أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالكريم العبيدي - بيوت شيوعية مشبوهة














المزيد.....

بيوت شيوعية مشبوهة


عبدالكريم العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5357 - 2016 / 11 / 30 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيوتنا، هي "بيوت الزعيم" الحكومية الضيِّقة التي لا تتجاوز مساحتها الـ "90" مترا. ومحلاتنا السكنية شعبية بسيطة، اكتظت بعائلات العمال والكادحين والكسبة، وغدت فواصل مدهشة ما بين عالم الصرائف والأكواخ وخرائب الطين وبين عالم "طابوگ اعگاده"!
كنّا أطفالها الحفاة، وطلبة مدارسها الخارجين من براثن الجهل وظلام الموروث الى رؤية "نيل ارمسترنغ" وهو يضع أولى قدميه على سطح القمر في قفزات عصفت بعصر قديم، تهاوى من على سطح القمر وفزَّز آباءنا وأمهاتنا وجعلهم يرتعدون من موعد اقتراب أهوال الساعة!
في أزقتنا، أزقة "الدعبل والطوبه وسبع اقباقه واعْظيم الضاع"، كانت ثمة بيوت تشبه بيوتنا من الخارج، لكنها مختومة بشمع المخبرين وكتبة التقارير الحزبية ودوائر الأمن وتحذيرات أجدادنا. يوحدها شعار تحذيري مخيف: احذروا الاقتراب منها، واياكم مصاحبة أبنائها وبناتها، فهي بيوت شيوعية مشبوهة، تبث السموم وتخرجكم عن جادَّة الصواب وتحولكم الى معارضين لمسيرة "الحزب والثورة". وباختصار "اتْشبعون ضيم وظلايم"!
لكننا اقتربنا منها، وعقدنا صحبة مع سكنتها فتعلمنا من أبنائها، أبناء "بيت الندّاف وبيت أيوب عمر وجاسم العايف وعباس مشتت وراشد وكامل الأعور وسامي وجبر صيوان وهاشم أحمد ونعمان وعبد الرحمن ناصر وغالب السعد"، عرفنا منهم بلسان مبين أن بمقدورنا الانتقال من حالتنا البائسة إلى الحالة المدنية لمجتمع منظم، فيه أحزاب ونقابات ودولة قانون، نكون فيها جزءا من حراك قواها، لأن المجتمع سيتغيّر أيضا في مجرى التاريخ ويحوّل نفسه في عملية خلق الإنسان الجديد بقدرة العمل!
تعلمنا من أولاد "المعارضين للحزب والثورة"، أولاد العم "گاصد" في صبخة العرب" ومن "جميل الشبيبي وعلي جاسم ونادية مبروك وسندس عزيز وقاسم سبتي" انَّ أيّا منّا من الممكن أن يتحول الى إنسان منتج، يحقق جوهره في العملية الإنتاجية، ويندرج في علاقات إنتاج مع إقرانه، ثم يتطور من خلالها كطاقة حيوية خلاّقة، ويعانق العالم الموضوعي بواسطة قواه الذاتية الفاعلة!
كنّا ننصت لأحاديثهم "السّامة"، أحاديث "صالح عبد النبي وفالح عبد النبي وكريم محسن وعبد القادر ورعد أبو مسار وجعفر وخديجة وطه ياسين وأبو نزار وكاظم ناشور ومحسن عكله وماجد محمد عايف وكريمة سالم وسعد وصباح ثاني وجميل لازم وفليحة" فنتعرف على الحتمي والمحتمل والممكن. ثم باتت أفكارهم "المشبوهة، الشوْفتنه الضيم والضلايم" تُعلمنا بإصرار أن الكون حقيقة مادية، والعالم يتطور وفقا لقوانين حركة المادة، من غير الحاجة إلى روح كونية، ولا توجد حركة بدون مادة، ولا مادة بدون حركة، كما أن التاريخ البشري جزءٌ من الطبيعة، وقوانينه التي تتحكم بحركته تستنبط من الطبيعة نفسها.
أبناء تلك البيوت المختومة بشمع المخبرين، بيوت:"المحامي عبد الحسين الساعدي وعواطف علي وكميلة مهدي وغالي مطشر وكوبا مصطفى وميلاد حنون وغالية وعادل سلام" شرحوا لنا لأول مرة قوانين نفي النفي ووحدة صراع المتناقضات وتحول الكم إلى كيف، ثم بشَّرَتنا تصوراتهم "الكافرة التي أخرجتنا عن جادَّة الصواب" بأن خاتمة الصراع الطبقي الذي نقل الإنسان من نمط الإنتاج المشاعي إلى العبودي إلى الفيودالي إلى الرأسمالي، ستنقل الشعوب حتما وفق مسار تقدمي حتمي إلى حُلمِ آخرِ مرحلةٍ ينعدم فيها التناقض والشرور، وفيها يبدأ التاريخ الفعلي للإنسانية!
بعد كل هذا النور، عرفنا أن تلك البيوت مشبوهة حقا، وان من حق ظلام الدكتاتورية أن يحذِّرنا منها!



#عبدالكريم_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكتة سياسية
- لهذا.. أنا بصراوي للأبد!
- مسيرة بغداد
- المترجم -چِكَّه-
- الحلم السردي.. سياحة من الغرائبي إلى الواقعي
- عيد كوليرا
- خريج يبحث عن وظيفة
- خمس قصص باكية جدا
- في لحظات رحيله.. في بدء الفراق -عادل قاسم-.. صورة عراقية لمس ...
- البصرة.. أم السرد
- -31- آذار.. نبض -الآخر- الجميل
- الشيوعي بلوى!
- الشيوعيون -كَفَرَة-
- سوزان ابراهيم و (لعبة الأنا).. قراءة تحليلية في مجموعتها الش ...
- الرفيقة (أم امتاني)
- بيت علي الشباني. محطة الشيوعيين.. شهادة
- العراقيون يتكيفون مع الحر ويحولون معاناتهم إلى نكات!
- شهادة دموية مكتوبة برائحة شواء لحم العراقيين
- مفردات برلمانية تغزو الشارع العراقي الآن
- 1/7 تاريخ كاذب لمواليد العراقيين على مدى قرن


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالكريم العبيدي - بيوت شيوعية مشبوهة