أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - محاربة التطرّف بالمغرب














المزيد.....

محاربة التطرّف بالمغرب


محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصطف الناس في مساجد المغرب للحصول على حظوة الصف الأول أو الصفوف الأولى، وعادة تعرف المساجد إقبالاً ملحوظاً ويزداد عدد المصلين في صلوات الجمع، كما شهر رمضان، واكتظاظ المساجد عادة قديمة في بلاد المغرب، بسبب طابع التدين الذي يتميز به المغاربة، حسب مجموعة من الدراسات والأبحاث التي أكدت تقاريرها الطابع الديني والمحافظة والالتزام الذي يكثر في الشارع المغربي.
لا تخرج المساجد في المغرب عن أعين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تسهر على الحالة الدينية، وتتابع عن كثب تكوين الأئمة، وتعيّن وعاظاً ترسلهم إلى الخارج، لنشر قيم الوسطية والمذهب المالكي في ديار الهجرة، فيما تختار أئمة تتوّفر فيهم مجموعة من الشروط، أهمها الالتزام بمذهب الدولة الرسمي المعروف بحمله ازدواجية متكلمة وفقهية مع لمحة صوفية، ونقصد الفرقة الأشعرية في علم الكلام والمالكية في الفقه، مع اختيار نموذج الجنيد في التصوّف، وهي رسالة موّجهة لمنتقدي خطاب الدولة الرسمي، فيما يخص علاقتها بالتصوّف، فمتصوفية الجنيد ليست استشراقية، كما أنّ صوفية المغرب ينهلون من هذا الاتجاه، كشيوخ القادرية والشاذلية والتيجانية والكتانية والمعينية. لكن الغرابة هي الخلط بين علم الكلام الأشعري والفقه المالكي، خلط بين نوع من التنوير والانفتاح على العقل ولو جزئياً، طبعاً إذا خضنا مقارنة بين الأشاعرة والمعتزلة، في حين أنّ المذهب المالكي يعرف في أصوله شدّته والتشكيك في المخالف .
فيما يخص الأشاعرة، فكثيرون منّا لا يكاد يعلمون عن الاتجاه الأشعري في التفكير الاعتقادي، ذلك الاتجاه الفريد الذي وضع لبناته الإمام أبو الحسن الأشعري في القرن الثالث الهجري، وحجة الاسلام أبو حامد الغزالي من بعد، والذي يؤسّس في جوهره لرؤية كونية شاملة للعالم والإنسان جميعاً، ولعالمي الغيب والشهادة بأسرهما.
خلط يمكن تبريره ببحث المغاربة منذ القدم على التميّز، وهي الصفة التي جعلت منهم بلداً مستقلاً، حتى عن الخلافة في الشرق العربي، ولم تتمكن جحافل جيوش بني أمية وبني عباس من بسط نفوذهما على بلاد فاس، والتي سمّيت كذلك بلاد مراكش فيما بعد، وغير بعيد عن هذه البلاد لم تستطع جيوش الفاتحين الأتراك من الوصول إلى بوابات المغرب الأقصى .
إنّ هذا التميّز الديني في المذهب والفقه لا يمكن أن يستمر بدون امتلاك القوة للدفاع عنه، فإن كان جندي الشرق لم يفلح في اقتحام بوابة "جوج بغال" الحدودية مع الجارة الشقيقة الجزائر، فإنّ الحالة الدينية اليوم لن تصمد أمام هيمنة خطابين مذهبيين "بتروليين".
يكتسب الأول قوته من دعم إيراني، ويزداد قوةً بعد توّسع النفوذ الإيراني الذي بات يهدّد المكونات السنية في العراق وسورية، أما المذهب الثاني، فيكاد ينتشر كاملا في مساجد المملكة، وله دعاة وعلماء يعملون على نشره، ولا سيما تقديمه مذهبا يختلف عما هو معهود لدى غالبية المغاربة الذين يتبنون إسلاماً شعبياً مدعوماً وموجهاً من سلطة عليا، فعلى جنبات المساجد ينتشر باعة الكتب "الوهابية"، والتي تحمل فتاوي يعتقد أصحابها أنّها موّجهة للإصلاح ومواجهة البدع.
لم تستطع حرب الدولة صد انتشار التشيّع والوجود الوهابي من التصدّي لهما، لاعتمادها على آليات بدائية وتقليدية، كما أنّ مداعبة الدولة الزوايا لم تخرج هذه الزوايا من انغلاقها، بل بقيت أسيرة توجهات محافظة غير معقلنة، حتى أنّ مغاربة كثيرين يجهلون دور الزوايا، ويعتقدون أنّها لا تلامس قضايا الدين والمجتمع، وفي ظلّ غياب نموذج يحاكي التيار الديني المشرقي، تبقى جماعات دينية ذات توّجه سياسي غير قادرة بدورها على حمل لواء الدفاع عن إسلام مغربي متسامح، والتي تنظر السلطات بعين الريبة والشك .
في المغرب، نحن مع إسلام يخلط بين فكر الأشاعرة وزهد الجنيد وشدّة مالك، ولا غرابة إن سألت أحد رواد المساجد، فإنه لن يتردّد في الجواب بجهله هذه الأسماء.



#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحكم في المغرب؟
- الارهاب وارباح حزب العدالة والتنمية المغربي
- حركة التوحيد والاصلاح -الحاكمة- في تراجع واضح
- فكاهيات حكومة العدالة والتنمية
- ايران تهدد المغرب
- المغرب مصطلحات سياسية جديدة
- الطرق القاتلة بالمغرب الجنوبي المنسي
- هذه تجاربهم ...الاسلاميون في السلطة
- المغرب : حقوق الانسان التى تغيب ولا تحضر
- حزب العدالة والتنمية بعد وفاة باها
- موريتانيا بعد الاستقلال : عسر الانتقال الديمقراطى
- ايران استتراتيجية الانتشار
- الصهاينة العرب
- ايديولوجيا القبر
- حكومة الرأسمال في المغرب
- الانتفاع من خلال فعل السياسة في المغرب
- الديمقراطية العربية المغرب وموريتانيا نموذجا
- مصر :الشعب ضد نفسه
- المغرب : حكومة التكنو عدالية
- العدالة والتنمية المغربي والامية السياسية


المزيد.....




- -تنمر وخيانة-.. المتحدث باسم خارجية إيران عن الضربات الأمريك ...
- من فوردو إلى أصفهان.. إليكم تسلسل هجوم أمريكا الزمني على منش ...
- الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة ...
- هل -انتهى- البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟
- هل تم استهداف محطة بوشهر النووية جنوب إيران؟
- مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي : -دمّرنا البرنامج النووي ا ...
- ضربات إيرانية متواصلة على إسرائيل تحدث اضرارا بمواقع مختلفة ...
- مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
- ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟
- إيران تمتص أثر الضربة الأميركية وتخفي طبيعة ردها القادم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - محاربة التطرّف بالمغرب