أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواطف عبداللطيف - مشاهد من داخل بلدي وخارجه















المزيد.....

مشاهد من داخل بلدي وخارجه


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1439 - 2006 / 1 / 23 - 09:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب علي ان اعيش في الغربة وانا هنالك بدأت اراقب ابسط امور الحياة اليومية
واليكم البعض منها التي تصيبني يوما بعد يوما بشعور المرارة على ما نحن فيه
وما وصلنا اليه

المشهد الاول:
لا يوجد جرس عند باب الدار لأنه من غير الممكن ان يأتي احد لزيارتك
على غفلة وانت غير مستعد لأستقباله ماديا او صحيا او عائليا
سمعت طرقا على الباب وقمت بفتحه واذا بأحد رجال الشرطة يسألني هل رن
جهاز الأنذار وهل يوجد هنالك شيئا أزعجكم اجبته بالنفي فقال ان الجيران قد
لا حظوا شيئا واتصلوا بالشرطة خوفا عليكم وحتى يتأكد سأل من انا وهل البيت
بيتي وعلى ان اوقع بكافة الاوراق التي جلبها معه حتى يكون قد انهى مهمته
بسلام يحاسب عليها لو كتب شيئا خلافا للحقيقة

في بلادي يقوم الجيران بأزعاجك بالكثير من الامور وياويلك ان اختلفت معهم
لترى ماذا سيكون مصيرك وخصوصا اذا كان اختلافك مذهبيا او حزبيا او
طائفيا فأما تسمع طرقا على الباب لتوجهه لك فوهات المسدسات وبوابل من
الاطلاقات أم تستلم ورقة تهديد او تختطف انت او احد افراد عائلتك ولا تعرف
ماذا سيحل بك
والله يوصيك بسابع جار
اما شرطتك الموقرة فهي تفتح النار كيفما تريد وعلى من تريد والرشاوي على كفى
من يزيد والشكاوي هل من مزيد (بدون نتيجة)

المشهد الثاني:
الحدائق والجزرات الوسطية واركان الشوارع مسؤولا عنها فلاحين مختصين
يعمل لهم مباريات اي واحد منهم ستكون المنطقة المسؤول عنها الاجمل وترى
في كل موسم انواع الزهور التي تشتهيها نفسك ولكنك لا تستطيع التقرب منها
او اقتطاف واحدة او لشم رائحتها وفي المنتزهات العامة ترى انواع مختلفة من
نبات معين من شتى انحاء العالم فهل تعلم ان للنعناع حوالي عشرة اصناف
مختلفة من الورق ونوعية النبات مصنفة ومكتوب عليها مصدرها ونوعيتها وترى
انواع الحيوانات تسير في البحيرات الداخلية والمئات يسيرون ويتفرجون على ما
وهب الله من طبيعة وما عملته يد البشر من جمال واتقان وفتنة محافظين على
كل شئ من الموت والنظافة واذا اراد احدهم ان يقدم زهرة لمريض او مناسبة
يقوم بشرائها من محلات الزهور بأغلى الاسعار حتى لو كانت امام داره وفي
متناول يده

في بلادي ان وضعت نبتة خارج البيت ترى ايادي الاطفال تمتد اليها لتعبث بها
واذا ذهبوا الى الحدائق العامة تراها مزبلة عندما يتركوها بعد ان يقطفوا كافة
الازهار الجميلة فيها ويدوسوا على البعض الاخر
اما شحة الماء الذي اصبح الانسان لا يستطيع الحصول عليه قد ادى الى موت
العديد من الاشجار والنباتات البيتية والعامة وكأن العراق لا يسير فيه النهرين
الكبيرين دجلة والفرات وكأن العراق صحراء قاحلة
وزاد الطين بله الاحتلال فترى الدبابات والحمد لله تسير على الجزرات الوسطية
وتمر من خلال الحدائق وتدمر كل شئ غير ابه بما يحدث


المشهد الثالث:
وانا جالسة في السيارة انتظر عودة ابنتي من عمل ما شاهدت احى السيدات تسير
وامامها كلبها يسير وتحمل بيدها احد اكياس النايلون وانا ارقبهم شاهدت الكلب
يجلس لأخراج الفضلات وبعد الانتهاء من ذلك وقفت السيدة لتحمل ما خرج منه
في هذا الكيس لتضعة في المكان المخصص للأزبال والقاذورات
واذا اردت انت او طفلك ان ترمي شيئا كقشر فاكهة او رقة بسكويت او علكة
تبقى ممسكا بها لحين وصولك الى سلة المهملات المنتشرة في كل مكان على
الطرقات وفي الأسواق والمجمعات

في بلدي اكوام الازبال توضع امام الدور يتطاير فوقها الذباب ولا يحلو لك
الا ان تقوم برمي قشور الفواكهه من نافذة السيارة وكل ماموجود في يدك
في الشوارع وان تسير اضافة الى كافة المخلفات الاشعاعية البيئية التي تؤثر
على الصحة العامة نتيجة الحروب مما يؤدي الى حدوث الكثير من الامراض
السرطانية او الامراض التي تنتقل بالعدوى من كثرة البعوض والذباب

المشهد الرابع:
الحركة العمرانية على قدم وساق ووفق احدث التصاميم للأسواق العامة
والمدارس والشوارع واحسن المنتزهات مفكرين بالانسان كونه انساس
في كل خطوة ينفذونها مخططين الشوارع تجنبا لحدوث الاصدامات محددين
السرعة واضعين الكاميرات لتتصيد من يخالف ذلك بدون تعب

في بلدي اصيحت الشوارع عبارة عن سواتر كونكريت للحماية الخاصة
واكثرية الشولرع مغلقة والمنتزهات عبارة عن اراضي جرداء قاحلة
و اعادة الاعمار بأيادي مفسدين لتكبر كروشهم ما ان تنقضي سنة حتى
تعود اسوأ مما كانت والاسواق العامة تحطم بفعل الطائرات والمجاري
تطفوا علينا بالقاذورات

المشهد الرابع
توجييه الاطفال نحو قراءة الكتب والقصص منذ بداية دخولهم الى المدارس
للتسلية ولتنمية المواهب والقدرات والذاكرة والمعرفة بالحروف والارقام
جاعلين من الدروس اليومية مكانا يجد فيه الطفل راحته ومتنفسا لتنمية
قابلياته ومداركه تشاركهم المعلمة والمديرة العابهم وفعالياتهم وهم متفاعلين
معهم دون خوف ودون تهديد وترهيب تجعلهم يلتهمون العلم التهاما ويتلهفون
الذهاب الى المدارس

في بلدي نجد العصا سلاح المعلمة لتعليم الطالب والقصاص هو السلاح
الترهيبي الثاني والقراءة بكتب ممزقة وبمواد هي حشو ا للدماغ
والمكتبات العامة دمرت وسرقت وسجلات المدارس والجامعات احرقت
واتلفت والدروس الخصوصية للمعلمين والمدرسين اثقلت كاهل الاهل
واتعبتهم وزادت من رداءة ما يحصل عليه الطالب في المدرسة من تعليم

ان الكثير من ابنائنا الذين يعملون في الخارج تراهم يحتلون اكبر المراكز
وفي احسن المواقع وفي كافة بقاع العالم وكافة المجالات والاختصاصات
وبلدنا محروم منهم ومن خدماتهم والكفاءات تغادرنا يوما بعد يوم ونزيف
مستمر لا يتوقف من خيرة ابنائه وعدد الارامل يكبر وعدد الاطفال اليتامى
يزداد و الامراض والأوبئة تتفشى ولا يوجد لها علاج

هذا غيض من فيض
بالله عليكم لم هذا الفرق بيننا
هل هم اغنى منا لا والله
هل لهم خيرات اكثر منا لا والله
هل هم اذكى منا لا والله
هل هم احرص منا لا والله
هل لديهم قيم اكثر منا لا والله

هل تعرفون لماذا
لأنهم احرار
لأنهم يريدون ان يعيشون
لأنهم يعرفون كيف يتصرفون
لأنهم مؤمنيين بقيمة الانسان وحقه في الحياة
اننا ياناس لن نعيش اكثر من مرة واحدة دعونا نعيشها بسلام
دعوا اطفالنا الابرياء يكبرون
دعوا شبابنا الواعـــد يتثقفون
دعوا شيوخنا الكبار يحلمون
دعوا امهاتنا العزيزات ينامون
اريحوهم اراحكم الله فغيرنا ليس احسن منا في اي شئ فنحن بلد الخير



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عليكم بحماية كرامة العراقي وماله
- الصائغ وحدنا وأضهر اصالتنا
- الى وزيرة الهجرة والمهجرين
- لو كان للعيد بابا لأغلقته
- اليك ياأمي الحبيبة
- كلمات
- الحج لهذا العام
- نتائج الانتخابات وعمل اللجنة الدولية
- بالمختصر المفيد ماذا نريد بالعام الجديد
- نبض طفلة عراقية
- حزمة أمل
- نحن عراقيين نريد حكومة عراقية
- واخيرا تحركت شرطة الكمارك
- انقذوا هذه العائلة
- حرام عليكم اجهضتم الفرحة
- كنت بأنتظاره
- هنيئا لك ياوطني
- المفوظية العليا للأنتخابات والمصروفات
- بالله عليك ياأحمد راضي
- انتهت المسرحية


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواطف عبداللطيف - مشاهد من داخل بلدي وخارجه