أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم العبيدي - في الآذار الشيوعي العراقي














المزيد.....

في الآذار الشيوعي العراقي


عبدالكريم العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


لماذا نحتفي برأس السنة الشيوعية العراقية؟ هل هي "كسلة ثقافية"؟ أم هي شعلة "كاوه الحداد"؟
تاريخنا العراقي هو تاريخ البحث عن الطعام، نحن أحفاد الفقر والجهل والتخلف، ثلاثية الطغاة وحلفائهم. نحن من سلالة الفقر الأزلية، لكنَّ "الشيوعي" علمنا أن الفقر لا يصنع ثورة، ولكن وعي الفقر هو الذي يصنعها، ولذلك أبحرنا في ذلك الوعي ونسينا أوجاعنا، ثم عرفنا منه أن الطاغية مهمته أن يجعلك فقيرا، وأن مهمة شيخ الطاغية هي أن تجعل وعيك غائبا، ولذلك صرنا نحارب الطغاة وشيوخهم معا.
تعلمنا من "الشيوعي" أن الانسان هو أثمن رأس مال في الوجود، وأن التقدم الاجتماعي يقاس بالوضع الاجتماعي للجنس الانثوي، وأننا نحتاج دائما الى الثورة الانسانية، ولذلك صرنا مشاعل احتجاج وثورة وتظاهرات واعتصامات واحتجاجات، نحمل أوجاع الفقراء ومطالبهم وحقوقهم، ونقف بوجه الطغاة بأقلامنا وبصرخات حناجرنا وبصبرنا ونضالنا.
منذ مراهقتنا الجميلة تتلمذنا على صرامة الفلاسفة وطروحاتهم وجمال مقولاتهم، لكنَّ "الشيوعي" قال لنا:"هؤلاء فسروا العالم بأشكال مختلفة، ولكن لا يكفي تفسير العالم، بل يجب تغييره، وقد حان الوقت لتغييره".
عرفنا من هذا "الشيوعي العنيد"، ونحن نرتجف بين عنف وغطرسة آبائنا وضعف وكفاح أمهاتنا أن الرجل هو البرجوازية، والمرأة هي القائمة بدور البروليتاريا، فأحببنا أمهاتنا، وأدركنا قيمة المرأة ودورها ونضالها الدؤوب.
علمنا هذا "الشيوعي المشاكس" أن الفكرة تغدو قوة عندما تستولي على الجماهير، وأن وعي الناس لا يحدد وجودهم، بل على العكس من ذلك، الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم. ولطالما قال لنا: أن التاريخ هو التاريخ الطبيعي الحقيقي للإنسان، وأن من لا يعرف التاريخ محكوم عليه بتكراره، وها هي الكثير من الشعوب تدرك عقم أسفها على ذلك الاهمال.
عرفنا، نحن المثقفين الحالمين بغد أجمل من ذلك "الشيوعي الملحد" جملة متنورة من شطرين رهيبين:"من كل حسب قدرته، ولكل حسب حاجته"، فأدركنا أن التغيير بأيدينا ولن يأتي من الغيب.
تعلمنا، نحن المحكومين بسياط الطغاة أن الحرية هي إدراك الضرورة، وأن بعض قوانين الدولة التي تستهدف محاربة الجريمة هي أكثر إجرامية منها، وأن كل شيء يجب أن يبرر وجوده أمام مقعد حكم المنطق، أو يتخلى عن وجوده.
علمنا هذا "الشيوعي البلوه" إن الديالكتيك، بمفهومه الموضوعي، يتسيد الوجود، ولكن ثمة ديالكتيك آخر هو ديالكتيك الفكر، وهو انعكاس للحركة السائدة في أرجاء الطبيعة كافة، وهذه الحركة تتم من خلال الأضداد، التي تحدد حياة الطبيعة بصراعها المستمر، وبانتقالها النهائي أحدها إلى الاَخر، أو إلى أشكال أرفع.
"الشيوعي المخالف للسائد والمألوف دائما"علمنا إن نظرية التطور "النشوء والارتقاء تبين، أن كل خطوة إلى الأمام، بدءً من الخلية البسيطة، وانتهاءً بأشد النباتات تعقيداً، من جهة، وبالإنسان، من جهة ثانية تتم من خلال الصراع الدائب بين الوراثة والتكيف".
وأخيرا وليس آخرا، أسرى بنا هذا "الشيوعي الجميل" الى المفهوم المادي، وبين لنا أنه يشكل إنتاج وتجديد إنتاج الحياة المباشرة، وهو العامل الحاسم في التاريخ، وإنتاج الإنسان نفسه، الانسان وليس العبد الجاهل الذي يريده الطغاة الراحلين حتما.
والآن، ألا يحق لنا أن نحتفي برأس سنة هذا الشيوعي الذي حمل العراق بحدقات عيونه بلا منّة ولا مكاسب، وظل خيمة ومتكئا لنا جميعا في زمن



#عبدالكريم_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت شيوعية مشبوهة
- نكتة سياسية
- لهذا.. أنا بصراوي للأبد!
- مسيرة بغداد
- المترجم -چِكَّه-
- الحلم السردي.. سياحة من الغرائبي إلى الواقعي
- عيد كوليرا
- خريج يبحث عن وظيفة
- خمس قصص باكية جدا
- في لحظات رحيله.. في بدء الفراق -عادل قاسم-.. صورة عراقية لمس ...
- البصرة.. أم السرد
- -31- آذار.. نبض -الآخر- الجميل
- الشيوعي بلوى!
- الشيوعيون -كَفَرَة-
- سوزان ابراهيم و (لعبة الأنا).. قراءة تحليلية في مجموعتها الش ...
- الرفيقة (أم امتاني)
- بيت علي الشباني. محطة الشيوعيين.. شهادة
- العراقيون يتكيفون مع الحر ويحولون معاناتهم إلى نكات!
- شهادة دموية مكتوبة برائحة شواء لحم العراقيين
- مفردات برلمانية تغزو الشارع العراقي الآن


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم العبيدي - في الآذار الشيوعي العراقي