أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل علي صالح - ما بين السنة والشيعة تاريخياًهل يحسم بالعقل وتنتهي صدامات الماضي وانقساماته الراهنة؟














المزيد.....

ما بين السنة والشيعة تاريخياًهل يحسم بالعقل وتنتهي صدامات الماضي وانقساماته الراهنة؟


نبيل علي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 15:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تصدر بين الحين والآخر عن علماء دين شيعة وسنة أقوال وآراء فكرية نوعية مهمة حول خلافات التاريخ البغيض القائم بينهما، في محاولة منهم لدفع مسببات الخلاف وعوامل التنابذ، وتمكين مساحة اللقاء والمشتركات الفكرية والفقهية والثقافية بين مدرستي الخلافة والإمامة.
ومؤخراً قرأتُ لأحد هؤلاء العلماء، وهو السيد علي الأمين جملة مهمة، نادراً ما يتجرأ على قولها والبوح بها رجل دين معمم، يقول فيها: "الخليفة أبو بكر(رض) ما كان مالكياً، ولا كان الإمام علي(ع) شيعياً.. ولا كان الخليفة عمر بن الخطاب(رض) حنفياً. كانوا كلهم مسلمين..".

...هذا القول المهم الذي تفوّه به عالم دين مسلم شيعي له وزنه وحضوره الاجتماعي والرمزي الديني المعاصر، ربما قلّة من العلماء والمفكرين والمراجع سبقه إليه، من أصحاب المواقف الشجاعة، ونقول شجاعة لأن البيئة الاجتماعية والدينية لطوائفنا ومذاهبنا مغلقة بصورة شبه كلية على قناعاتها ومعتقداتها اليقينية الخاصة، فكل حزب بما لديهم فرحون..

طبعاً هذا القول، وغيره من الأقوال النوعية الجريئة، ربما ليست كافية، فهي تصدر عن حالات فردية، إذ لا بد من تظهيره في رؤى جماعية متفق عليها، ليأتي على شكل حسم فكري تاريخي، ويقر في مناهج فكرية توافقية حية على الدوام تعلم وتدرس وتمنهج عملياً..
فالخلفاء الثلاثة الذين يعتقد بهم أكثر من مليار 500 مليون إنسان على وجه البسيطة، لم يتحاربوا أو يتقاتلوا رغم وجهات نظرهم المتنوعة والمتعددة، والمختلفة. وهي رؤى كانت متضاربة في بعض الأحيان، ولكنهم أداروها –بداية- قبل الاستحكامات السلطوية اللاحقة، بلغة الحوار، وحلّوها سلمياً، لا عنفياً، منذ 1400 سنة، وليس منذ سنة أو اثنتين أو عشرة أو خمسين سنة، حيث نجد اليوم الصراعات الدموية والاستقطابات الطائفية الحادة بين مذاهب المسلمين، ونجد أيضاً من يزعم (من مفكري ونخب المسلمين من مرجعيات دينية ودنيوية للأسف) بأنه يمثلهم ويتحدث باسمهم، نجدهم يتقاتلون على الفاصلة التاريخية، ويتصارعون على مغريات الدنيا حباً بالمال أو السلطة والنفوذ، تحت تلك العناوين الصراعية التناقضية.. وهم لا يعلمون –أو قد يعلمون!!- أنهم يخدمون مشاريع تفتيت كبرى، دمرت وتدمر كل شيء في أمتنا وبلداننا ومجتمعاتنا.. كله بسبب تجيير الدين لصالح السياسة..

وقد لا يعجب هذا الكلام (أو تلك الرؤية) كثيراً من الناس، وخاصّة من جماعات الأسطرة التاريخية، أو من متعصبي كلا الفريقين (اللذَيْن يتفقان فقهياً وفكرياً واعتقادياً بينما بنسبة تزيد على 85%).. وهؤلاء الذين يصرون على سلوكية الاختلاف ومنع التلاقي، هم إما من المنتفعين، أو من الجهلة غير العارفين بحقائق التاريخ، ومنطق الخلاف، أو ممن يبحثون عن نقاط الاختلاف لتعميقها وتجذيرها، بدلاً من التركيز على نقاط اللقاء والاشتراك لتثبيتها في الذهنية العامة للمجتمع والأمة في مواجهة الانقسام والتفتيت وقوى التآمر والتسلط الإرهابي الديني وغير الديني...

من هنا، أعتقد أن من أهم تحديات ومشكلات اللقاء والتضامن بين المسلمين –قبل الحديث عن وحدهم ووحدتهم- هي: الرواسب والخلفيات التاريخية، والعقد النفسية لكل فريق ضد الآخر، وطبيعة هيمنة مراكز القوى والأوضاع الاستعمارية التي تثير السلبيات وتركز عليها، بما يعقّد الأوضاع والمواقع، ويثير مزيداً من الأزمات على أكثر من صعيد..

وأختم بكلمة مهمة ومؤثرة قالها أحد أهم مراجع المدرسة التجديدية الإسلامية المعاصرة، المرجع الراحل محمد حسين فضل الله(رحمه تعالى)، يتحدث فيها عن ضرورة الإخلاص للقضايـا الكبيرة التي جعلهـا اللّه أمانة في أعناقنا، وهذا يقتضي منّا مرونـة إسلاميـة عميقـة.. وقد عشنا هذا الأمر في الأسلـوب العملي الذي أرادنا أهل البيت(ع) أن نسير عليه. ونجد أمامنا -في هذا المجال- أسلوب الإمام عليّ أمير المؤمنين(ع)، في الفترة التي عاشها بين وفاة الرسول(ص) وخلافته، في ما حدّثنا عنه من أجوائها، وموقفه من تلك الأجواء:
"فما راعني إلاَّ انثيال النّاس على فلان يبايعونه، فأمسكتُ يدي، حتى رأيتُ راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام يريدون محق دين محمَّد(ص)، فخشيت إن أنا لـم أنصر الإسلام وأهله، أنْ أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم، التي إنَّما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما زال كما يزول السراب، أو كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث، حتى زاح الباطل وزهق، واطمأنَّ الدين وتنهنه" ..

وكما في قوله(ع) عندما سمع قوماً من أهل العراق يسبُّون أهل الشام: "إنّي أكره لكم أن تكونوا سبَّابين، ولكنَّكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتـم حالهم، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبِّكم إيّاهم: ربَّنا احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحقّ من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به" ..

وقول الإمام الصادق(ع) في حديث عن معاملة الشيعة لبقية المسلمين:
"صلُّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإنَّ الرّجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع النّاس، قيل هذا شيعي، فيسّرني ذلك، اتقوا اللّه، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً" .



#نبيل_علي_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول موضوع التنمية ونهضة المجتمع
- الطاقات العربية وأسباب هجرتها
- حول واقع وآفاق التنمية العربية
- بين الوعي الساذج والنقدي - مجتمعاتنا بين الأدلجة والتنميط وأ ...
- خاطرة حول محاضرة في متحف أنيق
- نقد سياسي ضروري
- سؤال وموضوع مهم: هل الثقافة العربية الإسلامية قابلة للتطور؟
- القضية ليست شعارات ولا مصطلحات... بل أفعال نوعية ومبادرات فع ...
- الأمم الحية ومواجهة تحدياتها الوجودية
- امريكا و-دواعشها- وما بينهما من حرب على الارهاب:
- تجليات الإسلام التاريخي في عصره الداعشي الأخير
- حول الاسلام السوري والتدين الاجتماعي
- البناء المخالف والعشوائيات في مدينة اللاذقية.. أحياء مخالفة ...
- دراما رمضان وتسطيح عقل المشاهد العربي
- مخالفات البناء: واقع مرير وبدائل غير متاحة حتى الآن
- اللاذقية... سويسرا الشرق!!!
- أبو حيدر وشهادة الميلاد الجديدة .. قصة حقيقة من ضيعة -بلوطة-
- الخوف من الأصولية الإسلامية.. وهم أم حقيقة؟!
- الإسلاميون والعنف دور المثقف في تغيير الصورة النمطية عن الإس ...
- العرب وحديث المؤامرة


المزيد.....




- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل علي صالح - ما بين السنة والشيعة تاريخياًهل يحسم بالعقل وتنتهي صدامات الماضي وانقساماته الراهنة؟