أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - طريق التصالح مع الشعب














المزيد.....

طريق التصالح مع الشعب


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ترك اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي , الباب مفتوحاً امام أهل النظام , ورجال السلطة , ممن يريدون الأنخراط في عملية التغيير الديمقراطي , للأنضمام الى اطراف الأعلان الموقعين عليه . وقد اشترط اعلان دمشق على من يريدون الأنضمام الى الأعلان , ان لاتكون اياديهم ملوثة بالدم , او بالمال الحرام .

لقد اتى انشقاق السيد عبد الحليم خدام , نائب رئيس الجمهورية السابق , عن النظام الذي كان هو أحد مؤسسيه الأساسيين , واعلانه عن البدء بالعمل ( لأسقاط النظام الحاكم بدمشق , وأنقاذ الوطن , واطلاق الحريات , وبناء الديمقراطية ) كما قال . كخطوة عملية لركن هام من اركان النظام , تصب من الناحية الشكلية بنفس منحى اعلان دمشق الداعي الى التغيير الديمقراطي .

ما قام به السيد خدام وما قاله يطرح علينا سؤال هام لابد من الأجابة عليه , وهو : هل تقبل المعارضة الديمقراطية في سورية , بعبد الحليم خدام , كواحد من مناضليها وكوادرها ؟
وللأجابة على السؤال السابق لابد لنا من التدقيق في اعمال وادوار السيد خدام عندما كان على رأس مهامه , لنرى ان كان يحقق شروط الأنضمام الى اعلان دمشق , من ناحية عدم تلوث يداه بدم السوريين , او بالمال الحرام . بعد ان عبّر بتصريحاته , عن ايمانه بالديمقراطية , والحرية , وتوجهه الى الشعب , لأجراء التغيير , وليس بواسطة الأنقلابات العسكرية .

لقد كان السيد خدام احد اركان النظام السوري الأساسيين , وقد يحتل المرتبة الثانية بعد حافظ الأسد من ناحية التأسيس لهذا النظام الأستبدادي , وبالتالي فان مسئوليته عن القتل , والفساد , والأستبداد , الذي عاش ومايزال في سورية منذ عام 1970 ونسبيا قبل ذلك الى عام 1963 . لاتقل بشيء عن مسئولية الأسد الأب نفسه , وجنرالات الأمن المشهورين , المستحّمين بالدم السوري , وليس تلويثاً فقط .

ولابد لنا ان نُسجل للسيد خدام , تميزه عن الآخرين , بزرعه لأسباب موت مستمرالحدوث يومياً لأبناء سورية , وزرعهم , وحيوانهم , ومائهم , وتربتهم , باستيراده وابنائه , لنفايات نووية ودفنها في الأراضي السورية .

وهكذا , فان خدام , وان لم يكن قاتلاً بمعنى الضاغط على الزناد , بل هو قاتل بمساهمته في خلق اجواء الجريمة , المتمثلة باقصاء كل القوى السياسة من الساحة السورية , وتخوينها , وربط نشاطها بنشاط القوى المعادية الخارجية . كما كان يفعل بتحريضه على القوى الأسلامية في سورية , او كما اتهم حركة المثقفين السوريين بالتعامل مع السفارات الأجنبية , والكثير الكثير من أرائه واقواله , التي مثلت تحريضاً وتعبئة لأجهزة النظام القمعية , لارتكابها اعمال القتل , والأعتقال , والتعذيب , بحق المواطنين . بل هو فاعلها بفساده اللاهث لحصوله على الأموال , حتى وان ادى ذلك الى جلب الكوارث لشعبه وبيئته .

وعلى الرغم من انني لست رجل قانون , الا انني اعتقد بان القانون يوزع مسئولية جرم ُمرتكب , بالتساوي , على من هيئ الأجواء الملائمة لارتكابه , كما على المحرض عليه , بالأضافة الى منفذه .

ولكن....... اذا كان رب العالمين , يقبل توبة الخطائين , افلا نقبل نحن البشر , توبة اخوتنا بالأنسانية ؟ .. لابد لنا من ذلك . ولكن للتوبة طريقها الذي يمنع التائب من العودة الى ماضيه , ويعيد للمظلومين منه حقهم المادي او المعنوي .

اني ارى بان طريق المصالحة بين اهل النظام وبين شعبهم لابد ان يسير بالخطوات التالية :
1 – ان يُعلن الرجل تبرئه من النظام الأستبدادي الذي بناه حافظ الأسد واعوانه كالسيد خدام وغيره , وادانته له .
2 – ان يعتذر بشكل علني من الشعب السوري عن ايذاءه له ( اي للشعب ) عندما كان على رأس عمله ضمن اجهزة النظام .
3 – ان يُعيد المظالم التي ارتكبها كفرد الى اهلها . وبحسب ماتبقى لديه من هذه المظالم .
4 – ان يُبدي استعداده للمثول امام قضاء نزيه , سيُبنى في ظل نظام ديمقراطي , ليقول كلمة الفصل في حق هؤلاء الرجال .
ولابد لهذا القضاء النزيه وقتذاك من ان يأخذ توبة هؤلاء الرجال , ومساهمتهم في التغيير السلمي الديمقراطي , بعين الأعتبار اثناء محاكمتهم .

انني ارى هذا الطريق , بانه الطريق الواجب قطعه , لأي من رجال النظام الذين سيقررون الأنضمام الى شعبهم وتطليق الأستبداد بالثلاثة , وليس كما يفعل ويقول خدام , بامتداح الأوضاع التي كان يبنيها , وبدعوة الناس لرؤية زجاج مكسور بدلأً من المبنى المنهار .



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟
- الفصول الأخيرة من عمر الطغيان
- أعلان دمشق .. خطوة بالأتجاه الصحيح
- من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية قراءة في فكر بشار ...
- مدينتي يبرود و - نِعم الحركة التصحيحية -
- حول عودة المنفيين الى ارض الوطن
- مورفين جديد يُحقن في الجسد السوري المنهك, بحقنة المؤتمر القط ...
- زمن الأستحقاقات
- زراعة الياسمين في سورية , مشمولة برعاية قانون الطوارئ
- هل سورية مستعدة للسلام مع اسرائيل ؟
- بناء نظام وطني ديمقراطي شرط لازم لانهاء التعذيب في السجون ال ...
- اينعت ثمار الأستبداد
- هل السياسة الخارجية السورية وطنية ؟وهل كانت تقدمية ؟
- لقاء وحوار مع المناضل رياض الترك في مونتريال - كندا
- ما بين اعادة الأراضي ...والأصلاح ! مسيرة أستبداد وضياع للأوط ...
- خياران للأنظمة العربية.. لا ثالث لهما
- فاقد الشيء ...يدّعيه
- حول مفهوم الديمقراطية والتغيير الوطني الديمقراطي
- الأستبداد مرض نقص المناعة المجتمعي المكتسب
- حول علاقة الصحفي السوري برجل الأمن


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - طريق التصالح مع الشعب