أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - قانون (على مقاس المقامات العلية)..ظلم للرعية!!














المزيد.....

قانون (على مقاس المقامات العلية)..ظلم للرعية!!


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قانون (على مقاس المقامات العلية)..ظلم للرعية!!
ما زالت المقامات العلية في دولة المحاصصات ترى نفسها صاحبة الحق الحصري في الوطن نظاما وسلطة وثروة وذلك بحكم الإرث، سواء كان هذا الإرث عن طريق العائلة أم عن طريق التوارث السياسي بحكم تغير وتبدل الأحوال،وما زالت هذه الطبقة تلوي عنق القوانين ،التي هم واضعوها أصلا،لما يخدم أهواءها ومصالحها ومصالح أزلامها وأتباعها حتى لو اضطروا الى كسر عنقها تحويرا وتبديلا وتغييرا لأن القاعدة البديهية في لبنان والعرف يؤكدان أن القانون في خدمة هذه الطبقة يحلقون من فوقه ويمسكون به كسيف مسلط على رقاب الرعايا ،فالقانون وُجد لحكم الشعب وإذلاله وتطويعه وليس في خدمته كما في باقي بلاد الله التي يُحترم فيها الإنسان وإنسانيته بل في خدمة(الأبواب العالية)وتكريس سلطاتها على الرعية التي اعتادت هي أيضا وارتضت لنفسها أن تكون (غنما) في قطيع المذهبية والطائفية.
فما نشهده اليوم من زحمة تفقيس للقوانين الإنتخابية يصب في هذه الخانة من تقسيم الوطن الواحد الى أوطان مذهبية ،وعلى رأس كل دويلة منها (رعاة)يرسمون حدود دولهم الخاصة ويحددون حصتهم من مواقع السلطة في النظام ويظبطون علاقاتهم مع الرعاة الآخرين من خلال ما يتفقون عليه من تقاطع المصالح الشخصية ومن ثم سكبها في قوالب الشراكة الوطنية الكاذبة وقوننتها وتشريعها على قاعدة(مثل ما بدو الفاخوري بيركب إذن الجرة)،وتصبح بالتالي مواثيق وطنية أو مسميات أخرى وفي حال المس بهذه المصالح تتحرك الأغنام لتتناطح وتسيل دماءها دفاعا عن وجودها ،هذا الخطر الوهمي على الوجود الذي أرسته عقود من عدم الثقة المتبادلة وجذرته الطبقات الحاكمة بأمرها في نفوس المواطنين كي يقتلوا فيهم روح المواطنة ويضمنوا فيهم الولاء لحامي حمى الطائفة والمذهب،فمشاريع القوانين الإنتخابية التي تتزاحم على طاولة البحث اليوم ،أو بالأحرى،على طاولة المقايضات ،لا تخرج عن الإطار المذكور،بل هي لب الصراع بين القوى السياسية المتحكمة بالوطن وبمصيره الموضوع اليوم على كف عفاريت مطامحهم ومطامعهم دون أي وازع من ضمير وطني وأخلاقي الى ما يمكن أن ينتج عن هذه المماحكات من مخاطر قد تطيح بالسلم الأهلي وبالشراكة وتفتح أبواب غير موصدة أصلا لكل طامع وطامح في نقل النار المحيطة بنا الى داخل البيت اللبناني نفسه.
فالقانون (النسبي)الذي يشكل المدخل الصحي والسليم كخطوة أولى في بناء دولة القانون والمؤسسات ،والذي يؤمن أفضل الممكن في ظل عدم إلغاء الطائفية السياسية والإنتخاب خارج القيد الطائفي ،هذا القانون الذي لطالما تغنت به القوى السياسية الحاكمة وطرحوه لما يحمل من ميزة لبنان في أمس الحاجة لها اليوم،وهي فرض خطاب وطني جامع وعام ويخفف من وطأة االمفردات الطائفية والمذهبية ويؤمن مساحة أوسع للمشاركة الوطنية من باب المصلحة العامة بعيدا عن التشنجات والعصبيات الضيقة ،هذا القانون اليوم أصبح عٌرضة للتشريح والتغيير والتبديل والتشويه حتى لم يعد يشبه نفسه أبدا،فكل الطروحات البديلة إما نقيضا له وإما تستغل (إسمه)وتفخخه من الداخل بأساليب شيطانية تؤمن الإستمرارية التاريخية للبنان الطوائف والمذاهب ومصالح رعاتها بعيدا عن الدخول الفعلي لبناء لبنان الحديث ،لبنان المواطنة الحقة والرسالة الثقافية المميزة حقا بغناه وثراءه وتنوعه ،ربما يكون هذا الهدف بعيدا وأضغاث أحلام نعيشها بأمنياتنا كي نضمن لأبناءنا وطنا آمنا متحضرا مستقلا ،أما أقصى ما يمكن اليوم أن نطلب من رعاتنا الأشاوس في الحد الأدنى أن يقروا قانونا لا يحمل في خفاياه فتائل التفجير أولا،وثانيا ألا يكون على (مقاس المقامات العلية)ضاربين بعرض الحائط المساواة بين المواطنين جميعا وعدم السير بخلطة غريبة عجيبة تؤمن مصالحهم وتفرز المواطنين (سمنة وزيت) حتى لو أخذ شرعية قانونية فهو يفتقد الشرعية الشعبية بما يحمله من ظلم لفئة واسعة من الشعب اللبناني،ويبقى النسبي هو الحل والمخرج الوحيد ..وإلا الطوفان.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان الطوائف..هل الوصاية حاجة بديهية كي لا نقتتل؟؟؟
- لبنان على (فوهة بركان)القوانين الإنتخابية...والطموحات القاتل ...
- لعبة الموت: قانون ملغوم أومؤتمر تأسيسي...!!
- قانون الإنتخابات المطروح...مشروع حروب قادمة
- قانون اﻹنتخابات المطروح...مشروع حروب قادمة
- القانون النسبي ...الخطوة الأولى في بناء دولة القانون والمؤسس ...
- إذا كان الحراك المطلبي مؤامرة....فماذا نسمي أفعالكم؟؟عباءة ا ...
- المقايضة الإنتخابية الكبرى....لغمٌ موقوتٌ في الجسدِ اللبناني ...
- الشارع (المستقبلي)للحريري: شو بعد في بالجراب يا حاوي ؟؟؟؟
- بعد تسييس الحريري للقضاء الشرعي..هل يتحمل وزر إنقسام دار الإ ...
- أوهام السلام يسقطها الصهيوني ولا خيار إلا المقاومة
- ما هي التنازلات التي سيدفعها الحريري مقابل ضمانات عون وحزب ا ...
- إسقاط (النسبي) المقدمة الأولى لإسقاط الجمهورية(الثالثة)قبل ا ...
- ديموقراطية الديكتاتوريات المذهبية وقانون الإنتخابات التفجيري
- في ذكرى الوحدةِ نصرخ(واناصراه)...ألأمة في قلبِ البركان!!!
- بين قبائل (بسوس)الداخل وحقد(تتار)الخارج...ضاعت الهوية العربي ...
- جعجع يساهم في(الضعف السني)ويوظفه في تحقيق طموحاته....هل ينجح ...
- صدرٌ عارٍ وحجرٍ وسكين...الممثل الشرعي الوحيد لفلسطين
- إنقلبت المقاييس ...فصرخ الكيان الصهيوني في وجهنا(لا صلح لااع ...
- أزمة الحريري الإنتخابية بين خطاب ريفي وجمهورية مراد الخدماتي ...


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - قانون (على مقاس المقامات العلية)..ظلم للرعية!!