أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - (أطحيش والهيم والتفليش)














المزيد.....

(أطحيش والهيم والتفليش)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 18:10
المحور: كتابات ساخرة
    


ضاع أسمه ألحقيقي وغلب النعت الذي أطلقه عليه سكان المدينه الصغيره فاصبح (أطحيش) هو أسمه ألمتعارف عليه رغم رفضه في البدايه لهذه ألتسميه ... لكنه عرف أن أسمه ألجديد قد تداولته الناس ولايمكن له غير القبول به لضمان أستمرار عمله الذي (أبدع فيه!!!!) .
لقد أكتسب الرجل شهرته ب(التفليش) ... فلم يصادف أن أحدهم قد رأه إلا وهو يحمل (الهيم) ويجوب المحلات كما يجوبها مستثمري الطائفيه في أيام ماقبل ألأنتخابات... بحثا عمن يحتاج ل(موهبته) المميزه ... أما السر في تسميته تلك فكان (كرشه) المستدير والمتقدم على جسمه ....وهذا مالم يتحقق لسواه من العاملين في (كاره) ... فمن المعروف آنذاك عن عمال البناء –وهو محسوب عليهم- أنهم يبذلون طاقة أستثنائيه تحرق كل مايمكن أن يتراكم من دهون داخل أجسامهم لكنه إستثناء من هذه القاعده لسببين أولهما شراهته في تناول الطعام التي تقارب شراهة مسؤولي حكومتنا الحاليه في سرقة المال العام ... وثانيهما سرعة إنجازه لعمله (التفليش) وهو مايشبه عمل مقاولي بناء المدارس في أيامنا هذه .. (سرعة متناهيه في الهدم تفوق سرعة ألأرنب ... وتباطؤ في ألبناء أقرب لتثاقل السلحفاة في سيرها البري) وهذا مما يتيح له وقت من النهار للقيلوله وهي سبب من أسباب السمنه المفرطه التي أدت الى تضخم (الكرش) كما تتضخم أكداس ألأموال لدى النفعيين والوصوليين وأقرباء المسؤولين في زماننا .
الرجل لم يكن (بعبع) مخيف إلا في حالة إستثنائيه واحده عند عائلة (دريهم) عامل البناء السكير الذي كان يهدد زوجته وأطفاله بعدأن تلعب الخمرة برأسه , كان يتوعدهم أنه سيرسل (أطحيش) لتهديم حجرة الطين الوحيده التي تسكنها أسرته المبتلاة بعربدته ...كلما دب دبيب الخمرة رفع (دريهم) عقيرته بوجه المسكينه وأطفالها بخلاف مُختلق لينهي نزاعه بالتهديد المعتاد : (ولج أرضيه أنا مو دريهم إذا ما وديت طحيش من الصبح يفلش الحوش على راسج انتي والجهال) يغط بعدها بنوم عميق يتعالى فيه (شخيره) ليصل الى (سابع جار) لينهض في اليوم التالي منذ الصباح الباكر يجد (إرضيه) قد أعدت له خبز (تنور الطين ) والشاي , يملأ (طاسة الماء) من ال(حب) يغسل وجهه بنصفها ويكرع ماتبقى ثم يقضم الرغيف الحار مع قدح الشاي ويغادر البيت الى محل عمله , ينهض بعده ألأطفال من النوم على صوت أمهم الحاني وهي تدعوهم لتناول الفطور قبل ان ترزم (المهاف ومكانس القش) التي تنسجها من سعف النخيل لتغادر هي ألأخرى الى سوق المدينه وتترك صغارها يطاردهم شبح (طحيش) الذي صادف انه مرَ عدة مرات خلال جولاته من الشارع الترابي الذي يلهون به مع لداتهم ... وفي كل مره كانوا يفرون مذعورين مثل أفراخ طيور حام فوقهم جارح ليلوذوا بزاوية حجرتهم الطينيه ... لم تنفع معهم لهجة ألأم الهادئه وهي تحاول طمأنتهم بأن الرجل ليس عدواني وانه (لن يفلش الحوش) .. فقد كان وعيد ألأب السكير أمضى .
مرت أيام طوال لم يشاهد فيها أبناء (دريهم) عدوهم اللدود .. تجرأ أكبرهم ليسأل أمه عن (أطحيش) لماذا لم يمر طيلة تلك ألأيام ؟ ولماذا لم يهددهم ألأب السكير بأنه سيبعثه ليهدم البيت ؟ .. لاجت الدمعه في عين المسكينه وهي ترد على ولدها :
(يمه يكولون طحيش أكل لية خروف بعزيمه وطكه الشحم ومات وابوكم هم اله يوم يطكه العرك ويموت وحجرتنه ضاله محد يفلشها) ...



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزوره بليره
- بشارة خير
- ألعاقل يفتهم (يعنيده)
- جديد عراقي
- (ألخرخشه)
- تجيك البلاوي وأنت ثاوي
- إلى صُناع السلاح وتجاره
- ألعود الى ألعشيره
- (حليب) صخرة (جاسم)
- ألبحث عن نفق في نهاية الضوء
- ألنصر عراقي
- أنعل والديكم بفلوسي
- مشاهدات من زمن أعور :
- زاير راضي ماراضي
- يوميات لاطائفيه
- ألبطرانين ...
- ألطائفي
- حين يلوذون بالصمت
- ظواهر ودلالات..
- نوم العوافي ...


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - (أطحيش والهيم والتفليش)