أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل علي صالح - خاطرة حول محاضرة في متحف أنيق














المزيد.....

خاطرة حول محاضرة في متحف أنيق


نبيل علي صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمعت اليوم بإمعان وتشوق كبير لمحاضرة ألقاها أحد المختصين السوريين في موضوع العمارة، وهو الدكتور هاني ودح، عميد كلية العمارة بجامعة تشرين.

كانت المحاضرة قيمة وغنية بالمعلومات التاريخية الهامة الواردة طبعاً في كثير من الكتب والمراجع والمظان التاريخية المعروفة، والتي تحدثت عن مدينة اللاذقية منذ أكثر من 4000 سنة خلت..

طبعا لابد بداية من توجيه بطاقة شكر للمحاضر على أسلوبه معالجته للمعلومة التاريخية، خاصة لجهة المقارنة بين ما كان، وما جرى.. كذلك على جهده المبذول في إعداد وتجهيز وإخراج المحاضرة على الصورة الزاهية والبهية التي رأيناها، وكانت محط اعجاب واستمتاع عموم الجمهور الحاضر.

يعني كانت المحاضرة عموما جيدة وممتعة كما قلنا، ولكني لاحظت وجود عدة ثغرات عديدة منهجية وأكاديمية، تمحورت حول آلية العرض السريع "الاختزالي" الذي تم في سياقه تضييع الكثير من المعلومات والتواريخ والمفاصل التاريخية المهمة التي كان يفترض عدم نسيانها، بل وتسليط الضوء عليها بقوة أكثر من غيرها، حيث لاحظنا أنه تم "سلق" مرحلة بأكملها، لم يذكر فيها وحولها أي شيء حول تاريخ ومعالم عمرانية مهمة وحيوية في هذه المحافظة.. لا ندري ما السبب؟ ربما يخبرنا المحاضر بها بعد حين!!!!!..

لكن حقيقة ما آلمني وحز في نفسي ووجداني أكثر، هو شعور المحاضر، واحساسه العميق ونفحات الحزن التي بدت عليه، وهو عميد كلية عمارة، التي تمثل أعلى موقع هندسي معماري رفيع بنائي وتخطيطي بالبلد، شعوره بالأسى والحزن لما آلت إليه الحالة المعمارية والهندسية العامة المزرية (عمرانيا ومعماريا كما قلنا) لمدينة اللاذقية وتأثره الصادق لتلك الحالة مع أنه مسؤول معماري فيها!!!.. فأين هو دوره وقراره وحضوره مع الاحترام والتقدير؟!!!! كما ونسأل: إذا كان هذا الشعور بالعجز شبه الكلي، وحالة الشلل التام تقريبا المسيطرة عليه (وعلى غيره من "أركانات" القرار الهندسي بالمحافظة كما يظهر!!!)، والمتمثلة في عدم القدرة على فعل أي شيء من قبل رجل يمثل حالة هندسية راقية ورفيعة، ويفترض أن يكون لها دور وحضور واضح، ليس بالمحاضرات والندوات فقط والحزن والأسى على ما فات من أزمان العمارة الجميلة بالمدينة (بعدما تم تهديم معالم ومباني تراثية وحضارية وتاريخية مهمة وحل محلها البناء البيتوني الشاقولي المسلح)، ولكن بالمشاركة في صنع القرار الهندسي للمحافظة، اذا كانت هذه هي حالة العجز والضعف لدى هكذا موقع متقدم علمي رفيع، فماذا نقول عن باقي مواقع المجتمع، أفراداً وهيئات ومنظمات وغيرهم ممن لا علاقة لهم بشيء اسمه هندسة وعمارة وتخطيط مدن؟!!.. ثم أين هم "صناع القرار الهندسي" العلمي في هذه المدينة؟ لماذا لا نراهم إلا في سرادقات العزاء الهندسي وأجواء المناحات، وحفلات الردح والندب والشجب فقط بلا طائل ولا معنى ولا مغزى؟ أين هم عن مواجهتهم لمن يتهمونه (من حيتان البيتون المسلح وتجار وسماسرة البناء العشوائي المخالف) بتدمير البنى المعمارية العتيقة والتاريخية في المدينة وتشييد الأبراج البيتونية محلها؟ ولماذا يواصلون نقدهم المتواصل لبعض المشاريع الهندسية التي شوهت منظر المدينة كتشييد المرفأ في قلب وخاصرة المدينة وهم طبعا محقون في ذلك، مع عدم أخذهم العبر والدروس لمنع تشييد مباني ومشاريع أخرى قد تشوه (وقد شوهت منظر المدينة لاحقا)؟..

يعني حقيقةً، تخيلت أحد هؤلاء المتعهدين من متعهدي اخر زمان، ممن يبنون المخالفات (إياهم ما غيرهم)، لو كان يحضر ويستمع لهذه المحاضرة، لكان سقط مغشيا عليه من الضحك والتهكم والسخرية؟!!!!! لماذذا: لأننا –كمهندسين- ليس لنا الا الكلام والتحليلات النظرية والاسى والحزن والتأسف والتباكى على أيام زمان، والله يرحمها... لن تعود.. يعني نحنا قاعدين نتحسر على صور وذاكرة توثيقية جميلة أجاد المحاضر في ضبطها وعرضها ومقارنتها، وهو (أي المتعهد ومن معه ولف لفه، من باقي جماعات السكن العشوائي) يضحك في قرارة نفسه، ويتخيل نفسه كيف كان يعد الاموال المقبوضة إلى جيبه، من جراء بيع أبنيته البيتونية التي أقامها على أنقاض (نعم أنقاض) تلك الصروح المعمارية الفريدة الجميلة!!!!!!!!
كما وآلمتني كثيرا الطريقة التراجيدية المؤثرة التي أنهى المحاضر من خلالها وعبرها محاضرته، وكأني به (أي بالمحاضر) يريد أن يقول:
أولئك (تجار الحروب الذين دمروا آثار حلب) هم مثل هؤلاء (سماسرة وتجار المخالفات والبناء المخالف)، قاموا بما قاموا به من تدمير لمباني ومواقع وتلال ومعالم اثرية وتراثية مهمة ونوعية وحيوية كان يفترض أن تكون شواهد حضارية مشعة عن حضارة وتراث البلد التاريخي..!!..



#نبيل_علي_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد سياسي ضروري
- سؤال وموضوع مهم: هل الثقافة العربية الإسلامية قابلة للتطور؟
- القضية ليست شعارات ولا مصطلحات... بل أفعال نوعية ومبادرات فع ...
- الأمم الحية ومواجهة تحدياتها الوجودية
- امريكا و-دواعشها- وما بينهما من حرب على الارهاب:
- تجليات الإسلام التاريخي في عصره الداعشي الأخير
- حول الاسلام السوري والتدين الاجتماعي
- البناء المخالف والعشوائيات في مدينة اللاذقية.. أحياء مخالفة ...
- دراما رمضان وتسطيح عقل المشاهد العربي
- مخالفات البناء: واقع مرير وبدائل غير متاحة حتى الآن
- اللاذقية... سويسرا الشرق!!!
- أبو حيدر وشهادة الميلاد الجديدة .. قصة حقيقة من ضيعة -بلوطة-
- الخوف من الأصولية الإسلامية.. وهم أم حقيقة؟!
- الإسلاميون والعنف دور المثقف في تغيير الصورة النمطية عن الإس ...
- العرب وحديث المؤامرة
- الإسلام كرسالة إنسانية مقاربة في المشروع الثقافي الإسلامي من ...
- الإسلام كرسالة إنسانية مقاربة في المشروع الثقافي الإسلامي من ...
- الإسلام كرسالة إنسانية مقاربة في المشروع الثقافي الإسلامي من ...
- من تداعيات أحداث 11 أيلول 2001 م العرب بين مطلب النهوض الحضا ...
- ولاية الفقيه بين الجمود والثبات أو الانفتاح والتجديد


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل علي صالح - خاطرة حول محاضرة في متحف أنيق