أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم العبيدي - لهذا.. أنا بصراوي للأبد!














المزيد.....

لهذا.. أنا بصراوي للأبد!


عبدالكريم العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


للبصرة "دوخه" تُشفيها، نطلبُها، أحيانا، من "ربع عرگ زحلاوي"، نكرعه مع "تومان العبد"، قبل أن يعزف لنا الناي بأنفه الذي يشبه "رگه مفروشه"، في جوقة دعاية سينمائية، أو من "هيوة خشابه"، تتصاعد من "خرطة طبلة سعد اليابس" في عرسٍ بصراوي ساهر، في "مناوي باشا"، أو من "لطميه" حامية، في ليلة جمعة عاشورائية، في "حسينية العِبيد" في الجمهورية.
غامضة مشاكسة رعناء هذه الـ "فينيسيا" الجنوبية.
في أمسها، بين "چنابر وعربات أم البروم" السبعينية، ظننتُ أنها ستلوِّح لي، وستقْبِل نحوي حانية من رمال الزبير، لتعانق ما تركته لي متلازمة حروب، من سطور عالقة سحناء مثلها، أحملها من "عرايك الومبي، وتراب العاليَّه، وفگر صبخة العرب، وطلايب الحيانية، ومزابل الگزيزه، وخيسة 5 ميل".
الآن، وأنا في صخب "الخضّاره"، أرى أن ظني هذا ليس صحيحاً، هي قريبة جدا، لكنها تبدو غامضة، شديدة المكر، فحيثما أوجد تضللني، تتنكر لي، تجعلني، أنا ابنها "القديم"، في مستوى أدنى!، لتبقى هي في الأعلى دائماً، في أقصى رأس نخلة أو منارة، في قمة أفق منحدر، أو في رحاب كسلة مرحة. لا ترى مني، أنا الذي نستني في متاهات أهوارها، سوى "گلبي الما ينطيني أعوفهه".
"باصورا الطرگاعه" هذه يا ناس، لا تُقْبِل لاهثة، الاّ لترني قبسا من "آ" لهجتها الثقيلة في شوارع كتيبان، أو لتدفنني بعطسة "الكاري الحار في سوگ الهنود"، أو لتدعوني لتناول "مگشت حمدان" أو "صبور شوي الفاو" أو لسماع اهزوجة "مصموطه والچاي امخدر"، معزوفة أطفال "الدير" الحفاة القديمة، ثم تجهمني كعادتها بعسر مائها المالح، وتقيدني بـحمرة "ديرم" حسناوات حي الطرب الغاربات.
هذه المدينة ظمأى، جريحة منذ "قميص عثمان"، جائعة منذ زهد "مالك ابن دينار"، "سرسريَّه سيبنديَّه" من أيام عربدات "أبي نؤاس"، دائماً تفرض عليك غموضها لتجعلك واهما أمام هودج جمل مفتون، أو سيف سفياني باشط شديد القسوة، أو "طنگورة مختارة" جديدة ثائرة في ليلة جمعة!
هي "ولاية بيزات" بامتياز، لن تتعافى ذات يوم. دائما تعرض "مكايدها" الخربة كطرب مُسكِر، رافضة أن تخدش أسرار الزنج بقبس وشاية، أو أن يكف نخيلها المغبر عن "صُفرة البشير" في أول "الگيظ"، أو أن تغدو رائحة نفطها قادرة على حماية الآبار، من لصوص القرن العشرين.
غامضة ساحرة هذه المدينة دائما، تحتفظ "بشطها" كوقف غير مرغوب به، كـ "نعاوي" أمهات الحروب في "فواتح الشهداء وقْرايات عاشور"، كـ "باحورة الفاو أو شرجية مهيجران أو غبار ضربة خور الزبير"، لا يتذكر تموزها "الجريد"، ولا يكشف عنه نسيان "دودة الزعيم" في "شط الومبي الخايس".
ومع هذا، مع كل هذا يا ناس، أراني مثل "عرگرچية بار الفقير"، على ضفاف شط العرب، قبل أن تشوهه مؤخرات ضباط الحرب الثمانينية، أو ترعبه لافتات وأعلام المناسبات الدينية، مازلتُ أردد طربا:"أحيا وأموت عالبصرا"!

مقطع من روايتي الجديدة ( كم أكره القرن العشرين – معلقة بلوشي )



#عبدالكريم_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة بغداد
- المترجم -چِكَّه-
- الحلم السردي.. سياحة من الغرائبي إلى الواقعي
- عيد كوليرا
- خريج يبحث عن وظيفة
- خمس قصص باكية جدا
- في لحظات رحيله.. في بدء الفراق -عادل قاسم-.. صورة عراقية لمس ...
- البصرة.. أم السرد
- -31- آذار.. نبض -الآخر- الجميل
- الشيوعي بلوى!
- الشيوعيون -كَفَرَة-
- سوزان ابراهيم و (لعبة الأنا).. قراءة تحليلية في مجموعتها الش ...
- الرفيقة (أم امتاني)
- بيت علي الشباني. محطة الشيوعيين.. شهادة
- العراقيون يتكيفون مع الحر ويحولون معاناتهم إلى نكات!
- شهادة دموية مكتوبة برائحة شواء لحم العراقيين
- مفردات برلمانية تغزو الشارع العراقي الآن
- 1/7 تاريخ كاذب لمواليد العراقيين على مدى قرن
- صورة -فكاهية- من داخل المعتقلات الصدامية
- البعث و ضرورة المراجعة الذاتية


المزيد.....




- مهرجان الفيلم بمراكش يكشف عن أفلام دورته
- ماذا نعرف عن -الديموقراطية التمثيلية- التي أسقطها ممداني؟
- -الخارجية- ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين: انتص ...
- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...
- ياسر جلال: رواية -غير مثبتة- عن دور للجيش الجزائري في القاهر ...
- مهرجان فلفل إسبيليت الأحمر: طعام وموسيقى وآلاف الزوار
- فيلم وثائقي يعرض الانهيار الأخلاقي للجنود الإسرائيليين في حر ...
- من -سايكو- إلى -هالوين-.. لماذا تخيفنا موسيقى أفلام الرعب؟
- رام الله أيتها الصديقة..!
- ياسر جلال يعتذر عن معلومة -خاطئة- قالها بمهرجان وهران للفيلم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم العبيدي - لهذا.. أنا بصراوي للأبد!