إستجوابات البرلمان وباب (الفلتان)

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 09:17
المحور: كتابات ساخرة
    

45 مليون دولار فقط هي قيمة الكومشنات التي حصلت عليها 3 أحزاب من المفوضيه العليا النزيهه (كلش) والمستقله والتي لا غبار على حياديتها (وأنتم مامحلفيني) .
هذا الرقم ذكرته نائبه خلال إستجوابها للمفوضيه في برلمان العراق الذي أتمنى أن لايستجوب أحد , فبرلماننا العظيم أصبحت إستجواباته للمشكوك بذمتهم من المسؤولين بمثابة شهادة نزاهه لهم تُذهِب عنهم القلق الذي يلازمهم قبل دخول قبته وهم يتحسبون ويترقبون ويخشون , لكنهم يرتبون أمورهم قبل أستجوابهم ويعطون مما أعطاهم الله فتلين عريكة المصوتين ويضمنون أغلبيه لصالحهم فيدخلون هاشين باشين منفرجة أساريرهم ويخرجون ببركة التصويت كيوم ولدتهم امهاتهم دون ذنب يُذكر.
كل من يستعيد شريط أستجوابات مجلسنا النيابي الموقر لأصحاب المعالي ومن هم بدرجتهم أو أقل منهم (بايه بايتين) في سلم المسؤوليه سيعرف إن تلك العمليه لاتعدو أوراق ضغط بقصد الأبتزاز , ورغم إنتشار الفساد في كل مفاصل السلطات الحاليه ... لكن أختيار المستجوبين يخضع لطريقة (أشعب) بين الموائد فيختار أوفرها طعاما وأكثرها دسما وأطيبها مذاقا وأخفها على البطن ... وأخر تلك الأطباق الشهيه ..طبق المفوضيه.. الذي تقبلته بروح رياضيه.. وستخرج راضية مرضيه .. بشهادة براءه.. وثبات عدم الأساءه ..لأرض العراق وسماءه .. بعد تصويت بالأيماءه .
قبل عصر المحاكم والرقابه الماليه والسلطات التشريعيه كان في العراق عُرف يقربُ من القضاء في أحكامه , وهناك من يسمون (العوارف) ومفردها (عارفه) .. والعارفه يفصل بين المتخاصمين مستندا لشيئين أولهما (البخت) وثانيهما (الفطنه) العارفه لم يؤدي (القسم الدستوري بكتاب مقدس) ومع هذا لم يخن بخته ولم يتقاضى راتب مقابل عمله لكنه يؤديه على أتم وجه وقد ذاع صيت العديد من هؤلاء ومنهم أبن الناصريه المرحوم (محسن أل نياز الزيرجاوي) وغيره .
ولكن (العوارف) لم يسلموا من أدعياء دخلوا على قضايا الفصل بالخصومات وهم (لابخت ولا فطنه) كما دخل برلمان العراق بمنطق المحاصصه المقيت على برلمانات العالم المتميزه بحياديتها ومسؤوليتها تجاه كل الملفات التي تحال لها ....من بين هؤلاء ألادعياء شخص يسمى (مزبان) عرف بعطب الذمه وقبول الرشا وقد كان محط إختيار للصوص حين يريدون أفلاتا من تهمه .
من بين مايروى عن مزبان : إن أرمله إتهمت لص أسمه (أصبيح) بسرقة بقرتها ومصدر عيش أيتامها الوحيد وحين طلبت من المتهم أن يذهبا الى (أبن نياز) رفض (أصبيح) طلبها بحجة بُعد مسكن العارفه المشهور مٌدعيا أنه (مطلوب) لبعض العشائر وأختار مزبان حيث (لاتغريم ولاتجريم) .
ذهبت المسكينه مُظطرة برفقة أحد محارمها وقبل أن تفتح فمها أمام مزبان صاح بها (منعولة الوالدين ليش تاهمه صبيح هو المسكين بيه حيل يجر حبل الهايشه) ... لاحظت المسكينه علبة سكائر (غازي) الذهبيه أمام فلتة زمانه وعرفت ان اللص هو من جلب تلك العلبه فردت على مزبان ... (لابسلامة باكيت الغازي أصبيح كلشي مايبوك) .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات