والفلقة وكاتم الصوت . اليوم بلحى كثة وعمائم ، وشعارات ظلامية تتستر بالدين ، تسعى جهات تلقى العون من اطراف خارجية لتأطير مجتمعنا العراقي وفق نموذج " طالبان " .
بيانات المنظمات الطلابية والشبابية العراقية ، كانت واضحة في معارضتها لهذه الانتهاكات الفضة لحقوق الانسان في العراق ، واعتبرت ذلك شكلا من بذور التهديد لمشاريع العراق المستقبلية الديمقراطية ، واهابت بكل المنظمات الطلابية والشبابية والاحرار في العراق والعالم ان يعلنوا تضامنهم مع شبيبة وطلبة العراق ، ضد اي تجاوز على حقوقهم الاساسية في النشاط الثقافي والاجتماعي والتعبير عن الراي والمشاركة السياسية .
قلت ما اشبه هذا بذاك ، فاذا كان النظام المقبور اوصل بلادنا الى كل هذا الخراب ، فهؤلاء ما هم الا من نتائج سياسة النظام الديكتاتوري المقبور ، التي هدمت بلادنا واوصلته الى الخراب ، فهم جزء من تركة النظام المقبور ، يعملون بادواته وباساليبه وايضا يستعيرون مفرداته .
لنقف بحزم امام ظلاميتهم ، ولنعمل بجد من اجل وضع حد لاي تعسف ومحاولات التستر بالدين لسلب الحقوق التي حققها ابناء العراق بنضالهم وتضحياتهم . لنوحد الجهود الخيرة للعمل من اجل عراق ديمقراطي ، من اجل مستقبل افضل لطلبتنا وشبيبتنا .

سماوة القطب
19 اذار 2005



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الديكتاتورية والمطر وهموم المواطن !
- في ذكرى مجزرة حلبجة: شهادة شادمان علي فتاح ــ كنتُ هنــاك !
- ماذا سنقول لـ ليلى ؟
- هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟
- رحيل مبكر !
- بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات ...
- النائمون !
- عابرو الشطوط !
- المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...
- - طالبان- في العراق !!
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟