أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعر الحكيم محمد داود














المزيد.....

الشاعر الحكيم محمد داود


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5458 - 2017 / 3 / 12 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الحكيم
محمد داود
شاعرين سمعت منهما هذا القول: "أنا لا اكتب القصيدة، وإنما القصيدة هي التي تكتبني" الشاعران هما "محمد داود، ومحمد حلمي الريشة" وهذا الكلام ينم عن الطاقة الأدبية التي يتمتع بها الشاعر، وعلى زخم الانتاج الشعري.
عندما قرأت هذه القصيدة وجدتها مترعة بالحكم، وكأن الشاعر يمارس دور الحكيم فيها، ويريدنا نحن المتلقين أن ننهل مما عنده من حكم، فهو يقدم لنا رؤيته لما هو حاصل بطريقة جميلة وسلسة، رغم قسوة الصورة وشدة الواقع، يقول في مطلع القصيدة:
"ويفوز في زمن الشقاء منافق
والنبل في باب الكريمة طارق"
يبدو للوهلة الأولى أن الشاعر يمجد النفاق ويدعو له، لكن هذا القول يشير إلى صعوبة التمسك بالقيم الأخلاقية في زمن التردي والتقهقر. وهذا ما أوضحه لنا الشاعر لاحقا عندما قال:
"لا تخسروا لحم الظباء بلحظة
فتفوز في سوق اللحوم نقانق
زمن التردي والسخافات ابتدا
"نُصِبَتْ لأحرار الشعوب مشانق
هذا الواقع غير مقبول على الشاعر، ومع هذا يشير إلى ما يحدث على أرض الواقع، فالواقع البائس يدفع ثمنه فقط النبلاء والملتزمون بالقيم، أما غيرهم فهم "يخوضون مع الخائضين".
لكن هل سيستمر هذا الواقع الصعب والمتعب إلى الأبد، أم سينتهي بعد حين؟ يجيبنا الشاعر :
إن العواصف لا محالة تنقضي"
وتعوم للسطح الشفيف حقائق
فدماء شعبي ، والمعامع أثمرت
رُفِعَتْ بساحات الشموخ بيارق"
إذن الشاعر لا يقدم الواقع الذي ينتشر فيه الفساد والظلم فقط، بل يقدم الأمل أيضا، وكأنه يعطي النبلاء والملتزمين بالقيم الطاقة اللازمة لمواكبة المسير وعدم الانزلاق إلى تقليد العامة، التي تسير مع التيار، لأن التقليد أعمى، ويقود متبعيه إلى الهلاك هذا ما أكده لنا الشاعر:
" واللص يجني ما زرعت مجاهرا
وبنى قصورا ، والقصور طوابق
كل اللصوص يجاهرون ببغيهم
وهمُ على درب الوفاق عوائق"
هذه الصورة القبيحة تجعل المتلقي النبيل يندفع بقوة نحو ذاته، متجاهلا كل السلوك الشائن، فهو يرفض أن يكون لصا أو باغيا كما هم هؤلاء المقلدين.
ينهي الشاعر قصيدته بهذا المقطع قائلا:
شعبي يباد وفي النهار جميعه"
واللص في درب الخيانة غارق
فالشعب يغرق بالدماء جهارة
"وعدوَّنا بعضُ اللصوص تُعانق
مشهد في غاية القبح، وعندما قدمه الشاعر أرادنا أن نرى بشاعة من يقدم على فعل الخيانة، ليس فقط من يتعامل مع العدو، بل أيضا الذي يعتدى على المال العام وسرقة الشعب، والذي لا يقوم بواجبه.
من خلال هذه القصيدة يتأكد لنا دور الشاعر الفاعل والمؤثر في تعرية الواقع، وتقديم جرعة من الطاقة للنبلاء الذي ينطبق عليهم قول الرسول (ص): "القابض على دينه كالقابض على الجمر" وهنا الدين ليس العبادة كما يظن البعض، بل السلوك والتمسك بالقيم الأخلاقية والوطنية، فليس هناك شيء أصعب على الإنسان من أن يكون مخالفا لما هو كائن، لما هو حاصل، والشاعر يقف مع هؤلاء النبلاء الذين يعانون الأمرين ، واللذين يرفضون أن ينساقوا وراء الآخرين ويقومون بأفعال وأعمال لا يرضى عنها ضميرهم الحي، فشكر للشاعر الذي قدم لنا هذه الصور التي تقارب الحكم في شكلها وطريقة تقديمها لنا.
"ويفوز في زمن الشقاء منافق
والنبل في باب الكريمة طارق
لا تخسروا لحم الظباء بلحظة
فتفوز في سوق اللحوم نقانق
زمن التردي والسخافات ابتدا
نُصِبَتْ لأحرار الشعوب مشانق
إن العواصف لا محالة تنقضي
وتعوم للسطح الشفيف حقائق
فدماء شعبي ، والمعامع أثمرت
رُفِعَتْ بساحات الشموخ بيارق
واللص يجني ما زرعت مجاهرا
وبنى قصورا ، والقصور طوابق
كل اللصوص يجاهرون ببغيهم
وهمُ على درب الوفاق عوائق
شعبي يباد وفي النهار جميعه
واللص في درب الخيانة غارق
فالشعب يغرق بالدماء جهارة
"وعدوَّنا بعضُ اللصوص تُعانق
أعجبني عرض مزيد من التفاعلات تعليق



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهم الوطني وطريقة طرحه في قصيدة -دعوة- محمود الجاغوب
- الشعر والتراث الشعبي في قصيدة -يا دار- سمير أبو الهيجا
- التماهي مع الأم عند طالب السكيني
- الوطن والمرأة في قصيدة -جنون- بركات عبوة
- دوافع التطرف في رواية -دروب النار- عباس دويكات
- المرأة والشاعر في قصيدة -عيد سعيد عمر مديد- نايل ضميدي
- الفلسطيني العراقي في قصيدة -عراق وعراك- محمود ضميدي
- الشاعر والمجتمع في قصيدة -رياء- أنس حجار
- هيمنة الحرف على القصيدة -زمن الجياع- محمد داود
- الشعر متنفس الشاعر في قصيدة -لعل الشعر يختتم- عبد القادر ديا ...
- البيئة وأثرها على الكاتب مالك البطلي
- قسوة الصور في قصيدة -الزنديق- عمر الكيلاني
- الحكاية الهندية في كتاب -أحلى الأساطير الهندية-
- المتحالفان -الصحراء والبحر- في ديوان -بين غيمتين- سليمان دغش
- صوت الأنثى في ديوان -اصعد إلى عليائكَ فيّ- للشاعرة فاطمة نزا ...
- المرأة في مجموعة -الرقص على الحبال- هادي زاهر
- كشف الظلم التاريخي في -عبد الناصر وجمهورية الطرشان- هادي زاه ...
- أشكال الحب في ديوان -الحب أنْ- للشاعر فراس حج محمد
- التصوير في -ضوء- مصطفى أبو البركات
- الطبيعة واللغة في -جناحان للحب وثالثهما لا يرى- مازن دويكات


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعر الحكيم محمد داود