أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - لبنان الطوائف..هل الوصاية حاجة بديهية كي لا نقتتل؟؟؟














المزيد.....

لبنان الطوائف..هل الوصاية حاجة بديهية كي لا نقتتل؟؟؟


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من السهولة بمكان الإجابة على هذا السؤال ب(نعم)أو (لا)دون العودة إالى جذور الطائفية في لبنان وتركيبة السلطة فيه منذ أن كان تحت الإحتلال العثماني مرورا بالإنتداب_الإحتلال الفرنسي ومرحلة الإستقلال وما تلاها من أزمات حتى الحرب الأهلية والدخول السوري وصولا لإتفاق الطائف .فالمشكلة الأساس ليس في تنوعه الطائفي والمذهبي بل تكمن في طبيعة النظام وشبكة العلاقات الفوقية وتداخلاتها الإقليمية والدولية وانعكاساتها في نظام ادارة المجتمع والدولة على اساس طائفي، مما يتيح إستخدام الدين والطائفة في التجاذبات والصراعات الداخلية وامتداداتها الخارجية.فالحقيقة التي يجب عدم إغفالها أن الطبقة السياسية التي تحكم لبنان منذ ما قبل ولادته الى حدوده الحالية هي على توافق وانسجام تام فيما بينها بتجذير هذا الواقع حفاظا على مصالحها الشخصية،لقد تعددت الوجوه والأسماء والصيغ التي تحكم بها هذه النخب مذاهبها ،ولكنها لم تحد قيد أنملة عن الخطاب التاريخي المتحجر الذي قارب عمره القرن ونصف من الزمن،كذلك الصراع مع الشريك الاخر،تعددت مسبباته ولكنه مازال ضمن الحلقة ذاتها من عدم الثقة والتوجس والإتهامات المتبادلة،هذا النظام الذي أستطاع أن يحافظ على قيمه العشائرية والطائفية والمذهبية فشل فشل ذريعا في بناء الإنسان _المواطن وفي بناء الدولة_الواحدة،فما زال الإنتماء المذهبي هو الملاذ والملجأ للمواطن ،وما زالت دولة _المزرعة والمحاصصة بين رعاة الطوائف هي الإطار الذي يضم هذه الجموع ويربطها بالمصالح المتناقضة والتبعيات الإقليمية والدولية .
ليس البداية بأحداث عام 1860 ،لقد سبقتها نزاعات وحروب طائفية بين الموارنة والدروز انتهت بإقامة نظام القائمقامتين وكان بمثابة مؤتمر تأسيسي _تقاسمي للنفوذ والولاء،غير أن ما يميز الأحداث الدامية التي اندلعت ذلك العام لأسباب داخلية وخارجية ولاهواء ومشاريع ومطامع خارجية متضاربة سنة 1860، استدعت تدخلات عسكرية عثمانية وفرنسية، ومعارضات دولية دبلوماسية بريطانية، وبروسية وروسية ، ومن ثم عقد مؤتمر دولي بعد مناقشات توافق سفراء الدول الكبرى في 9 حزيران 1861انتج نظام المتصرفية في لبنان. ودخل لبنان مع نظام المتصرفية الجديد مرحلة الوصاية الدولية عليه. بحجة حماية الطوائف. ففرنسا ترعى الطائفة المارونية، روسيا الأورثوذكس، النمسا الكاثوليك، وانكلترا الدروز. وتبقى الطائفة السنية والشيعية تحت رعاية وسلطة تركيا. وقد أنشات على هذا الاساس متصرفية جبل لبنان، مع لحظ مراعاة الطوائف في نظامها ومجلسه وكان عمليا (المؤتمر التأسيسي الثاني )ولا يختلف في جوهره عن الأول سوى بتوسيع دئرة المشاركين.
مع بداية الإنتداب الفرنسي(1920_1943)وتقسيم المنطقة وفقا لأتفاقية سايكس_ بيكو رافقها إعلان دولة لبنان الكبيربحدوده الحالية _(( علما أن الجنرال بوفور قائد الحملة الفرنسية على لبنان وضع في 27 ايلول 1860 مشروعا معدلا يقضي بـ "قيام نظام مسيحي في لبنان " يكون في الوقت نفسه ضمانا للمسيحيين في كل سوريا وطالب بأن تلحق موانئ بيروت وطرابلس وصيدا وكذلك سهل البقاع ونواحي حاصبيا وراشيا بهذه الحكومة التي ستنطلق لحكم لبنان بمجرد ان تضمن اوروبا قيامها. ورسم بوفور حدوداً لهذه الدولة هي الحدود ذاتها التي اعتمدها الجنرال غورو لاعلان دولة لبنان الكبير في اول ايلول 1920. ))_وقد تكرست مراعاة الطوائف في تركيبة المجالس مع عدم توزيع المواقع الأولى على طوائف بعينها،ولكن تم حينها تثبيت الطائفية في المجالس التمثيلية وقام الإحتلال الفرنسي بما هو أخطر وذلك بتثبيت عناصر التبعية في بنية لبنان السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
في ميثاق 1943 والذي يسمى (الميثاق الوطني )زورا لأنه عمليا لا يتعدى كونه توافق عشائري بلباس طائفي ،وهو اتفاق عرفي غير مكتوب ، قضى بتوزيع المناصب الرئيسية للسلطة على اساس طائفي مؤقتا !!!وما زال هذا المؤقت مستمرا حتى اليوم في بنية النظام اللبناني وتوزيع سلطاته بالرغم من اعتراف الجميع بأنه أس العلة فيما جر من كوارث وصراعات وحروب أهلية وبراكين خامدة وكامنة جاهزة للثوران في أي لحظة .
هذا النظام لم يكن يملك الحصانة الذاتية ولا التماسك الإجتماعي مما جعله عرضة للتجاذبات والإنقسامات على مستويات عديدة ،حتى على هوية انتماءه الحضاري والثقافي والسياسي ...وما احداث 1958 والحرب الأهلية 1975التي ادت الى انقسامات طائفية في ظل تصاعد ازمات النظام داخلياً واحتدام الصراع العربي الاسرائيلي والمخطط الهجومي الاميركي على المواقع والقوى التحررية العربية، و تداخلت فيها العوامل الداخلية مع العوامل الخارجية، وادت الى اطالتها وزيادة طابعها التدميري. سوى دليل حي على طبيعة هذا النظام وما يشكله من ضرر وخطرعلى الشعب والوطن.
أما أتفاق الطائف فلم يكن خارج هذا السياق التاريخي لواقع لبنان ،فقد اقر المناصفة بين ممثلي المسيحيين والمسلمين في المجلس النيابي والحكومة، وموظفي الفئة الأولى. وبذلك قد يكون كرس المكرس بالنص في التقاسم الطائفي والمذهبي للمواقع الرئيسية للدولة. ونشأ عن ذلك وعن الممارسات السلطوية التي يطغى عليها طابع المحاصصة الطائفية والفئوية، وترسيخ وتفشي الفساد والعصبية في الدولة والمجتمع.
هذا الواقع اليوم هو الذي يحكم العلاقات بين رعيان الطوائف والصراع الخفي على مواقع النفوذ في السلطة ،وقد شكل القانون الإنتخابي (المنتظر)عنوانا تتحرك تحته أحلام قرن ونصف من الزمن لكل طائفة ومذهب ،وما زالت المراوحة في ذات المكان ،لم يتقدم أي فريق خطوة واحدة باتجاه الآخر حتى لو كان الخطريحيط بالوطن وبالجميع من كل جانب ،ومع ضيق الوقت المتبقي من مهلة الشهر لإقرار قانون يرضي طموحات كل مكونات السلطة من حق كل مواطن أن يسأل : إلى أين تذهبون بالوطن ؟؟ ألى قانون يمهد لحرب أهلية أم إلى مؤتمر تأسيسي تسبقه أو تليه حرب لا مفر منها ؟؟؟؟ أم هو لبنان الذي لم يبلغ رشده بعد وتعجز رعيان طوائفه عن الخروج من عباءات مصالحهم الشخصية والفئوية وبالتالي لا بد من أوصياء كي يثوب بعض الحالمين الى رشدهم ..قبل فوات الأوان!!!!



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان على (فوهة بركان)القوانين الإنتخابية...والطموحات القاتل ...
- لعبة الموت: قانون ملغوم أومؤتمر تأسيسي...!!
- قانون الإنتخابات المطروح...مشروع حروب قادمة
- قانون اﻹنتخابات المطروح...مشروع حروب قادمة
- القانون النسبي ...الخطوة الأولى في بناء دولة القانون والمؤسس ...
- إذا كان الحراك المطلبي مؤامرة....فماذا نسمي أفعالكم؟؟عباءة ا ...
- المقايضة الإنتخابية الكبرى....لغمٌ موقوتٌ في الجسدِ اللبناني ...
- الشارع (المستقبلي)للحريري: شو بعد في بالجراب يا حاوي ؟؟؟؟
- بعد تسييس الحريري للقضاء الشرعي..هل يتحمل وزر إنقسام دار الإ ...
- أوهام السلام يسقطها الصهيوني ولا خيار إلا المقاومة
- ما هي التنازلات التي سيدفعها الحريري مقابل ضمانات عون وحزب ا ...
- إسقاط (النسبي) المقدمة الأولى لإسقاط الجمهورية(الثالثة)قبل ا ...
- ديموقراطية الديكتاتوريات المذهبية وقانون الإنتخابات التفجيري
- في ذكرى الوحدةِ نصرخ(واناصراه)...ألأمة في قلبِ البركان!!!
- بين قبائل (بسوس)الداخل وحقد(تتار)الخارج...ضاعت الهوية العربي ...
- جعجع يساهم في(الضعف السني)ويوظفه في تحقيق طموحاته....هل ينجح ...
- صدرٌ عارٍ وحجرٍ وسكين...الممثل الشرعي الوحيد لفلسطين
- إنقلبت المقاييس ...فصرخ الكيان الصهيوني في وجهنا(لا صلح لااع ...
- أزمة الحريري الإنتخابية بين خطاب ريفي وجمهورية مراد الخدماتي ...
- هذا هو المطلوب من دار الفتوى....فهل تفعل؟؟؟


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - لبنان الطوائف..هل الوصاية حاجة بديهية كي لا نقتتل؟؟؟