أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - تدريس مادة التربية الدينية بالمغرب : أزمة مدرس مؤدلج














المزيد.....

تدريس مادة التربية الدينية بالمغرب : أزمة مدرس مؤدلج


محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 5508 - 2017 / 5 / 1 - 03:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إفراغها من المحتوى والمضمون مما انعكس سلبا على تعليم هذه المادة الحية التى تمثل جزءا كبيرا من منظومتنا الأخلاقية .أفرغت من نواتها كفاكهة ولم يتبقى أمنها لا القشور .طبعا لاننفي طبيعة المنظومة التربوية في البلاد التي فرضت نموذجا منفرا وفاقدا للقدرة على مواكبة العصر والانتصار للفكر الحر الذي كان دائما خطابا إسلاميا مع المعتزلة وفرقا من الاشاعرة .
لكن إلا جانب السياسة التربوية ،أسهم مدرس مادة التربية الإسلامية في خلق القلق لدى المتلقي المتعلم ..يتعلق الأمر بكفاح وجهاد حسب منظورهم طبعا فتحولت الفصول في معظمها إلا أماكن لإرسال توجيهات عقائدية مخالفة لعقيدة اهل المغرب .لقد اعتقد مدرس مادة التربية الإسلامية أن ما ينقص التلميذ ليس سوى مجموعة من الأفكار والمبادئ تجعله مالكا للمعرفة الدينية وقادرا على مواجهة التحديات ،ومنها الفكر الغربي القادم من شمال البحر الأبيض.المتوسط .وبلباس عصري وتحته جلباب ابيض يكافح المدرس لإطعام التلاميذ مواد تجعلهم قادرين على اكتساح دور الكفر والفسوق والزندقة وهكذا دواليك.
لا تخلو مدارك المدرس الموجهة للتلاميذ من سقطات فكرية خطيرة . فإلمام المدرس بالعلوم النفعية نجده يقرر فصولا عن علمية الدين واكتشافاته التى فاقت العلوم وسبقتهم بزمن طويل وأمام هذا الكفاح يصر مدرس التربية الإسلامية أن يجعل من تلامذته نماذج للمريدين فهو الشيخ الذي نصب نفسه بل هو الحكم والإمام والمرجع .أما التلميذ فهو عنده بمثابة مريد زاويته العقيمة التي لا تلد إلا أمثال من يهتم بالقشور دون الجوهر .
أن من أضاع مادة التربية الإسلامية هو ذاك النموذج الذي لم يكن يوما طوع تربية إسلامية يافعة.وإنما مقلدا لشرق أفلس نموذجه .نماذج أيقن الإنسان المسلم أنها سقطت في أول معارك التاريخ .ولاشك أن تأثيرات الإخوان وكذا السلفية المتحجرة قد أكسبت مدرس التربية الدينية في الجامعة كما في المدرسة قوة للتبرير عن سقطاته امام قيم الحداثة والعقلانية .
ان مدرس التربية الإسلامية فقد بوصلة التربية الدينية الصالحة واخذ على عاتقه ترويج أفكار ووصفات "إيمانية " تبيد الفكر وتحجب العقل وتترك الطالب والتلميذ في عقم فكري لا يتصور .وامام استفحال إدخال الايدولوجيا الى الفصل ، خسر التلميذ اسلامه الحقيقي ليركز على نشوة مدرس يحسب قوله جهادا وكسبا للحسنات .والهدف واحد تجييش البراءة لتقبل سموم الشرق ومن ثم نشرها .
قتل البراءة كان ولا يزال ديدن مدرس التربية الدينية .ولذلك فلا مجال للحديث عن مشاريع لإدخال التعديلات على مقرر التربية الدينية بل ان المشروع الأوفى والأقوى إفهام المدرس أن التلميذ يظل دائما تلميذا مسلما مؤمنا بإسلام الأجداد والإباء الممارس عبر التاريخ ، لايحق لموظف نظامي تابع للدولة أن يخالف ما تعارف وتعاقد وتواضع الناس عليه .
أزمة الدرس في هذه المادة غالبا ما يكون سببه إقحام المدرس لخط سياسي يجعل من التلميذ متلقي سالب ، ليخدم في الأخير حركة دينية مشرقية تارة بلبوس السلفية وتارة أخرى بلبوس الإخوان .



#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة التطرّف بالمغرب
- من يحكم في المغرب؟
- الارهاب وارباح حزب العدالة والتنمية المغربي
- حركة التوحيد والاصلاح -الحاكمة- في تراجع واضح
- فكاهيات حكومة العدالة والتنمية
- ايران تهدد المغرب
- المغرب مصطلحات سياسية جديدة
- الطرق القاتلة بالمغرب الجنوبي المنسي
- هذه تجاربهم ...الاسلاميون في السلطة
- المغرب : حقوق الانسان التى تغيب ولا تحضر
- حزب العدالة والتنمية بعد وفاة باها
- موريتانيا بعد الاستقلال : عسر الانتقال الديمقراطى
- ايران استتراتيجية الانتشار
- الصهاينة العرب
- ايديولوجيا القبر
- حكومة الرأسمال في المغرب
- الانتفاع من خلال فعل السياسة في المغرب
- الديمقراطية العربية المغرب وموريتانيا نموذجا
- مصر :الشعب ضد نفسه
- المغرب : حكومة التكنو عدالية


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - تدريس مادة التربية الدينية بالمغرب : أزمة مدرس مؤدلج