أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل علي صالح - سؤال وموضوع مهم: هل الثقافة العربية الإسلامية قابلة للتطور؟














المزيد.....

سؤال وموضوع مهم: هل الثقافة العربية الإسلامية قابلة للتطور؟


نبيل علي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلام والعقيدة الدينية (والثقافة وكل القيم والمعاني التي أنتجتها ثقافته) ليس هو المسؤول الجذري والاساسي عن الأوضاع والمآلات السلبية التي عاشها ويعيشها العربي والمسلمون، خاصة على صعيد تدهور عمل الدولة العربية، وتقويض أسس استقرارها..

وفي وضعنا العربي المتفجر حالياً حيث يغيب المفهوم الحقيقي التطبيقي لمعنى وماهية الدولة، هناك أمران في غاية الأهمية على هذا الصعيد هما من ساهم في عملية تقويض أسس الدولة العربية الحديثة:
الأول: البيئة القائمة المعاشة...
حيث مناخات العمل وأساليب التطبيق، ومجمل السياسات واستراتيجيات العمل التي تم ويتم تنفيذها من قبل النخب المهيمنة القائمة (صاحبة المصلحة في بقاء الأمور على ما هي عليه من ثبات واستقرار وموات وفوات تاريخي)، لا تلقي بالاً (يعني: لا تهتم البتة) بشيء اسمه: الحقوق، أي حقوق الفرد.. ولا تعرف معنى عملياً لأخلاقيات المواطنة المتساوية، ولا تهتم أيضاً بحكم القانون، ولا بأولوية الحرية وسيادة الفرد على ذاته ونفسه.
الثاني: السياسات والمخططات الدولية..
حيث العبث بمقدرات وتوازنات المنطقة العربية من قبل الدول العظمى والمحاور الدولية الكبرى على مدار أكثر من خمسة عقود مضت.. مما حرم أبناء هذه المنطقة التي هي منطقة الأديان والرسالات والتوارخ والثقافات القديمة، من بناء دول آمنة ومستقرة، ومنعهم من الوصول إلى بناء تفاهماتٍ ومشتركات وقناعات شبه واحدة، تعزز الاستقرار والسلام بين شعوبه ودوله. وكل فترة من الزمن –حيث اللا استقرار هو القانون الحاكم- تندلع الحروب والصراعات الأهلية، نتيجة التوازنات الهشة القائمة.. مما يكلف المنطقة مزيداً من الضحايا والأموال وهدر الثروات.. وهذا سببه الأساسي حالة الفوضى وعدم الحسم التاريخي.

ولا تقولوا لي بأن موضوعة الحسم هي موضعة تاريخية حيث أن ثقافتنا ماضوية عتيقة غير قابلة للتطور أو التعديل، وأن إنساننا (الذي تتحكم فيه ثقافة النص التاريخي) لا يحمل في داخله بذور ونويات التطور والانفتاح على الحياة والعصر، خاصة وأنه يعيش في قلب هذا التطور العلمي والتقني..
أنا أقول بأن كل الثقافات البشرية حتى تلك التي وصفت يوماً ما بالهمجية والبربرية هي ثقافات قابلة للتعديل والتطور، وإلا لما وصل العقل البشري إلى ما وصل إليه من تقدم وتطور مذهل على كل الصعد والمستويات (حيث هذه الحضارة العلمية التقنية الراهنة التي نعيشها)، بل كان بقي في الكهف والمغاور، وعاش على الزراعة والصيد والافتراس..
لاحظوا أوروبا كيف كانت وعلى أي حال متطور مذهل أصبحت.. فهل نسينا حروبها الأهلية البربرية التي كلفتهم ملايين الضحايا والأبرياء؟ ثم لاحقاً بنوا تفاهمات سياسية واجتماعية، فقامت الدول على أسس عقلانية صحيحة .. بمعنى أنه من عمق تلك النظم الاجتماعية القرسطوية القديمة انبثقت وتفجرت قيم ومعاني السياسة العقلانية القائمة على حكم القانون وحق الفرد وسيادته بدلاً عن حكم الراعي والرعية.. وارتقى الناس في تفكيرهم ووعيهم، وتنظيم شؤونهم إلى مستوى مفهوم الدولة والقانون وأخلاق الحرية واحترام الفردية. بعيداً عن الأشكال الجماعوية للتنظيم الديني الطائفي، أو العشائري، أي ما نسميه، في العلوم الاجتماعية، بالأشكال الأهلية والعرفية والعصبيات التقليدية، التي تنتج نفسها بنفسها، من دون تفكير ولا تغيير.

الإنسان بطبعه الذاتي (حيث العقل البدئي) محب للاستكشاف والاستطلاع ومعرفة كل ما حديث وجديد.. وكل الثقافات الكبرى والصغرى التي أنتجها هذا العقل (الذي كان بربرياً وهمجياً يوماً ما في سلوكه ومعاني حياته) هي بالضرورة ثقافات قابلة للتطور، والانفتاح، والقراءات المتجددة، واستيعاب الأفكار والمعاني والقيم الجديدة لأية حضارة قائمة.. فكل البشر ينتمون إلى أرومة جنسية واحدة، وكل البشر يمتلكون نفس الخصائص الخلوية والنووية الذاتية التي كشفتها اكتشافات علوم الهندسية الوراثية.. وأن البيئة كموضوع هي من تحدد وتؤثر على طرق وأساليب العمل والوعي والسلوك، وليس الإنسان نفسه كذات.



#نبيل_علي_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية ليست شعارات ولا مصطلحات... بل أفعال نوعية ومبادرات فع ...
- الأمم الحية ومواجهة تحدياتها الوجودية
- امريكا و-دواعشها- وما بينهما من حرب على الارهاب:
- تجليات الإسلام التاريخي في عصره الداعشي الأخير
- حول الاسلام السوري والتدين الاجتماعي
- البناء المخالف والعشوائيات في مدينة اللاذقية.. أحياء مخالفة ...
- دراما رمضان وتسطيح عقل المشاهد العربي
- مخالفات البناء: واقع مرير وبدائل غير متاحة حتى الآن
- اللاذقية... سويسرا الشرق!!!
- أبو حيدر وشهادة الميلاد الجديدة .. قصة حقيقة من ضيعة -بلوطة-
- الخوف من الأصولية الإسلامية.. وهم أم حقيقة؟!
- الإسلاميون والعنف دور المثقف في تغيير الصورة النمطية عن الإس ...
- العرب وحديث المؤامرة
- الإسلام كرسالة إنسانية مقاربة في المشروع الثقافي الإسلامي من ...
- الإسلام كرسالة إنسانية مقاربة في المشروع الثقافي الإسلامي من ...
- الإسلام كرسالة إنسانية مقاربة في المشروع الثقافي الإسلامي من ...
- من تداعيات أحداث 11 أيلول 2001 م العرب بين مطلب النهوض الحضا ...
- ولاية الفقيه بين الجمود والثبات أو الانفتاح والتجديد
- الأميركيون فرحون بالتغيير، فماذا عن العرب؟!
- المعارضات العربية بين حق الحرية ومنطق الاستئصال


المزيد.....




- بالصور.. مسيرة -+LGBTQ- في تحد لحظر السلطات في المجر
- أكثر من 17 مطعماً حصلت على نجمة ميشلان في هذه المدينة الأمري ...
- سمعا زقزقته من داخل فتحة صرف صحي.. شاهد ما فعله رجلان لإنقاذ ...
- زفاف بيزوس وسانشيز.. شخصيات بلقطات باذخة سرقت الأضواء بأزيائ ...
- -أوبيتيري-: حين تصبح الصحفية قاتلة متسلسلة من حيث لا تدري
- وكالة الطاقة الذرية ترجح عودة إيران للتخصيب -خلال أشهر-
- كيف قرأ الإيرانيون خطابات خامنئي قبل وبعد الحرب؟
- 71 قتيلا في هجوم إسرائيل على سجن إيفين الإيراني حيث يقبع موا ...
- ترامب يدعو مجدداً لوقف محاكمة نتنياهو ويهدّد بقطع المساعدات ...
- في ظل الخروقات الأمنية.. هل يُمكن لإيران تصنيع قنبلة نووية ف ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل علي صالح - سؤال وموضوع مهم: هل الثقافة العربية الإسلامية قابلة للتطور؟